قائمة الموقع

"نعم لقد جرحونا لكنهم لم يكسرونا"... الرسائل الأخيرة لـ"أبو شجاع" قبل استشهاده

2024-08-29T19:23:00+03:00
"نعم لقد جرحونا لكنهم لم يكسرونا"... الرسائل الأخيرة لـ"أبو شجاع" قبل استشهاده

تداول ناشطون على مواقع التواصل، اليوم الخميس، الرسائل الأخيرة التي كتبها الشهيد محمد جابر الشهير بـ”أبو شجاع” قائد كتيبة طولكرم في الضفة الغربية المحتلة.

وكان آخر ما كتبه أبو شجاع (25 عامًا) قبل استشهاده فجر اليوم، عن شعوره بالتقصير تجاه القضية الفلسطينية.

وكتب "سأبقى أشعر بالتقصير مدى الحياة، لا يمكنني طرد شعور سيء ينتابني كلما رأيت تضحيات الآخرين وما أصابهم، أرى اعتقالي ومطاردتي وخسارتي لمنزلي وبعدي عن أهلي وفقد أخي محمود وعدد من المقربين مني أمور عابرة مقابل طفل فقد أمه، أو أب فقد طفله، أو أسير سيمضي في زنزانته عقود ويحرم منه أبنائه".

وأضاف في المنشور ذاته “لكن أواسي نفسي أن الله سلمني لغاية، وأنني لم اختر التراجع بل اخترت دومًا الأخذ بالعزيمة ورغم ذلك لا زلت بينكم، وأواسي نفسي بأن واجبنا إن خرجنا من هذه الحرب على قيد الحياة أن نكون على قدر المسؤولية وأن نكون قوة لمن حولنا، وأن نبقى الأوفياء لمن ضحوا وقدموا، هذا عهد في رقابنا، أسأل الله أن يمكننا من الوفاء به”.


 

"جرحونا لكنهم لم يكسرونا

وفي منشور آخر كتب أبو شجاع “الجهاد ليس بالتمني إنما بالعمل، ومن زاد في جهاده وجد عند الله مزيدًا، وأن الجهاد سنام العمل”.

وكان أيضًا من أبرز المنشورات التي أعيد تداولها “لا أملك منزلًا، لا أملك سيارة، لكني أملك موقفًا وعليه أموت”.

وتحدث أبو شجاع عن ربما حلم راوده بمعانقة أحد الشهداء، وكتب “هل استيقظت يوماً فوجدت الشهداء يحتضنونك؟ ذلك إحساس أعظم من كل هذا العالم”، مضيفًا “نعم لقد جرحونا لكنهم لم يكسرونا”.

كما تداول ناشطون مقاطع “فيديو” لأبي شجاع وهو يؤكد صموده، ويدعو للقتال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وفي أحد هذه المقاطع، والمتداول بكثافة، قال “راح نستمر لا يهمنا تهديد ولا اغتيال، سنظل مستمرين حتى تحرير الأرض، الاغتيال يقدم لنا هدية، ما بعد اغتيال أبو شجاع سيشد الصراع، كل يوم نفقد قادة وهذا يزيدنا إصرار وعزيمة، لن ينكسر المخيم”.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن، صباح الخميس، اغتيال “أبو شجاع”، مع 4 مسلحين آخرين، واعتقال خامس باقتحامه لمخيم طولكرم في الضفة الغربية المحتلة.

من هو أبو شُجاع؟

محمد جابر أبو شجاع، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس -الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي– وأحد مؤسسيها إلى جانب قائدها الأول سيف أبو لبدة، من مواليد مخيم نور شمس.

ولد عام 1998 في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، ترعرع بالمخيم بين أفراد عائلته وهو الأوسط بين 5 أشقاء.

بدأ أبو شجاع مقاومة الاحتلال في وقت مبكر من حياته، وتعرض للاعتقال أول مرة وهو في الـ17 من عمره، ونجا من عدة محاولات لاغتياله أو اعتقاله، ويصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأحد المطلوبين الكبار لـ"إسرائيل".

وفي يوم 26 يوليو/تموز 2024 تمكنت حشود من المواطنين الفلسطينين من إخراج أبو شجاع من مستشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، بعد حصار الأجهزة الأمنية الفلسطينية له ومحاولة اعتقاله.

وتجمعت الحشود إلى المستشفى بعد دعوات من فصائل المقاومة للنفير وفك الحصار عن القائد الميداني الذي كان يتلقى العلاج إثر إصابته في انفجار عبوة ناسفة أثناء عملية تصنيعها.

شارك أبو شجاع في الأنشطة المناهضة للاحتلال "الإسرائيلي" وهو لا يزال في سن مبكرة من عمره، فتعرض للاعتقال في السجون "الإسرائيلية" وعمره 17 عامًا، واعتقل مجددًا لمرتين إضافيتين قضى بموجبهما نحو 5 سنوات في السجن، كما اعتقل مرتين في سجون الأجهزة الأمنية  الفلسطينية.

أسّس أبو شجاع كتيبة طولكرم في مارس/آذار 2022 إلى جانب قائدها الأول سيف أبو لبدة ومجموعة من شباب مدينة طولكرم ومخيم عين شمس، فتولى قيادتها بعد استشهاد أبو لبدة في 2 أبريل/نيسان من العام نفسه.

ونفّذت الكتيبة عمليات عسكرية استهدفت فيها جنود الاحتلال الإسرائيلي عند نقاط التماس والحواجز، والتصدي لاقتحامات طولكرم ومخيم نور شمس.

كما طورت أساليبها القتالية والتدريبية وعملت على تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات، إضافة إلى تطوير وحدات الرصد والدعم اللوجستي التي تعمل جنبا إلى جنب مع الوحدات القتالية.

يصنف أبو شجاع من طرف الإحتلال الإسرائيلي بأنه "شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية"، كما يصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأنه أحد المطلوبين الكبار لإسرائيل.

في 19 أبريل/نيسان 2024 أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" القضاء على أبو شجاع بعد قصف منزل بمخيم نور شمس كان يتحصن فيه رفقة مجموعة من المقاومين، في عملية جرت بمشاركة قوة من الشاباك وحرس الحدود، ورغم نعيه من قبل المساجد ووسائل الإعلام، إلا أن "أبو شجاع" خرج بين الجموع، وهو يمتشق بندقيته في موكب لتشييع الشهداء بطولكرم في 21 أبريل/نيسان 2024 متحديًا الاحتلال التي ادعى اغتياله.

 

اخبار ذات صلة