لليوم الثاني على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عمليته العسكرية في جنين وطوباس وطولكرم شمالي الضفة الغربية، والتي وصفها بالأوسع منذ عام 2002، حيث يرتفع عدد الشهداء والجرحى وسط تهجير لسكان بعض المناطق وحصار لمناطق أخرى.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد 17 شخصًا وجرح 22 آخرين منذ بداية العملية أمس الأربعاء.
وشيع أهالي مخيم "الفارعة" جنوبي طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، اليوم الخميس، أربعة شهداء ارتقوا فجر أمس، خلال عدوان الاحتلال على المخيم.
وارتقى الشهداء الأربعة بقصف طائرة مسيرة للاحتلال، وهم: الشقيقان مراد مسعود جعايصة (13 عاما)، ومحمد مسعود جعايصة (17 عاما)، وأحمد صالح نبريصي (23 عاما)، وإبراهيم عبد القادر غنيمي (22 عاما)، بالإضافة إلى إصابة 8 فلسطينيين آخرين جراء القصف.
وأفادت مصادر محلية بانطلاق موكب التشييع من بلدة "طمون" جنوب شرق طوباس، وصولا إلى مخيم "الفارعة"، حيث تم نقل الشهداء إلى منازل ذويهم لإلقاء نظرة الوداع عليهم، وحمل المشيعون الشهداء على الأكتاف في مسيرة جابت المخيم، منددين بجرائم الاحتلال، وسط دعوات للثأر لدماء الشهداء .
وأدى أهالي المخيم صلاة الجنازة على الشهداء في مركز "الشهيد صلاح خلف"، وتمت مواراتهم الثرى في مقبرة المخيم.
في الوقت نفسه، قالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال دهمت منازل في جنين، وأمرت سكانها بمغادرتها لمدة 4 أيام وسيطرت عليها.
ويواصل جيش الاحتلال حصاره لجنين ومخيمها، كما دفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط المخيم وقام بتجريف الشوارع والبنية التحتية.
ودفع الاحتلال أيضا بتعزيزات جديدة إلى الحي الشرقي في مدينة جنين، وفقا لما أفاد به مراسل الجزيرة.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية توقف خدماتها في مدينة جنين بشكل كامل بسبب تضررها جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن غرفته المركزية فقدت الاتصال بمركز إسعاف جنين وطواقمه بشكل كامل نتيجة انقطاع الاتصالات.
وفي طولكرم، أفاد مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال وسعت اقتحاماتها لتشمل مخيمي طولكرم ونور شمس.
ودهم الجنود عشرات المنازل وأجروا تحقيقا ميدانيا مع عدد كبير من الفلسطينيين، وأغلقت جميع مداخل مخيم نور شمس.
من جانبها، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن مقاتليها يواصلون التصدي لقوات الاحتلال وآلياته بالرصاص والعبوات الناسفة.
وأعلنت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اليوم الخميس أن مقاتليها تمكنوا من الإيقاع بقوة إسرائيلية في كمين وذلك في إطار الرد على اغتيال قائد الكتيبة محمد جابر الملقب بـ"أبو شجاع" فجر اليوم.
وأوضحت الكتيبة في منشور عبر تليغرام أن المقاتلين أوقعوا قوة مشاة من جيش الاحتلال في كمين مركب في محور المنشية بمخيم نور شمس، "حيث تمكنت وحدة الهندسة من تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار معدة مسبقا.. وفور انفجار العبوة قام مقاتلونا بالإغارة على القوة المستهدفة وإمطارها بزخات كثيفة من الرصاص مؤكدين وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات العدو".
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إنه تم رصد هبوط مروحية للاحتلال عند حاجز تسيناعوز غرب طولكرم عقب إعلان المقاومة الإيقاع بالقوة الإسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن اليوم أنه قتل أبو شجاع قائد كتيبة طولكرم و4 آخرين من أفراد الكتيبة في تبادل لإطلاق النار بمخيم نور شمس.
واعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة جنديين بجروح متفاوتة، في حين أعلن الانتهاء من عمليته في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس شمالي الضفة.
وأوضح أن جنديا أصيب بجروح متوسطة خلال اشتباكات في طولكرم، وكان قد أعلن في وقت سابق من اليوم إصابة مجند من قوة حرس الحدود بجروح طفيفة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل منذ بداية عمليته في الضفة 12 فلسطينيا في جنين وطولكرم، واعتقل أكثر من 10 مطلوبين.
وقد بدأ جيش الاحتلال عمليته الموسعة في الضفة الغربية فجر الأربعاء تحت غطاء كثيف من سلاح الجو، ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الهجوم بأنه الأكبر من نوعه منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.
وبالتزامن مع حربه المستمرة على غزة منذ قرابة 11 شهرا، صعَّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بالضفة، بما فيها القدس، فقتل 670 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وأصاب أكثر من 5 آلاف و400، واعتقل ما يزيد على 10 آلاف.