بعثت التقارير الأممية، عن وصول اللقاحات ضد "شلل الأطفال" إلى قطاع غزة، بصيص أملًا لدى أهالي القطاع، وسط المخاوف الشديدة من عدم القدرة على التصدي لانتشار "الفيروس" الذي يهدد حياة أطفالهم، وسط إنعدام سبل الوقاية والبيئة المناسبة للنجاة.
وقبل أيامٍ، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت وصول الدفعة الأولى من اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال إلى قطاع غزة مساء الأحد الماضي، بالإضافة إلى 500 حافظة تبريد للقاح، مؤكدة الوزارة أنه يجري التجهيز لإطلاق حملة التطعيم بالتنسيق مع الشركاء. وبينت الوزارة في تصريح لها، أن الدفعة الأولى من لقاح OPV2 الواقي من شلل الأطفال بلغ عددها مليوناً و260 ألف لقاح.
وتستهدف حملة التطعيم في قطاع غزة نحو 640 ألف طفل، من خلال جرعتين من اللقاح لكل طفل دون سن العاشرة، وستنفذ حملة التطعيم على مرحلتين، حيث تبدأ المرحلة الأولى يوم السبت القادم، وبعد نحو ثلاثة أسابيع تنطلق المرحلة الثانية، بحسب موسى عابد.
الخوف لا يفارقه على أطفاله التوأم
وبارتياح محفوف بالحذر، استقبل المواطن الغزي محمد عامر والد طفلين توأمين، إعلان وزارة الصحة وصول اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال، والاستعدادات لبدء تطعيم الأطفال.
ويقول عامر في حديثه لـ "فلسطين أون لاين": "مياه الصرف الصحي التي تم اكتشاف فيروس شلل الأطفال بها منتشرة بكل الأماكن بقطاع غزة بسبب تدمير جيش الاحتلال للبنية التحتية، وتكدس آلاف الناس في أماكن ضيقة، لعدم وجود خيار آخر لهم".
ويوضح أنه مواد التنظيف غير متوفرة بقطاع غزة، والمياه أيضا قليلة، وكل ذلك يسهم في انتشار الأمراض وعدم وجود النظافة لدى الأطفال، لذلك انتشرت الأوبئة والفيروسات ومنها فيروس شلل الأطفال.
ويشير إلى، أن الخوف لا يفارقه على أطفاله التوأم اللذان رزق بهم بالحرب، وإمكانية إصابتهم بفيروس شلل الأطفال بظل الظروف البيئة الصعبة الموجودة بين النازحين وسكان قطاع غزة.
كذلك، تقول أم محمد معمر : "سعيدة للغاية لوصول لقاحات الأطفال ضد مرض شلل الأطفال، وقرب تطعيم أبنائي لأن هذا المرض قاتل ومخيف، وخبر انتشاره أدخل الرعب بقلوبنا".
وتوضح معمر في حديثه لـ"فلسطين": "بمجرد الإعلان عن اليوم الذي سيتم فيه بدء تطعيم الأطفال سأكون أمام المستشفى أو العيادة الطبية من ساعات الصباح الأولى من أجل الحصول على التطعيم وضمان عدم إصابة أطفالي بهذا المرض".
وتشير إلى أن اللقاحات ستحمي أجيال من أطفال قطاع غزة من الإصابة بشلل الأطفال وضياع مستقبلهم، مطالبة كل أهالي وأمهات الأطفال بالإسراع بمعرفة مواعيد وأماكن توزيع اللقاحات من أجل إعطائها لأطفالهم.
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، مساء الأحد، وصول مليون و260 ألف جرعة تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال إلى القطاع.
وقالت الوزارة، في بيان: "وصلت مليون و260 ألف جرعة من لقاح OPV2 الواقي من شلل الأطفال، بالإضافة إلى 500 حافظة للقاح".
وأضافت: "جاري التجهيز لإطلاق الحملة بالتنسيق مع الشركاء (لم تذكرهم)".
والجمعة، أعرب مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه البالغ إزاء تأكيد إصابة طفل يبلغ من العمر 10 أشهر بمرض شلل الأطفال بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها بدؤوا على الفور العمل على جمع ونقل عينات البراز للطفل، لفحصها في مختبر معتمد لدى منظمة الصحة العالمية في المنطقة.
وأوضح، أن حالة الطفل المصاب بشلل أسفل ساقه اليسرى مستقرة، وأنه نظرًا لارتفاع خطر الإصابة بالمرض في غزة ومحيطها فقد قررت وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة تنفيذ حملة تطعيم على مرحلتين لوقف انتقال الفيروس.
كما أشار إلى، أن آلاف الأشخاص لا يزالون يهجرون قسراً في منطقتي خان يونس ودير البلح بسبب أوامر الإخلاء المتكررة التي تصدرها إسرائيل، وبالتالي هناك خطر الإصابة بشلل الأطفال.
وفي 16 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في قطاع غزة، بمدينة دير البلح لطفل يبلغ 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.
ويصيب المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، فيما تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويلاقي ما يراوح بين 5 و10 بالمئة من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها، وفق منظمة الصحة العالمية.
من جهته، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، اليوم الإثنين، إن النقاط الطبية المتواجدة في قطاع غزة، لا تكفي لخدمة المواطنين وتأمين لقاحات شلل الأطفال.
وأكد الدفاع المدني، أن الاحتلال يمعن في قتل الفلسطينيين ببطء بسبب منعه العلاج عنهم.
وأشار إلى وجود عدد من الصعوبات والتحديات الكبيرة، التي تواجه حملة تلقيح الأطفال في القطاع.
وفي السياق، أفاد الدفاع المدني أن عمليات النزوح تشكل تحدياً كبيراً للمواطنين، ويفضلون الموت على الخروج من منازلهم.