دعا مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى وقف إطلاق النار إنساني لمدة 3 أيام من أجل التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة.
وأوضح بوريل في منشور على منصة "إكس"، اليوم الثلاثاء، أن "الانتشار السريع لمرض شلل الأطفال يهدد أطفال غزة الذين أضعفهم النزوح والحرمان وسوء التغذية".
وشدد على أن "وقف إطلاق النار الإنساني ضروري لضمان قيام منظمة الصحة العالمية واليونيسف بعمليات التطعيم في القطاع".
فيما أكدت منظمات أممية، الثلاثاء، الحاجة إلى هدنة إنسانية بغزة لتمكينها من تطعيم أكثر من 640 ألف طفل بلقاح مضاد لشلل الأطفال.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الثلاثاء، أنها ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ومنظمة الصحة العالمية والشركاء، مستعدون لتحصين 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال في غزة.
واستدركت: "لكننا بحاجة إلى هدنة لدواع إنسانية"، وحذرت من أن "تأخير الهدنة سيزيد من خطر انتشار مرض شلل الأطفال بين الأطفال".
من جانبها، قالت "اليونيسف" في بيان الثلاثاء، إنها تقوم اليوم بإحضار 1.2 مليون جرعة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال (من النوع الثاني) لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل في غزة".
وبينت أنها تقوم بذلك "بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والأونروا وغيرهما من الشركاء".
وحول ذلك، ذكرت الأمم المتحدة على موقعها أن "قطاع غزة شهد أول حالة إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاما بعد تأكيد إصابة طفل رضيع في دير البلح بالمرض".
وأضافت: "تعتزم الوكالات الأممية وشركاؤها إجراء جولتين من حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في أنحاء قطاع غزة بدءا من نهاية الشهر الحالي (أغسطس/آب)".
وطالبت الأمم المتحدة "جميع أطراف الصراع بوقف القتال لأسباب إنسانية في القطاع لمدة 7 أيام للسماح بإجراء جولتي التطعيم".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت "الأونروا" عبر منصة "إكس" تلقّيها دعمًا بقيمة 3 ملايين دولار من "مؤسسة قطر الخيرية"، لتوفير المعونة الملحّة للفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشارت إلى أنّ المساعدات القطرية تأتي في وقت حرج تسبق حملة التلقيح ضد شلل الأطفال التي تعتزم الأونروا تنفيذها في قطاع غزة.
وأضافت الأونروا: "تعد قطر الخيرية شريكًا موثوقا لأسرة الأمم المتحدة، حيث تقوم بدعم عملياتها الإنسانية في جميع انحاء العالم".
والاثنين، وصف لويس واتريدج، الموظف في الأونروا الوضع في قطاع غزة بأنه "كارثة مكتملة الأركان".
كما صرّح النائب الأول للمدير الميداني للأونروا، سام روز، أن البيئة في غزة، حيث يتم تهجير الناس وإجبارهم على التنقل بشكل متكرر نتيجة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية، "مثالية" لظهور وانتشار فيروس شلل الأطفال.
وقال روز: "تحت هذه الظروف بالضبط عاد شلل الأطفال للظهور في غزة مع عدد قليل من الحالات التي يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة".
من جانبه، أشار متحدث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إلى أن احتمال إعطاء أي لقاح لـ50 ألف طفل ولدوا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "منخفض للغاية".
وأشار دوجاريك، إلى أنه تم تسليم 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة حتى الأحد، ومن المخطط تطعيم أكثر من 640 ألف طفل في المنطقة.
من جانبها، حذرت ألكسندرا سايح، رئيسة قسم سياسة المساعدات الإنسانية في منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية (مقرها في بريطانيا)، من أن يؤدي شلل الأطفال إلى "إعاقة جماعية" إذا لم يُعالج المرض الذي بدأ يتفشى في غزة.
وأكدت سايح في مقابلة للأناضول، أن الحالة الأولى لشلل الأطفال التي ظهرت في أغسطس الحالي كانت "نتيجة مباشرة للإخفاق بإيصال المواد الأساسية إلى غزة وتدمير البنية التحتية، نتيجة للحظر المنهجي الذي تفرضه إسرائيل على المساعدات الإنسانية".
ولفتت إلى اكتظاظ مراكز الإيواء التي يلجأ إليها الناس، وتفشي أمراض وبائية مختلفة، لا سيما التهاب الكبد الوبائي (أ)، في الأشهر القليلة الماضية، وآخرها مرض شلل الأطفال.
وسبق أن أعربت منظمة الصحة العالمية، عن قلقها العميق إزاء ظهور حالة شلل أطفال في غزة بعد 25 عاما، وأشارت إلى أن تسلسل الجينوم أكد أن الفيروس مرتبط بـ "فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني"، الذي اكتُشف في عينات بيئية جُمعَت من مياه الصرف الصحي بغزة في حزيران/ يونيو الماضي.
وفي 16 أغسطس أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال بمدينة دير البلح لطفل يبلغ 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.
ويصيب المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، فيما تؤدي حالة واحدة من أصل 200 عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويلاقي ما يراوح بين 5 و10 بالمئة من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها، وفق منظمة الصحة العالمية.
وتقول الأمم المتحدة على موقعها إنه "طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.