فلسطين أون لاين

تقرير في مواصي خان يونس.. خيام مسكونة بالوجع والأمل

...
في مواصي خان يونس.. خيام مسكونة بالوجع والثَّبات والأمل
خان يونس / علي البطة:

بين فقدان الأبناء بالشهادة، والزوج بالاعتقال، ومآسي النزوح من مكان لآخر تتنوع معاناة الفلسطينية أم أحمد الدرافيل وسط حرب الإبادة الإسرائيلية الجماعية، دون أن يمنعها ذلك عن الثبوت والتمسك بتراب الوطن والأمل بالخلاص من الاحتلال.

من منزلها في الشيخ رضوان بمدينة غزة إلى مدينة حمد غرب خانيونس، نزحت قسرًا أم أحمد (٤١ عاما) لتلجأ بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتكررة لمدينة غزة وشمالها إلى أقارب لها وكان معها أبنائها الأربعة، -ثلاثة شبان، وطفلة- بينما زوجها اعتقل الاحتلال منذ بداية الحرب العدوانية.

بالأسى والدموع تستذكر أم أحمد في حديثها لفلسطين أون لاين فلذات كبدها أحمد٢٣ عاما ومحمد ٢٢ عاما، ومالك ١٩ عاما الذين استشهدوا في قصف إسرائيلي واستشهد معهم حفيدتها حنان طفلة الشهيد أحمد الذي أصيبت زوجته فيما نجت هي وطفلتها ابنة الـ 13 عامًا، ليخوضوا رحلة كفاح ومعاناة النزوح بعد أن غيب الإرهاب الإسرائيلي رجال العائلة بالقتل والاعتقال.

ما يوجع قلب الأم أنها فقدت أبناءها الذكور شهداء ولا تعرف في أي سجن معتقل زوجها ولم يصلها أي معلومة تطمئنها عليه.

كم أحتاجك يا أبو أحمد .. صرخات موجوعة تطلقها وهي تعيش وحيدة مع طفلتها محنة شديدة عصفت بها الحرب من مكان لآخر وسط قصف لا يتوقف وجوع وعطش وحرمان من أبسط مقومات الحياة.

انتقلت أم أحمد من مدينة حمد عند اجتياح الاحتلال خان يونس في 3 ديسمبر الماضي، إلى رفح قبل أن يطلب الاحتلال من النازحين والسكان إخلاء المدينة فعادت إلى مواصي خان يونس.

في المواصي تعيش أم أحمد وطفلتها في خيمة تفتقد الزوج والأبناء والحفيد وتفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة لكنها تتمسك بحق الفلسطينيين في الدفاع عن الأرض والأسرى والمسرى، كل شيء يرخص في سبيل تحرير فلسطين من البحر الى النهر، تقول.

تضيف: صعب جدا تفقد أعز أحبابك وفلذات الكبد ونور العين، كان أبنائي الشهداء يتطلعون لبناء مستقبل زاهر قبل أن تقصفهم صواريخ الاحتلال.

أما الفتى محمد درويش (١٧ عاما) فقد أصيب في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة السردي في مخيم النصيرات في ٦ يونيو الماضي، ونقل من المدرسة غارقا في دمائه إلى مشفى شهداء الأقصى قبل أن ينقل اليوم إلى مشفى ناصر لمواصلة رحلة العلاج من إصابته الخطرة.

بترت يد محمد اليمنى وأصيبت قدماه بجراح خطيرة ولا زالت محاولات الأطباء مستمرة لإنقاذه.

في المستشفى يرافق محمد شقيقه الأكبر أحمد وعمه منذ اليوم الاول لإصابته والأمل يملأ قلوبهم بنجاح جهود الأطباء في مداواة جراح محمد وتخفيف آلامه.

يقول أحمد: كل العائلة تلهج بالدعاء بالشفاء لمحمد، وثقتنا بالله عالية وأملنا كبير بتجاوز أخي محنته. منذ إصابة محمد والعائلة كلها تتابع حالته وقلوبنا تعتصر ألما لمصابه.

في كل زاوية من مواصي خان يونس تنتصب خيمة يسكن فيها الوجع والألم، فهناك من بقي وحيدًا بعد استشهاد كل عائلته يكافح ليواصل الحياة، وهناك أم فقد زوجها وتسعى على أطفالها، وخيمة أخرى لجأ إليها مصابون بالبتر من قصف الاحتلال .. حكايات يجمعها الإيذاء من الاحتلال واليقين بالثبات على الأرض والتمسك بالحقوق وذاكرة لا تغفر ولا تنسى للمحتل إرهابه ووحشيته.