قائمة الموقع

محمَّد فلفل.. فنَّان واعد يحول قماش خيام النُّزوح إلى لوحات كاريكاتوريَّة (بالصور)

2024-08-22T18:12:00+03:00
محمَّد فلفل.. فنَّان واعد يحول قماش خيام النُّزوح إلى لوحات كاريكاتوريَّة

على جدار خيمة النزوح، أطلق الشاب محمد أحمد فلفل العنان لريشته لتشكل رسومات كاريكاتورية تعكس واقع النكبة الفلسطينية الثانية وما رافقها من ملاحم بطولية في وجه فاشية الاحتلال الإسرائيلي.

منذ ٣ سنوات وتحديدا عندما كان محمد في الصف التاسع برزت موهبته برسم لوحات بدقة عالية على الورق، وقد نمت وترعرت مع الممارسة اليومية، حتى جاء العدوان على غزة وفصول المعاناة ورحلات النزوح المتكررة ليبدأ التعبير عن مشاعره برسومات على قماش الخيم.

الخيمة تؤرخ الواقع

يقول الفنان الواعد لـ "فلسطين أون لاين": أريد أن تؤرخ الخيمة لملاحم شعبنا في هذه المعركة من ناحية، وإبراز إجرام الاحتلال بحق أهلنا من الناحية الأخرى.


 

تلامس رسومات محمد واقع الناس وتجسد حياتهم من الانتقال من شقق سكنية ومنازل إلى خيم بالية، وما يتعرض له الأطفال والنساء من قتل بالجملة وسفك دماء الأبرياء وإزهاق الأرواح واعتقال وطرد الأهالي من بيوتهم وتدمير البيوت على من فيها.

 الرسم الأول لمحمد جسدت وقائع العدوان من قصف البيوت وقتل الأطفال والنساء وإعدام الشبان وحركة النزوح الكبير والعيش في الشارع وعلى قارعة الطريق واستهداف الطواقم الطبية والإسعافات وجثث الشهداء المتحللة في الشوارع واحتضان أم لأطفالها تحت ركام بيتهم المقصوف، وأخيرا كلمات يرددها الفلسطينيون تقول.. غزة وعد هنعمرها.

في رسمته الثانية، وثق محمد طفلة مبتورة القدم وطفلا رأسه ملفوف بشاش طبي ويتوسطهم حنظلة وجميعهم ينظر نحو بنايات سكنية يقصفها الاحتلال وتتصاعد أعمدة الدخان منها نحو السماء الملوثة بفعل القصف.


 

وليكتمل المشهد على صورة الواقع، وثق محمد في رسمته الثالثة صورة مقاتل فلسطيني ملثم يرمز لأيقونة المقاوم الفلسطيني وهو يؤكد أن القتال ماض حتى النصر أو الشهادة.

كل رسم من الرسوم الثلاثة يشكل لوحة مستقلة بذاتها تعبر عن موضوع معين، والرسومات الثلاث تشكل مشهدا متكاملا يعبر عن واقع الحياة الفلسطينيين في غزة منذ اليوم الاول للعدوان وصولا إلى النهاية الحتمية للنضال؛ النصر على المحتل أو الشهادة في ميادين القتال خلال مقارعة جنود الاحتلال، كما يقول الفنان الواعد.

يعمل محمد بجهد فردي وبدعم من أسرته على إكمال مشروع الرسم على جداريات (قماش) الخيم المنتشرة في مخيم النزوح غرب خان يونس.

صرخة في وجه العالم

يقول محمد: الرسم الكاريكاتيري يعبر عن الواقع المعاش وهو بمنزلة صرخة في وجه العالم حول الجرائم بحق شعبنا، وهو وثيقة تؤرخ لحقبة مهمة من تاريخ شعبنا، وكذلك يزين خيم النزوح ويحولها إلى لوحة فنية تعبر عن الأبعاد الإنسانية للمعاناة والأبعاد السياسية للمعركة والصمود في وجه العدوان الغاشم.

بعد ساعات طويلة من القصف والتدمير وتقلب الحياة من غزة نزوحا إلى رفح ثم النزوح الى خان يونس في مخيم قبالة جامعة الأقصى غرب المدينة ينتظر محمد ساعات الليل حتى تخفت حركة المواطنين يشرع في الرسم مستخدما أدوات الرسم المتوفرة جنوبي القطاع.


 

طوال ساعات تمتد لمنتصف الليل يرسم كل ليلة جزءا من لوحاته الفنية المجسدة لحركة الناس وحياتهم في الحرب.

الرسم على الجدار الرخوة للخيم يدفع النازح الفلسطيني إلى الاهتمام بالخيمة والحرص عليها لنقلها معه عند كل نزوح ليبقيها معه لتكون وثيقة شاهدة على إجرام عدو وصمود شعب وبسالة مقاومة.

حرمان من التوجيهي

كغيره من 39 ألف طالب وطالبة في غزة حرم العدوان المتواصل محمد من تقديم امتحانات الثانوية العامة، ما حرمه الالتحاق بكلية الفنون، الذي كان قرره قبل الحرب، حتى جاءت الحرب لترسخ رغبته نحو الالتحاق بتلك الكلية لصقل مهاراته وتطوير قدراته.


 

يشدد محمد على أن تلاقي موهبته مع دراسته الجامعية هي بداية طريق طويل نحو الدفاع عن قضية فلسطين وشعبنا وأرضنا عبر الرسم والفن وصولا الى نقل جرائم المحتل الى العالم.

يأمل أن تساهم رسوماته في التأثير على المجتمع الدولي وتحريكه نحو ملاحقة مجرمي العدو وقاتلي الأطفال والنساء ومحاسبتهم على جرائمهم بحق الإنسانية في فلسطين.

اخبار ذات صلة