قائمة الموقع

المقاومة بخير، وغزة بخير

2024-08-21T21:34:00+03:00
المقاومة بخير، وغزة بخير

واهمٌ رئيس وزراء إسرائيل إذا كان يظن أن المقاومة الفلسطينية ستنكسر، وتعترف له بحق السيطرة على محور صلاح الدين "فيلادليفا" ومحور وادي غزة "نتساريم"، وواهمٌ الصهيوني أنتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا إذا ظن أن الضغط على أهالي قطاع غزة سيكسر رقبتهم، ويجبر رجال المقاومة على الخضوع لشروط إسرائيل، أو يجبر أهالي غزة على الثورة ضد المقاومة، والهتاف بحياة إسرائيل.

وواهمٌ كل من يظن من عربٍ وعجمٍ أن المعارك مع العدو الصهيوني تحسمها القوة الصهيونية القاهرة، وبالمزيد من القوة، فالمعركة على أرض غزة طويلة الأجل، وتحتاج إلى النفس الطويل، والصبر المرير، وهي جزء من المعركة الممتدة لأكثر من مئة عام، منذ الاشتباك الأول بين الفلاحيين الفلسطينيين والعصابات الصهيونية سنة 1908، وهذه حقائق يدركها أهل غزة، الذين تأقلمت أرواحهم على المواجهات، ولم يبخلوا يوماً بالعطاء، ولا فترت لهم عزيمة، وهم واثقون بحكم الخبرة والزمن، أن المستهدف وطنهم فلسطين، وأن العدوان ينصب على وجودهم فوق تراب فلسطين، وهذا ما لا يفهمه خندق الأعداء، الذي حسب الحصار والقصف والحرق والقتل والموت طريقاً للانتصار، ودون أن تجتهد جوقة الأعداء في رصد العمق الروحي للفلسطينيين.

القدرات الكامنة لدى الشعب الفلسطيني، والمفاجآت التي يعدها رجال المقاومة معطيات نفسية ومادية لا ترصدها طائرات التجسس البريطانية والأمريكية، ولا يصل إليها رجال المخابرات  العاملين لأكثر من بلد على أرض غزة، ولا تراها أجهزة التجسس العالمية، التي توظف أجهزة الرصد والمتابعة الحديثة لصالح الكيان الصهيوني.

إن المدقق في أحوال الناس في الشوارع، وفي الأماكن العامة، وفي مخيمات النزوح، يلتقي مع حالات معدودة من التأفف والضجر، وهناك أحاديث يأس وقنوط، وهذه بعض صفات البشر، حيث يلتقي مجتمع غزة مع بقية المجتمعات في البحث عن الراحة والهدوء، والتخلص من المعاناة، مع فارق في المقاربة بين مجتمع فلسطيني يتعرض لمؤامرة كونية كبرى، تقودها أجهزة مخابرات عالمية ومحلية، تهدف إلى زعزعة الجبهة الداخلية، وبث سموم الفرقة والكراهية، بما في ذلك جلد الضحية، وتبرأة الجلاد.

الذي يعيش في أوساط الشعب الفلسطيني على مختلف مشاربهم وأهوائهم يصل إلى قناعة راسخة بأن ما تراهن عليه المخابرات الإسرائيلية باطل، وأن ما تراهن عليه بعض وسائل الإعلام المأجورة باطل، وأن ما تراهن عليه بعض أجهزة المخابرات الإقليمية والعربية لا صحة له، وأن مزاج الشعب الفلسطيني بشكل عام يقف مع المقاومة، وأن هذه هو الطريق الوحيد للخلاص من المعاناة ووجع الخنوع، وليس أمام الفلسطينيين إلا الصبر، والمزيد من الصبر العنيد، الصبر الذي يلجم أبواق المندسين والمغفلين الذين حسبوا أن الخضوع سياسية، وأن الركوع نجاة، وأن الاستسلام للعدو حياة.

اخبار ذات صلة