قائمة الموقع

أمريكا بجولات التَّفاوض.. انحياز كلِّيّ لـ (إسرائيل) يجعلها شريكًا في الإبادة

2024-08-21T17:09:00+03:00
أمريكا بجولات التَّفاوض.. انحياز كلِّيّ لـ (إسرائيل) يجعلها شريكًا في الإبادة

كان واضحًا خلال 11جولة تفاوض حجم الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال الإسرائيلي والذي منح الأخير فرصًا لمواصلة حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة من ناحية، فضلا عن محاولة تخفيف الضغط الدولي على (إسرائيل) فيما يتعلق بمواضيع الجوانب الإنسانية، تهدف من خلاله وفق محللين لتضليل العالم بسعيها لوجود صفقة.

رغم العراقيل والشروط الجديدة التي يضيفها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في كل جولة بهدف إفشال جهود الوسطاء للتوصل لاتفاق، وإعلانه ذلك على الملأ، تطالب أمريكا في كل مرة حركة حماس بالاستجابة لتلك الشروط، وفي حال رفضت تتهمها بتعطيل الجولة كما يحدث كجزء "من خداع وتضليل العالم".

وفشلت جهود الوسطاء في التوصل الاتفاق في الجولة الأخيرة كما فشلت سابقتها بسبب شروط جديدة وضعها نتنياهو تتعلق بالبقاء في محور "نتساريم" ومحور "فلادليفيا" رغم موافقة المقاومة الفلسطينية على الرؤية التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه مايو/أيار الماضي، وقرار مجلس الأمن يوم 11 يونيو/حزيران 2024.

دعم متواصل

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل يلعب اللوبي الصهيوني، دورًا كبيرًا في السباق الانتخابي، بالتالي لا يستطيع الرئيس الأمريكي جو بايدن منع تقديم الدعم المالي والعسكري للاحتلال، رغم التناقض بين ادعاء دعمه لإتمام الصفقة وعدم الضغط على نتنياهو لإنجاحها مما يمنح نتنياهو فرصة لمواصلة الحرب.

وقال عوكل لموقع "فلسطين أون لاين": إن "نتنياهو يقود مغامرة بغض النظر عن حسابات النصر والخسارة فيها، وأصبح التراجع أو التوقف يعني له الهزيمة، لذلك تبرئ أمريكا ذمتها أمام الجمهور الأمريكي خاصة جماهير الحزب الديمقراطي الذين يطالبون بوقف الدعم العسكري لإسرائيل بالادعاء بأنها حاولت التوصل لصفقة".

ووصف جولات التفاوض بأنها "استنزاف للوقت"، مبينا، أن أمريكا بدأت تعترف بوجود مشكلة بالشروط الإسرائيلية وحاجة الأمر لتنازلات منها لأنه لم يبق وقت للانتخابات الأمريكية بالتالي تريد هدنة مؤقتة تسمح للاحتلال بتجديد الحرب وقتما شاء".

ورأى أن الموقف الأمريكي يشهد إرباكا شديدا تحرص من خلاله عدم إغضاب اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، وتعطي الاحتلال فرصا منذ سبعة أشهر من جولات التفاوض.

رغم هذا الإرباك الذي تحدث عنه عوكل، هذا لا يعني أن أمريكا لا تريد صفقة مؤقتة لأغراض انتخابية داخلية، لكنها لا تستطيع فرض التهدئة على الاحتلال للأسباب نفسها، رغم قدرتها على وقف الحرب في أول يوم أو آخر يوم.

ولفت إلى أن السياسية الأمريكية تعمل على أن (إسرائيل) قاعدة أمريكا الأكبر في الشرق الأوسط وذراعها الاستعماري بالمنطقة.

وأشار عوكل إلى أن الموقف الأمريكي في الانحياز الكلي للاحتلال جعلها طرفا في المفاوضات تصطف بجانب إسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وليست وسيطا مفاوضا، بالتالي تضغط بكل الطرق وتحشد أكبر عدد من القطع البحرية للدفاع عن الاحتلال، بالتالي يشعر نتنياهو أنه في وضع ممتاز وأنه ضوء أخضر لاستمرار الجرائم لا تشجعه على تقديم تنازلات تجعله ضعيفا.

ولا يعتقد عوكل أن هناك جولات تفاوض أخرى خلال المرحلة المقبلة، لأن نتنياهو ظل خلال 11 جولة سابقة عند نفس الأداء والمراوغة وفي كل مرة يطرح جولات جديدة، فيما تستمر أمريكا بالانحياز والدعم والتغطية على جرائم الاحتلال ومنحها الشرعية فيتعقد المشهد ولا يتم التوصل لحل.

مقاومة منتبهة

لم تتفاجأ المقاومة الفلسطينية، وفق الكاتب والمحلل السياسي من لبنان حمزة بشتاوي بالانحياز الأمريكي والدائم للاحتلال وتبني رؤيته تجاه المقترح الذي وافقت عليه المقاومة ف وتمسكت بموقفها بالانسحاب الشامل للاحتلال من غزة والوقف الكامل للعدوان مع قدرتها على معالجة كل التفصيلات المتبقية.

وقال بشتاوي لموقع "فلسطين أون لاين": إن "المقاومة كانت منتبهة لكل عناوين لكل مراحل التفاوض في كل جولة، فيما لا زالت أمريكا تصر على تبني رؤية نتنياهو، وتستخدم رواية مضللة مخادعة للعالم باتهام المقاومة بتعطيل الصفقة".

ولم يفصل بشتاوي الانحياز الأمريكي عن خلفيته التاريخية بدعمها لإنشاء الاحتلال، بالتالي لم تمارس ضغطا جديا على نتنياهو لتنفيذ الصفقة ولا زالت تناور الجميع، مما يحتم على الوسطاء اتخاذ موقف تجاه هذا الانحياز الذي يفهمه نتنياهو على أنه ضوء أخضر لارتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين بغزة ويجعل التفاوض بالنار.

ولفت إلى أن أمريكا فعليا تستطيع انهاء الحرب خلال يوم واحد، لكنها لا تريد الضغط على الاحتلال، وقال: إن "أمريكا فشلت في الحرب والمفاوضات خلال 11 جولة تفاوض، ولم تنجح في تنفيذ مبادرة بايدن وهذا دليل عدم رغبة في وقف الحرب".

ورغم كل الفرص التي منحتها أمريكا للاحتلال خلال جولات التفاوض، يعتقد بشتاوي أن المقاومة مدركة لكل الألاعيب والخداع، لذلك تتمسك بشرطين أساسيين يتعلقان بوقف إطلاق النار والانسحاب، فيما يريد الاحتلال الضغط على المقاومة للحصول على أكبر عدد من الجنود الأحياء.

اخبار ذات صلة