قائمة الموقع

الفتاة شهد العمور: شرارة أمل في ظلمات حرب غزة

2024-08-17T11:22:00+03:00

 شهد عادل العمور فتاة فلسطينية في مقتبل العمر، لم تتجاوز العشرين ربيعاً، كانت تحلم ببناء مستقبل مشرق وتحمل في قلبها شغفاً كبيراً بالتكنولوجيا وبرغبة ملحة في المساهمة في تطوير بلدها المحتل.

لكن الحرب، تلك اللعنة التي لا تفهم من اللغة سوى لغة الدمار والخراب، باغتت شهد (19 عامًا) في خضم دراستها. اضطرت إلى ترك مقاعد الجامعة، وودعت أحلامها الجامعية، ورحلت عن منزلها شرق رفح، حاملة معها ذكريات طفولتها السعيدة وأحلام المستقبل.

قررت شهد أن تساهم في مساعدة الآخرين الذين يعانون مثلها. فبعد أن عانت من ويلات الحرب، أدركت جيداً معاناة النازحين، فبدأت في مساعدة هؤلاء الأشخاص في تسجيلهم في برامج الإغاثة التي تقدمها الأمم المتحدة، والتي توفر لهم بعض المساعدات المالية والغذائية مقابل نصف دولار أمريكي عن كل طلب.

تقول شهد لـ"فلسطين أون لاين": "هاي (هذه) خامس مرة ننزح من منطقة الأوروبي شرق خانيونس إلى مدارس الإيواء قرب مستشفى ناصر، وأنا وحيدة والديها وهما مسنان، وفي ظل امتلاكي لاب توب ومهارات تكنولوجية قررت أن أساعد النازحين ووالدي أيضًا".

وتضيف "أنزل إلى الشارع ومعي اللاب توب وكرسي ووالدي يرافقاني وأقوم بالتسجيل للنازحين الذين لا يمتلكون أي شيء مقابل 2 شيكل (55 ست) للطلب الواحد.. أحيانا اكسب سبع دولارات أو عشرة في اليوم الواحد وهذا المبلغ يساعد في مواجهة ظروف الحياة في ظل الحرب".

وتوضح أن خالها وأولاده الاثنين وآخرين استشهدوا خلال الحرب على غزة التي تأمل أن تنتهي في أقرب وقت من أجل أن تعود لمواصلة مسيرتها التعليمية.

لم تكن رحلة شهد سهلة، فقد تعرضت هي وعائلتها للكثير من المخاطر. فروا من مكان لآخر، هرباً من القصف والاجتياحات الإسرائيلية، وشاهدوا بأعينهم مآسي لا تُنسى. ولكنهم تمكنوا من النجاة بفضل إرادتهم القوية وتكاتفهم.

ويدعم والد شهد عادل العمور ابنته حيث ينزل معها إلى الشارع ويوفر لها بطاقات الانترنت من اجل إتمام عمليات التسجيل للنازحين.

ويوضح العمور (54 عاما) أن ما تكسبه ابنته مقابل عملها لا يساوي نقطة في بحر الاحتياجات بفعل الحرب وارتفاع الأسعار في غزة.

ويحاول أخرون مثل شهد تسجيل السكان في برامج الإغاثة التي تقدمها الأمم المتحدة، فمثلًا وجد محمود أبو داهود في برامج التسجيل مصدر دخل لعائلته التي تقطن في مخيم خانيونس.
يقول أبو داهود (37 عامًا) "في ظل انعدام التيار الكهرباء وصعوبة الحصول على الانترنت والانعزال عن العالم، يلجأ السكان للمتخصصين في مجال المواقع الالكترونية لمساعدتهم في التسجيل لبرامج الأمم المتحدة مقابل مبلغ مالي زهيد. 

يجلس أبو داهود على مقعد بلاستيكي وسط خان يونس، وأمامه لاب توب ملصق على ورقة مكتوب عليها "يوجد تسجيل في رابط اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي".  

ووفقًا لآخر إحصائية أعدتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" حول معدلات البطالة في غزة، فقد بلغت نسبة التعطل 90٪، فيما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع بتوقف 95٪ من المنشآت الاقتصادية عن العمل.

وأعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي، ارتفاع نسبة البطالة في غزة إلى 79.1٪، لكنها أشارت إلى أن الإحصائية التي أعدتها لم تأخذ في الحسبان أولئك الذين تركوا القوى العاملة، لأن فرص العمل لم تعد متاحة لهم، وبالتالي فإن العدد لأولئك الذين تركوا وظائفهم في القطاع أعلى مما تشير إليه أرقام البطالة.

اخبار ذات صلة