قائمة الموقع

ما دلالات كشف حزب الله منشأة "عماد 4" الصاروخية تحت الأرض؟ خبراء عسكريون يعلقون

2024-08-16T17:17:00+03:00
عماد4.jpg

بثّ الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، الجمعة، فيديو بعنوان "جبالنا خزائننا" يستعرض منشأة "عماد 4" للقدرات الصاروخية للحزب.

وكشف الفيديو، الذي تبلغ مدته أربع دقائق ونصف الدقيقة، عن منشأة عسكرية تحمل الرقم 4، مما يشير إلى أن المقاومة تمتلك عددًا أكبر من هذه المنشآت، وما عرض في الفيديو يمثل جزءا فقط من إجمالي ما تملكه المقاومة، وهو ما قد تكشفه لاحقا حلقات أخرى من هذه السلسلة التي تُعرض للمرة الأولى بعد "الهدهد 1 و2".

ووصف العميد الركن الدكتور هشام جابر المنشأة العسكرية بأنها "مدينة تحت الأرض" مجهزة بالكامل، لكنه لفت إلى أن موقعها الدقيق يظل مجهولا وكذلك أماكن دخولها وخروجها، بالإضافة إلى الأنفاق السرية التي تمتد إلى أماكن غير معروفة، ولم يتمكن أي شخص من تحديد موقع مدخل واحد منها، بما في ذلك إمكانية امتدادها إلى أراض شمال فلسطين المحتلة.

ورأى جابر، أن الفيديو الذي تم عرضه يوضح أن هذه الأنفاق تستخدم لعبور آليات وشاحنات وحتى سيارات رباعية الدفع، كما أنها مجهزة بتقنيات حديثة تشمل الإنارة ووسائل الاتصال، وتتكون من عدة طبقات وليس طبقة واحدة.

وأشار العميد الركن إلى أن توقيت نشر الفيديو كان رسالة واضحة للإسرائيليين، مفادها أن هذه المنشآت جزء من منظومة الصواريخ الخاصة بهم، وتحمل اسم "عماد 4″، ويعتقد أن هناك "عماد 1 و2 و3".

ووفق لتحليله، فإن الفيديو يمثل تحذيرا قويا لإسرائيل، وأن هذه "المدينة تحت الأرض" ستكون في انتظارهم إذا شنوا حربا شاملة على لبنان، قائلا "إذا كان الإسرائيليون لم يتمكنوا من اكتشاف أنفاق غزة خلال العشرة أشهر الماضية، فلن يكون بمقدورهم الكشف عن أنفاق لبنان لسنوات، وهذه الرسالة تهدف إلى ردعهم من اتخاذ أي خطوات متهورة ضد جنوب لبنان".

وذكر جابر أن العدو الإسرائيلي لا يزال يجهل الكثير عن صواريخ حزب الله، خصوصا الصواريخ الدقيقة، فرغم وجود الأقمار الصناعية، فإنه لم يتمكن من الكشف عن مواقع هذه الصواريخ بدقة.

أما من جهته، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العميد منير شحادة إن هذا الفيديو يؤكد أن المقاومة اللبنانية ليست مردوعة ولا تخشى الحرب بل تستطيع قلب الطاولة في حال كانت تلعب أميركا على الوقت.

وأوضح شحادة، في حوار تلفزيوني، أن رد حزب الله على اغتيال شكر ليس له علاقة بالمفاوضات الجارية، في إشارته إلى زيارة هوكشتاين.

وأما الرسائل العسكرية، فيؤكد شحادة أن هذا العمق والحجم من الأنفاق بالجبال يعني أنها محمية جدًا ولا تستطيع إسرائيل الوصول إليها ولا جدوى من أي ضربة استباقية إسرائيلية.

وأضاف أن حزب الله يمتلك أكثر من منشأة من هذا الطراز، إلى جانب أن ترسانة الصواريخ لدى الحزب ضخمة وتستطيع الوصول إلى كل كيلومتر من شمال فلسطين المحتلة حتى جنوبها.

وبشأن الفرق بين الفيديوهات السابقة والجديد، يوضح الخبير الإستراتيجي أن فيديوهات "هدهد 1″ و"هدهد 2" كانت لإبراز قدرات المقاومة التجسسية والاستطلاعية ولأهداف إستراتيجية إسرائيلية.

حيرة إسرائيلية وتحذيرًا "استثنائيًا"

في المقابل، صرحت وسائل إعلام عبرية بأن فيديو "عماد 4" الذي نشره حزب الله من داخل الأنفاق يشكل تحذيرا استثنائيا، ويظهر قدرته على إخفاء أسلحته المتطورة وتخزينها في شبكات تحت الأرض، مما يزيد من صعوبة استهدافها ويجعل إطلاقها تحديا أكبر للجيش الإسرائيلي.

 

في سياق متصل، قال مدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية عماد أبو عواد إن فيديو حزب الله سيزيد الحيرة داخل إسرائيل، خاصة مع الحديث عن فشل استخباري عن حزب الله بعد الفشل في تقدير قدرات المقاومة في غزة وقدرتها على الصمود.

وتوقع أبو عواد أن يكون هناك نوع من التخبّط على المستوى السياسي وماذا يمكن فعله تجاه حزب الله، مشيرا إلى الحيرة بين ضربة استباقية إسرائيلية أو انتظار رد الحزب.

وبيّن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجد نفسه أمام معادلة تتعقد، وقد يلجأ إلى التفكير نحو منعطفات أخرى في محاولة للخروج من مأزق الجنوب أو الشمال أو الإقليم، خاصة مع نقص العتاد والقوة البشرية.

ووصفت وسائل إعلام عبرية، فيديو منشأة "عماد 4" بـ"التحذير الاستثنائي لحزب الله من داخل الأنفاق"، واستنفرت للتعليق والتعقيب على الفيديو، قائلةً: "انتهبوا لشبكة الأنفاق".

ولفتت إلى أنّ الصاروخ يحمل اسم مغنية، مشيرةً إلى أنّ الصاروخ دقيق، وفق ما يقوله الحزب.

موقع "سروغيم" الإسرائيلي تعجّب من هذه القدرات الصاروخية، متسائلاً: "سلاح يوم القيامة؟"، مشيراً إلى أنّ حزب الله ينشر لمحة عن منشآته السرية.

موقع "يديعوت أحرنوت" رأى أنّ حزب الله نشر فيلم تهديدات جديداً كشف فيه عن منشأة تحت الأرض: "أنفاق ضخمة، هكذا تبدو، مزودة بحواسيب وأضواء بحجم وبعمق يسمحان بمرور شاحنات بسهولة، وبالطبع دراجات نارية".

وأضاف في وصفه المنشأة وراحة العمل فيها: "متاهة طويلة ومضاءة وشاحنات مرقمة تمر واحدة تلو الأخرى من دون إزعاج. وفي نهاية الفيلم، يمكن رؤية منصة إطلاق الصواريخ التي تطلق من تحت الأرض واسم المنشاة".

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" ما نشرته شبكة "الميادين" الإعلامية بشأن رسائل "منشأة عماد 4": "يظهر السرية التي تحيط بموقع القدرات الصاروخية لحزب الله، والمنشأة العميقة ​تحت الأرض البعيدة عن القدرات الاستخباراتية المعادية، كما توفر الحماية ضد الأهدف".

بدورها، أقرّت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأنّ "حزب الله يكشف للمرة الأولى مدينته تحت الأرض: شاحنات جاهزة لإطلاق صواريخ".

وعلّق إعلام إسرائيلي آخر بالقول: "في قسم كبير من الفيلم، يُكشف جزء من شبكة الأنفاق الحقيقية للحزب التي يمكن استخدام أي وسيلة نقل ممكنة داخلها، باستثناء طائرة ركاب كبيرة".

وسائل إعلام إسرائيلية أخرى ركّزت على "الأرض الصخرية الواسعة التي حُفرت فيها المنشأة"، وإرفاق كلماتٍ للسيد نصر الله، إضافة إلى الترجمة الواضحة لها باللغة العبرية، واصفةً الفيديو بـ"الدعائي المتقن".

منصة إعلامية إسرائيلية قالت: "عدا الصاروخ نفسه الذي يظهر في فيديو حزب الله، يمكن أيضاً رؤية مسارات متشعبة تحت الأرض يتم فيها تخزين الصواريخ".

اعتبرت وسائل إعلام للاحتلال أنّ ظهور عناصر حزب الله في منطقة واسعة تحت الأرض، مع إلصاق صور السيد نصر الله والشهيد مغنية وقائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية قاسم سليماني على الجدران هو جزء من الحرب النفسية.

اخبار ذات صلة