قائمة الموقع

"بنات عرابة" بذلن الجهد وينشدن الحصد في "تحدي القراءة العربي"

2017-10-17T06:40:24+03:00

نجحت مدرسة "بنات عرابة الأساسية" في جنين، هذا العام، في أن تحجز لها مقعدًا لتتأهل، ضمن أكثر من ست مدارس قراءةً على مستوى الوطن العربي، لنيل جائزة "تحدي القراءة العربي" الذي تنظمه دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه هي المشاركة الثانية لها، حيث لم يحالفها الحظ في التأهل العام الماضي.

وتترقب فلسطين نتائج المسابقة التي سيُعلن عنها، غدا الأربعاء، حيث بدأت عملية تصويت إلكترونية، يوم الخميس الماضي، وتستمر حتى اليوم، ويساهم من خلالها الجمهور في مختلف أنحاء العالم العربي في اختيار المدرسة المتميزة في مشروع "تحدي القراءة العربي"، في دورته الثانية.

وبلغت المدرسة التصفيات النهائية ضمن مراحل التحدي المختلفة، التي شاركت فيها نحو 41 ألف مدرسة على امتداد خريطة الوطن العربي.

تحديْتُ نفسي

ومن أهم الركائز التي ساهمت في تأهل المدرسة للتصفيات النهائية، طالباتها اللاتي قبلن التحدي، وأثبتن جدارتهن، ومنهن "ميس تهيدي" 13( عامًا)، التي شاركت العام الماضي في المسابقة، وأصرت على الاشتراك مجددا هذا العام.

قالت تهيدي لـ"فلسطين": "لم يكن لدي شغف في القراءة البتة، ولكني اتخذت من المسابقة تحديًا بيني وبين نفسي، بإثبات جدارتي في قراءة 50 كتابا، وتلخيصها، وبالفعل نجحت، واستطعت أن أجعل القراءة سلوكا يوميا بالنسبة لي".

وأضافت: "لتشجيعنا على القراءة والفوز في التحدي، أقامت المدرسة مكتبة على شكل خيمة في ساحتها، بالإضافة إلى المكتبة الأساسية الموجودة فيها أصلا، وفي أوقات الفراغ كنا نستعير الكتب ونقرأها، إلى جانب أنني صرت أقرأ الكتب الموجودة في البيت، حتى نقلت عدوى القراءة لإخوتي".

ومضت تهيدي قائلة: "حتى عائلتي شجعتني على القراءة بتوفير البيئة المناسبة، وشراء المزيد من الكتب لي، لأن أهلي يعرفوا تماما مدى أهمية القراءة، وتأثيرها الإيجابي على تحصيلي الدراسي، وزيادة ثقافتي".

وأشارت إلى أن مشاركتها في التحدي نمّت مهارات لغوية وإملائية لديها، وزادت من قدرتها على التعبير، وفي تعرّفها على شعراء وروائيين جدد، بالإضافة إلى ترغيبها في التوجه، يوميا، إلى المدرسة من أجل القراءة في مكتبتها.

وتمنّت تهيدي فوز مدرستها بالمسابقة، لرفع اسم فلسطين، وتكريم المعلمين والمشرفين في المدرسة تقديرا لجهودهم في تحقيق هذا الإنجاز.

اسم فلسطين

وبدورها قالت الطالبة "رانيا العارضة" (13 سنة): "منذ أن شرحت لنا المديرة طبيعة التحدي وشروطه، تحمّست للغاية للمشاركة فيه، رغبةً مني في رفع اسم مدرستي، ووطني في المحافل العربية، ولكي أساهم في إثبات فكرة أننا شعب لديه إمكانيات وقدرات جبارة".

وأضافت العارضة لـ"فلسطين": "نمّيت موهبتي في القراءة أكثر، حتى أن أختي الصغيرة صارت تنافسني في القراءة أيضا، وكما أنني لاحظت تطور شخصيتي، حيث ازدادت ثقتي بنفسي، وأصبحت قادرة على محاورة زميلاتي، ناهيك عن ارتفاع تحصيلي الدراسي، لا سيما في مادة اللغة العربية".

وذكرت أنه عند إعلان تأهل مدرستها للتصفيات النهائية في مسابقة تحدي القراءة العربي، انتابها شعور بالفخر والسعادة، لأن فلسطين استطاعت أن تتفوق من بين 41 ألف مدرسة في الوطن العربي، متمنية أن تفوز فلسطين بالمسابقة للعام الثاني على التوالي.

تتويجًا للجهود

وفيما عبّرت الطالبة "جنى لحلوح" عن فرحتها في تأهل مدرستها لتصفيات مسابقة تحدي القراءة، والذي جاء تتويجا لجهود الطالبات ومديرة المدرسة ومشرفاتها.

وأشارت لحلوح (13 عاما) في حديثها لـ"فلسطين" إلى أنها شاركت العام الماضي في المسابقة، ولكن هذا العام كان الإصرار على تحقيق الفوز أكبر، حيث نوعت في اختيار الكتب ما بين العلمية والثقافية والتاريخية، ولم تكتفي بالكتب التي توفرها المدرسة، بل قامت اشترت كتبًا أخرى.

ولفتت إلى أن لعائلتها دور في تحقيقها هذا الإنجاز بقراءة 50 كتابا، فالأسرة تدرك أهمية القراءة في تنمية ثقافتها ورفع مستواها الدراسي، وتنمية مهاراتها الشخصية والحياتية، على حد قولها.

الإصرار على الفوز

ومن جهتها قالت مدير مدرسة بنات عرابة الأساسية رائدة حمدان: "شاركنا العام الماضي في مسابقة تحدي القراءة، وتأهلنا للمنافسة على مستوى ثلاث مدارس، ولكن لم يحالفنا الحظ في التأهل للمراحل النهائية، وهذا العام أصرينا على تكثيف العمل واستطعنا انتزاع لقب أكثر مدرسة قارئة على مستوى فلسطين، وبعدها تأهلنا للمسابقة على مستوى العالم العربي".

وأضافت حمدان لـ"فلسطين": "المسابقة عبارة عن شقّين: شق يتنافس فيه الطلبة على القراءة، ومن ثم يتم اختيار بطل التحدي من بينهم، والشق الثاني والذي شاركت فيه المدرسة هو التحدي على مستوى المدارس، وشاركت في التحدي جميع طالبات المدرسة البالغ عددهن 278 طالبة، وقد قرأت كل منهن 50 كتابا، ووصلت نسبة القراءة إلى 100%".

ودعت الفلسطينيين في الداخل والشتات إلى المشاركة في التصويت الإلكتروني للمساهمة في فوز مدرسة بنات عرابة الأساسية في هذا التحدي، مشيرة إلى التصويت يحتل نسبة 20% من النتيجة النهائية.

وعبّرت حمدان عن سعادتها الغامرة في وصول مدرستها للتصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي، ورفع اسم فلسطين على مستوى الوطن العربي، للعام الثاني على التوالي.

وفي معرض ردها على استفادة المدرسة من الجائزة في حال الفوز، أجابت: "سنعمل على تطوير مشروع تحدي القراءة، وتوسعة مكتبة المدرسة، وزيادة عدد الكتب بها، ونسعى إلى النهوض بالمدرسة وتحسين بنيتها التحتية"، منوهة إلى أن المدرسة أُسست عام 1927، وتُعد أقدم مدرسة في جنين.

وبيّنت: "حتى إن لم نفز بالجائزة، سنستمر في المشاركة بالمسابقة في السنوات القادمة، لأن تحدي القراءة صار نهجا لدينا في المدرسة، والقراءة أصبحت ثقافة بين الطالبات".

ويُذكر أن مدرسة "طلائع الأمل" الثانوية بمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، فازت العام الماضي، كأفضل مدرسة في مسابقة "تحدي القراءة العربي" من بين ما يزيد عن 30 ألف مدرسة شاركت على العالم العربي.

وتهدف المسابقة التي يرعاها نائب رئيس الإمارات، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى إشراك مليون قارئ عبر الوطن العربي بقراءة خمسين مليون كتاب، بمعدل 50 كتابًا لكل طالب، وتُقدّر قيمة جائزتها، على مستوى المدارس، بمليون دولار للمدرسة الفائزة، 100 ألف منها لمدير المدرسة، ومثلها للمشرف على المشروع، وباقي المبلغ يذهب لصالح المدرسة وتطويرها، بينما يُمنح مبلغ 150 ألف دولار للفائر الأول في التحدي على مستوى الطلبة، ولأسرته.

اخبار ذات صلة