قائمة الموقع

"البحث عن الدواء".. "مهمة شاقة" بعد 10 شهور من حرب غزة

2024-08-12T14:23:00+03:00

باءت محاولات المواطن شادي مزهر بالفشل بعد بحثه المتكرر على أدوية لعلاج أطفاله المصابين بالتهابات جلدية حادة.

 

وقصد مزهر (40 عامًا) عيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ونقطة طبية تتبع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم النصيرات وسط القطاع، دون العثور على تلك الأدوية.

 

وتساءل بغضب: "إذا كانت هذه المؤسسات الصحية الرسمية لا يوجد بها أدوية للأمراض المنتشرة بين المواطنين .. إلى أين نتوجه؟"

 

والأب لستة أطفال عاطل عن العمل منذ الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ أكثر من 10 شهور.

 

وبعد بيعه حصة غذائية (كابونة) حصل عليها كمساعدة من وكالة (أونروا)، استطاع بصعوبة بالغة توفير 35 شيقل (10 دولار) ثمن (برهم علاج) في صيدليات القطاع الخاص.

 

ورغم ذلك، لم يعثر على علاجه؛ كون الكثير من الأدوية "غير متوفرة" في القطاع الذي يشهد "حرب إبادة جماعية".

 

وتفاقمت أزمة الدواء في غزة مع اندلاع الحرب "الإسرائيلية" والإغلاق العسكري المشدد لجميع المنافذ البرية.

ولجأ مزهر لحل أخير في علاج أطفاله عبر رش "النشا" كـ"خيار شعبي بديل" في محاولة لتقليل آثار الالتهابات الجلدية والاحتكاك على أجساد أطفاله.

 

ولا يقتصر انعدام الأدوية على الأمراض الطارئة التي أوجدتها الحرب "الإسرائيلية"، بل إن مريض السكري والضغط محمود ياسين لا يكاد يجد دواءه الذي تخلو عيادة (أونروا) منه.

 

ويحاول ياسين وأولاده البحث في صيدليات مخيمات وسط القطاع على تلك الأدوية رغم انقطاعها وارتفاع ثمنها – إن وجدت – علها تساعده في التخفيف من آثار الحرب الصحية والنفسية.

 

وبالفعل، استطاع أحد الأبناء مرة أو مرتين إيجاد دواء لوالده أو بديل عنه عبر صيدلية مستشفى العودة في مخيم النصيرات.

 

ويشكو المريض (60 عامًا) من تداعيات الحرب "الإسرائيلية" على المرضى والجرحى وانهيار المنظومة الصحية وانعدام الأدوية من صيدليات المراكز الصحية الرسمية.

 

ويقول: "حتى عيادة (أونروا) تخلو من الأدوية! .. إنها حرب إبادة جماعية".

 

ويضيف ياسين: "لا يعقل كمريض ورجل كبير في العمر البحث عن أدويتي كل يوم هنا وهناك! .. المطلوب أن يتدخل العالم للضغط من أجل إدخال الأدوية للمرضى والجرحى".

 

وفي مرات عديدة، يلجأ المسن للطب البديل عبر شرب "عصير الكركديه" لتنظيم الضغط، والحفاظ على نظام غذائي محدد لتنظيم نسبة السكر في الجسم.

 

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن الحصبة والنكاف والتهابات الجهاز التنفسي العلوي والعديد من حالات التهاب السحايا والتهاب الكبد والطفح الجلدي والجرب والقمل وجدري الماء تنتشر بين المواطنين والنازحين.

 

وحذرت وكالة (أونروا) من خطر انتشار المزيد من الأمراض بسبب عدة عوامل: الاكتظاظ ونقص المياه وانتشار مياه الصرف الصحي في الطرقات عدا عن تعطل خدمات الرعاية الصحية الروتينية وتعثر النظام الصحي.

 

"نقص غير مسبوق"

وفي صيدليته الخاصة، يكرر الدكتور الصيدلاني عبد السلام البش اعتذاره من زبائنه لعدم توفيره العلاج اللازم.

 

ويصف البش في حديثه لمراسل "فلسطين أون لاين" النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية خلال الحرب الإسرائيلية الدائرة بـ"غير المسبوق".

 

وذكر أن النقص الحاد في الأدوية يشمل الأمراض المزمنة (الضغط، السكري، المناعة).

 

وأشار إلى أن النقص الحاد يشمل أيضا المسكنات وخاصة اللازمة لجرحى العدوان وحالات البتر بالإضافة إلى النقص الحاد في حليب الأطفال ومستلزماتهم.

 

ولفت إلى أن أدوية الأمراض الجلدية تكاد تكون "شبه منقطعة" أيضا.

 

وفي السابع من مايو/ أيار الماضي، توغل جيش الاحتلال داخل معبر رفح البري الفاصل بين غزة وجمهورية مصر العربية.

 

ولا يزال المنفذ الوحيد للغزيين حتى الآن مغلقًا أمام حركة خروج ودخول المرضى والجرحى والمساعدات بمختلف أنواعها.

 

وأكد البش أنه بعد إغلاق معبر رفح "زادت الأوضاع صعوبة .. الدواء الذي ينفد لا يدخل غيره".

معاناة الجرحى

وأمام مستشفى العودة، كان الجريح حسن عليان بانتظار شقيقه الذي اصطف في طابور طويل أمام صيدليته.

 

يحاول عليان الذي يجلس على كرسي متحرك (30 عاما) الحصول على بعض المسكنات والعلاجات الخاصة بالحروق و(براهم التجميل) لمرحلة ما بعد القطب الطبية، لكن دون فائدة.

 

يذكر أن البحث عن الدواء والمستلزمات الطبية "أمر صعب وشاق" وخاصة بعد إغلاق الاحتلال لمعبر رفح.

 

ويأمل الشاب الجريح بتوقف الحرب الإسرائيلية واستعادة المنظومة الصحية دورها في إنقاذ جرحى العدوان والذين هم – حسب وصفه- بحاجة لـ"مشوار طويل من العلاج" بعد الحرب.

 

وفي أحدث بياناتها، أكدت وكالة (أونروا) أنّ المنظومة الصحية في قطاع غزة بالكاد تستطيع تقديم خدمات محدودة لمن يحتاجها، وذلك بعد خروج 90 مستشفى ومركز رعاية صحية أولية من الخدمة.

اخبار ذات صلة