بعد انتظار لثلاث ساعات أمام طابور طويل، نجح المواطن، جابر حمدان بالحصول على 18 لتر من المياه الصالحة للشرب والعودة بها إلى أطفاله بخيمة النزوح بمنطقة مخيم الصمود بالمواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ويضطر حمدان كل يوم الوقوف والانتظار لساعات طويلة من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب وللنظافة في مناطق مختلفة من خان يونس، خاصة في ظل النقص الحاد للمياه التي يعاني منها قطاع غزة.
وخلال هجوم الاحتلال الإسرائيلي على خان يونس، دمر 25 بئر مياه من أصل (38) بئر، ودمر (4) خزانات أرضية بالإضافة إلى الخطوط الناقلة وشبكات التوزيع، وفقًا لبيانات بلدية خان يونس.
ويتواجد في مدينة خان يونس نحو 1.4 مليون نازح، يتكدس غالبيتهم في منطقة المواصي غرب المدينة، وفقًا لتقديرات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وتعاني بلديات قطاع غزة تحديات كبيرة لضخ المياه من الآبار الجوفية إلى منازل الفلسطينيين بسبب نفاد الوقود واستهداف جيش الاحتلال لمرافق المياه والآبار.
ويقول حمدان في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "نعاني من أزمة عطش بالفعل هنا في خيم النزوح بغرب خان يونس، حيث لا تتوفر المياه الكافية للشرب والنظافة داخل المخيم بسبب أعداد الناس الكثيرة".
ويوضح حمدان أن أبنائه يعانون من أمراض جلدية في أجسادهم نتيجة نقص المياه الخاصة بالاستحمام والنظافة، أو الصالحة للشرب.
كذلك، يؤكد النازح، محمود سعد أن توفير مياه صالح للشرب أو للنظافة الشخصية من أصعب المتطلبات التي يعاني هو وعائلته بالحصول عليها بشكل يومي خاصة في ظل تكدس مئات الآلاف من النازحين ونقص المياه.
ويقول سعد في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "يوميًا نخرج في ساعات الصباح الأولى وفي طوابير طويلة من أجل الحصول على المياه وننجح أحيانًا بتعبئة الجالونات الموجودة معنا، ومرات كثيرة نعود بدون مياه".
ويوضح أنه يضطر للمشي مسافات بعيدة برفقة أبنائه بمنطقة المواصي من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب وسط الأجواء الحارة خلال النهار.
بدوره، أكد مدير المشاريع في مصلحة مياه بلديات الساحل معتز أبو القمبز، أن سكان قطاع غزة يعانون من مشكلة كبيرة في الحصول على المياه الصالحة للشرب منذ بداية العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي.
ويقول أبو القمبز في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": إن "الاحتلال دمر أكثر من 100 بئر مياه خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة، وهو ما ساهم بزيادة العجز المائي بشكل عام داخل قطاع غزة".
ويوضح أن عدم إدخال الوقود بشكل كافي يسهم في تفاقم أزمة المياه داخل قطاع غزة، وتزويد المواطنين والنازحين بحصصهم الكافية من مياه الشرب.
ويواصل جيش الاحتلال -منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي– عدوانه على قطاع غزة، مخلفًا 39790 شهيد و 92002 إصابة.