اضطر الآلاف من سكان مدينة حمد شمال خانيونس اليوم الأحد، إلى النزوح قسرا عن منازلهم وشققهم السكنية على وقع القصف الجوي الإسرائيلي وأوامر الأخلاء بزعم إطلاق صواريخ تجاه مستوطنات غلاف غزة ووجود بنى تحتية للمقاومة بالمدينة.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي نزوح السكان وترك أمتهتم ومتعلقاتهم الشخصية هربا من القصف على المدينة.
وأصيب 7 فلسطينيين بينهم طفلان على الأقل صباح اليوم، جراء قصف الطيران الحربي برجين يحملان أرقام A7 و A8 بالمدينة التي مولت دولة قطر بنائها عام 2013.
ومدينة حمد تقع على مساحة نحو 126 دونماً، وتضم 53 عمارة سكنية، وهي تشكل نحو 3 آلاف شقة سكنية، وتعرضت لدمار لافت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وكان جيش الاحتلال أطلق في وقت سابق اليوم، تحذيرات بشنّ عملية عسكرية، شمال غربي خانيونس، بعد أن دعا السكان إلى إخلاء ما أسماه "حيّ الجلاء" بزعم إطلاق صواريخ تجاه مستوطنات غلاف غزة ووجود بنى تحتية للمقاومة بالمدينة.
ودعا جيش الاحتلال، في بيان، السكان إلى الابتعاد عن مناطق القتال، والانتقال إلى "المنطقة الإنسانية" المزعومة بشكل "مؤقت". كما ألقى منشورات وأرسل رسائل قصيرة واتصالات هاتفية مطالباً الفلسطينيين بإخلاء مدينة حمد.
والخميس الفائت، بدأ المئات من الفلسطينيين معاناة النزوح من جديد بعد اتصالات هاتفية وتهديدات بثها جيش الاحتلال مطالباً سكان المناطق الشرقية بإخلائها.
وهذا الاجتياح هور الرابع للمدينة. وخلال الشهر الفائت شن جيش الاحتلال عمليتين عسكريتين، أسفرتا عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات بجراح مختلفة.
كما شن جيش الاحتلال هجوما واسعا على المدينة خلال الفترة الواقعة بين 1 ديسمبر/ كانون أول و5 أبريل/ نيسان الماضي، ما أدى إلى تهجير أكثر من 80 بالمئة مسكان المدنية وتدمير البنية التحية وعشرات الآلاف من المنازل.
وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن 9 من كل 10 فلسطينيين نزحوا قسراً في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ووفق المنظمة الدولية فإن العائلات النازحة تبحث عن مأوى أينما تستطيع، سواء في المدارس المكتظة أو المباني المدمرة أو الخيام المتواضعة على الرمال أو وسط أكوام القمامة.
وتؤكد على أن أيا من تلك الأماكن ليس آمنا "ولم يعد لدى الناس مكان يذهبون إليه".