قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن سياسة قص العشب "الإسرائيلية" مع حركة المقاومة الإسلامية حماس غير فعالة وأنتجت قادة أكثر خطورة، عبى مر تاريخ الحركة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، نقلًا عن مدير الموساد السابق، أنه وعندما قامت إسرائيل بقتل الشيخ أحمد ياسين، المؤسس والقائد الروحي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قبل عشرين عاما، توقع بنيامين نتنياهو، الذي كان وقتها وزيرا للمالية، أن تكون “هذه هي الضربة التي تمنع الحركة الإسلامية من التجرؤ على محاربة إسرائيل”.
حينها قال نتنياهو، حسب ما أوردت الصحيفة، إنه حتى لو كان هناك رد قاس من حماس في الأجل القصير، فإنه في الأجل الطويل سيتوقف قادة حماس، وغيرها من التنظيمات عن مهاجمة إسرائيل “لأنهم يعلمون أنه سوف يتم تدميرهم”.
وأضافت الصحيفة أنه بعد عشرين عامًا من اغتيال الشيخ أحمد ياسين لا تزال "إسرائيل" تسعي لقتل قادة حماس، ما يثير جدلا حول فاعلية عمليات قتل هؤلاء القادة، وما إذا كانت “ستساهم في وقف العنف أم زيادته”.
قادة جدد يرغبون في القتال
كما قالت الصحيفة، “أثبتت قدرتها على تجميع صفوفها”، بعد هذه الضربات التي استهدفت قادتها، “وأخرجت قادة جددا أشد رغبة في قتال إسرائيل”، حسب وصف الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن حماس قررت، عقب اغتيال هنية، اختيار يحيى السنوار لقيادة الحركة، “وهو قائد لديه الخبرة، وكان العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل”.
وذكرت الصحيفة أن حملة الاغتيالات التي تقوم بها إسرائيل شملت القائد العسكري البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، كما قتلت 7 من قادة حماس على الأراض اللبنانية، آخرهم سامر الحاج الذي استهدفت إسرائيل سيارته عند مدخل ميدنة صيدا اللبنانية أمس الجمعة.
ونقلت الصحيفة عن إفرايم هاليفي الرئيس السابق للمخابرات الإسرائيلية (الموساد) قوله في مقابلة إن سياسة إسرائيل في قتل قادة حماس، في دورات عنف مستمرة، التي باتت تعرف لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلي باسم “قص العشب”، هي سياسة “غير فعالة، وقد ينتج عنها قادة أكثر خطورة”.
وعلى سبيل المثال، يشير المسؤولون الإسرائيليون إلى أن "قتل عباس الموسوي، القائد السابق لحزب الله وأحد مؤسسيه، عام 1992 أسفر عن تولي حسن نصر الله، الأمين العام الحالي لحزب الله، زمام القيادة، وأصبح الحزب في ظل قيادته “عدوا أكثر قوة” لإسرائيل"، حسب ما قالت الصحيفة.
وأضاف هاليفي في مقابلته أنه “لم يؤمن أبدا بأن قص العشب يمنعه من النمو مرة أخرى”.
وأشارت الصحيفة إلى مثال آخر، وهو قيام "إسرائيل" باغتيال يحيى عياش، أحد القادة العسكريين الأوائل لحماس، بوضع متفجرات في هاتفه، وتفجيرها عن بعد، غير أن اغتيال عياش لم يمنع من بروز قادة عسكريين آخرين.
ومنذ الحرب العالمية الثانية استخدمت "إسرائيل" القتل المستهدف 2700 مرة، وذلك طبقا للمعلومات التي ذكرها الصحفي الإسرائيلي رونين برجمان في كتابه “الصعود والقتل أولا” الذي صدر عام 2018، حسب ما افادت الصحيفة.