لم يمنع المسنة خديجة الشافعي (78 عامًا) تقدمها في العمر، وبطء حركتها من المداومة على الحضور كل يوم إثنين إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال.
وتستيقظ الشافعي، في ساعات الصباح الباكر من كل يوم إثنين، كي تتجهز وتنطلق بصحبة عدد من أهالي الأسرى، من مكان سكنها في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وصولًا لخيمة التضامن مع الأسرى.
ويعود تعلق الشافعي، بقضية الأسرى ودوامها على لمشاركة في الاعتصام الأسبوعي إلى جانب الأهالي، كونها من قدامى الأسرى المحررين الفلسطينيين، وتشعر بمرارة المعاناة التي يعيشونها داخل سجون الاحتلال، كما تقول لصحيفة "فلسطين".
واعتقل الاحتلال الشافعي، في سجن السرايا المركزي لنحو أربعة أعوام، عندما كان عمرها لا يتجاوز الـ(30 عامًا) تعرضت خلالها لشتى ألوان العذاب على يد إدارة سجون الاحتلال التي حرمتها من أبسط حقوقها في العيش بحرية وكرامة.
وتمارس سلطات الاحتلال سياسة التعذيب الوحشي بحق الأسرى الفلسطينيين، الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية غاية في السوء ويفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة، وفق مؤسسات حقوقية فلسطينية.
ولم يكتف الاحتلال بسنوات اعتقال الشافعي بل لاحقها بعد إطلاق سراحها بالنفي إلى خارج قطاع غزة، فتقول: "بعدما أمضيت مدة محكوميتي واطلاق سراحي طلب مني زوجي المقيم في المغرب أن أسافر إليه بصحبة ابني وابنتي، ومنحني الاحتلال تصريحا للزيارة، فكررت الزيارة لعدة سنوات وفي إحدى المرات وعند عودتي إلى القطاع جاءني قرار وأنا داخل الطائرة التي أقلها بأني مبعدة عن غزة بقرار من سلطات الاحتلال".
وحاولت الشافعي، وفق قولها، مرارًا العودة إلى القطاع إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل لتمكث في جمهورية مصر العربية لسنوات رافضة السفر لأي مكان يبعدها عن غزة إلى أن تمكنت من اجتياز الجدار الفاصل بين غزة ومصر عام 2005 لتستقر في القطاع رافضة البعد عنه أو مغادرته.
وتضيف الأسيرة المحررة: "لن أغادر غزة، سأعيش وأموت فيها ولن أتوانى عن الحضور والمشاركة في الفعاليات كافة التي تنظم لنصرة ومساندة الأسرى القابعين خلف قضبان السجون، وسأبقى أردد بالروح بالدم أفديك يا أسير".
وسرعان ما وقفت الشافعي من جلستها، لتردد بعض الهتافات الداعمة والمساندة للأسرى والتي تجسد الوحدة الوطنية، منها "بالدم لكتب وصية وحدتنا هي الأساس"، و"يا أسير سير سير واحنا معاك مهما يصير".
لتكمل الشافعي حديثها بالقول: "لن نتخلى عن الأسرى وسنبقى إلى جانبهم حتى تحريرهم كافة من سجون الاحتلال"، داعية المقاومة للعمل على تبييض السجون وإنهاء معاناة الأسرى.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال 6500 أسير منهم 502 من أصحاب المحكوميات المرتفعة ونحو350 طفلا و450 معتقلا إداريا و58 أسيرة، في حين يبلغ عدد الأسرى المرضى 1600 حالة مرضية بينهم 15 أسيرا يقيمون في مستشفى سجن "الرملة" هم من أشد وأخطر الحالات المرضية، وفق معطيات حقوقية رسمية.