فلسطين أون لاين

عاروري لـ"فلسطين أون لاين": التّعذيب الإسرائيلي في "سدي تيمان" غير مسبوق ويستوجب المحاسبة

...
غزة - القدس المحتلة/علي البطة

أكد عصام عاروري مدير عام مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، أن ما كشف عنه مما يجري في سجن "سديه تيمان" الذي يديره جيش الاحتلال شيء رهيب غير مسبوق في زمننا الحديث، مدينا ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع جرائم الاحتلال.

وقال عاروري في مقابلة خاصة مع "فلسطين أون لاين"، إن ما يجري من تعذيب وتنكيل من الاحتلال للمعتقلين الفلسطينيين يفوق بكثير ما جرى في سجني غوانتانامو وأبو غريب اللذين كانا تحت إشراف القوات الأميركية، مشددًا على أن ما يجري في "سديه تيمان" يصنف بأنه جريمة ضد الإنسانية.

وأشار عاروري إلى أن ما كشف عنه استطلاع رأي القناة العبرية 13 من أن 47 في المئة من المجتمع "الإسرائيلي" يؤيدون قيام السجانين بهذه الجرائم، قائلًا: هذه نسب مُفزعة تعكس تأثير حملات التحريض التي قادتها المستويات "الإسرائيلية" العليا وتأثيرها.

وشدّد على أن هذه الجرائم غير المسبوقة تستوجب المحاسبة، ورأى أن هناك إمكانية للملاحقة القانونية للقائمين على السجن لأن جرائمه من أخطر الجرائم.

وقال: تعودنا ان تكون مطالبات من أميركا والاتحاد الأوربي نوعًا من إرضاء الضّمير دون أن يتبع ذلك أي إجراءات على الأرض لوقف الانتهاكات.

وشدد على أن ما تسرب من جرائم بحق الأسرى قليل مما يجري في السجن.

وأمس الأربعاء، نشرت القناة 13 العبرية مقطع فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال جنسيًا على أسير فلسطيني في سجن سدي تيمان، الذي سبق أن كشفت صحيفة هآرتس استشهاد 36 أسيرًا من غزة داخله.

وذكر عاروري أن مجموعة من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية تجمع إفادات من أسرى مفرج عنهم وسيتم توجيه مذكرة من تلك المؤسسات للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية للتحقيق في هذه الجرائم.

تحريض على الإبادة

وحول دعوة وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتيرش إلى تجويع سكان غزة، قال عاروري إنها تندرج تحت بند التحربض على الابادة الجماعية وهي لا تختلف عن تصريحات أطلقها وزير جيش الاحتلال غالانت في شهر أكتوبر الماضي وقد اعتبرها المدعي العام دعوة للإبادة الجماعية.

وأضاف: من المعروف أن هناك معطيات عن تسريب سموتيرتش معلومات للمستوطنين عن مسار شاحنات المساعدات القادمة من الأردن عبر الضفة الغربية لغزة ويعملوا على إتلافها ما يفاقم معاناة الغزيين.

وكرر مؤخرًا مستوطنون مهاجمة شاحنات تنقل البضائع والمساعدات وأتلفوها ومنعوا إدخالها تحت نظر وحماية قوات الاحتلال.

وقال عاروري: سموتيرتش يستبق الدعوة للتجويع بالتحرك الفعلي وهو شريك لمنع وصول المساعدات.

وشدد على أن ردة فعل المجتمع الدولي أدنى بكثير من خطورة هذه الجريمة، وبعض المواقف الدولية هي مجرد تصريحات كلامية.

وأدان ازدواجية المعايير الدولية في التعامل جرائم الاحتلال الاسرائيلي، مشيرا إلى أنه لو كان ممارسو هذه الجرائم غير إسرائيليين لكانت دول العالم أكثر حدة وقسوة في لإدانة الجرائم والتحرك ضدها كما نرى العقوبات ضد روسيا والتي وصلت لإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وشدد على أن ما يجري في غزة أضعاف أضعاف ما جرى في أوكرانيا،   مشيرا الى أن ضحايا أسبوع واحد في غزة أكثر من ضحايا الحرب في اوكرانيا طوال 3 سنوات.