فلسطين أون لاين

مراكز الإيواء أهداف الاحتلال في حربه على القطاع

...
غزة/ خاص فلسطين أون لاين

يصر الثلاثيني أيمن سمير، على البقاء في مركز الإيواء بمدرسة الهدى بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة، رغم الدمار الذي لحق به والذي أدى لارتقاء 17 نازحًا وإصابة نحو 50 آخرين، بعد استهدافه إلى جانب مركز "حمامة" يوم الثالث من الشهر الجاري.

ويحاول سمير، سدّ الثقوب في الجدران جراء القصف الشديد الذي تعرض له المركز، والذي أدى إلى نزوح العديد من المقيمين فيه إلى أماكن أخرى.

وأكد سمير لمراسل "فلسطين أون لاين" أن جيش الاحتلال يتعمد في استهداف وقصف النازحين المدنيين داخل مراكز الإيواء وفق خطط يعمل عليها من أجل قتل المدنيين ودفعهم للرضوخ لإملاءاته.

وقصفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي"، أمس الخميس، مركزين للايواء شرق مدينة غزة، ما أدى لارتقاء  160شهيداً  و30 إصابة.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي، أكد في بيان له، أن جيش الاحتلال قصف واستهدف منذ بدء حرب الإبادة الجماعية 172 مركزًا للإيواء مأهولًا بعشرات آلاف النازحين، وأن من بين هذه المراكز 152 مدرسة تؤوي نازحين، منها مدارس حكومية ومدارس تابعة لوكالة الغوث الدولية، مبينًا أن عدد الشهداء فيها تجاوز الـ 1040 شهيدًا.

إصرار على البقاء

وأشار سمير، إلى أنه نزح منذ بداية الحرب على القطاع أكثر من 10 مرات متنقلًا خلالها بين مراكز الإيواء فمنها ما دمره الاحتلال كمجمع الشفاء الطبي، ما دفعه إلى النزوح لملعب فلسطين، وعند عدد من أقاربه وصولًا إلى مركزي الإيواء بمدرستي "الهدى، وحمامة".

وعلى مقربة من "أيمن" انهمك أطفاله الثلاثة، في تنظيف الغرفة التي يقيم بها وإزالة بعض الركام من داخلها ليعاودوا الإقامة هناك، مشيرًا إلى أنه ترك المكان لخمسة أيام ثم عاد ليقيم فيه لعدم توفر أماكن للإيواء في المدينة.

وتساءل: أين أذهب أنا وأطفالي بعد أن دمّر جيش الاحتلال منزلي خلال حربه على القطاع، وتدمير عشرات مراكز الإيواء؟!، مردفًا: نحن نعلم نوايا العدو الذي يحاول إجبارنا على النزوح إلى جنوب القطاع، وسلب أرضنا، لكنه واهم ولن يكتب له النجاح.

وكانت عدد من المراكز الحقوقية والإنسانية، وفي مقدمتها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أكد أن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تتبنّى سياسة منهجية باستهداف السكان والأفراد المدنيين في قطاع، المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني، أينما كانوا، وحرمانهم من أي استقرار ولو مؤقت في مراكز النزوح والإيواء، من خلال تكثيف قصف هذا المراكز على رؤوس النازحين داخلها، واستهداف المناطق المعلنة كمناطق إنسانية؛ في إصرار على فرض التهجير القسري وتدمير كل مقومات الحياة الأساسية ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

سياسة ممنهجة

ولا يختلف الحال كثيرًا عن حسين سالم، الذي لم يغادر مركز الإيواء بمدرسة "حسن سلامة" الذي طالته صواريخ الاحتلال وتدمير أجزاء كبيرة منه في الرابع من الشهر الجاري، إلى جانب استهداف مركز الإيواء بمدرسة النصر، مخلفة نحو 30 شهيدًا وأكثر من 50 إصابة، معظمهم من النساء والأطفال.

وقال العيلة لمراسل "فلسطين أون لاين": إن قصف مراكز الإيواء ينم عن محاولات الاحتلال فرض التهجير القسري وتدمير كل مقومات الحياة الأساسية في مدينة غزة وشمالها، ومواصلة جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة بحقنا منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي.

وبيّن أنه نزح منذ بداية الحرب على غزة من حي النصر، إلى مركز إيواء مدرسة "النصر" ثم إلى "حسن سلامة" بمدينة غزة، قبل أن يفروا من المكان عند اقتراب آليات الاحتلال وقصف المباني المجاورة للمركز واعتقاله عدد من المواطنين وحرق منازلهم.

وأكمل: اضطر الجميع وقتها إلى إخلاء المركز تحت وطأة القصف والانتقال إلى مراكز اخرى وسط المدينة في حي الدرج والصحابة ومن ثم عند عدد من الأقارب وسرعان ما عدنا إلى مركز حسن سلامة، بعد انسحاب قوات الاحتلال من المكان في مارس الماضي، والبقاء على قرب من منزلي المدمر.

وفي 4 أغسطس/ آب الجاري، قصف الطيران الحربي مدرستي حسن سلامة والنصر النموذجية بحي النصر غربي مدينة غزة ما أدى إلى استشهاد 30 نازحًا على الأقل وإصابة 70 وفقدان آخرين تحت الركام.

فيما أغارت مقاتلات جيش الاحتلال في 3 أغسطس/ آب الجاري، على مدرستي حمامة والهدى في الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، ودمرتهما بالكامل ما أدى إلى استشهاد 17 نازحًا وإصابة نحو 30 آخرين.

فيما قصفت طائرات الاحتلال الحربية في 7 يوليو/ تموز الماضي، مدرسة العائلة المقدسة في الرمال الشمالي بمدينة غزة ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، وأغارت في 17 من نفس الشهر، على بوابة مدرسة القاهرة بحي الرمال وارتقاء 9 شهداء وإصابة آخرين.

 فيما استهداف مدرسة صلاح الدين في الرمال الشمالي في 15 يوليو/ تموز الماضي، بقنبلة اخترقت 4 أسقف ولم تنفجر ما أدى إلى ارتقاء مواطنيْن وإصابة آخرين.