"طلبت من جندي داخل السجن حين كنا في ساحة السجن بأن يسمح لرجل مسن يحمل داء السكري بأن يذهب للحمام لقضاء حاجته ولكنه رفض واضطر بالرجل التبول على نفسه وهنا صرخت بوجه الجندي ورفعت الغطاء عن عيني، ليقوم بعدها بشبحي لمدة 12 ساعة"، هذا ما قاله الأسير المحرر إبراهيم سالم صاحب الصورة الشهيرة التي خرجت من سجن "سدي تيمان" سيئ السمعة".
ويقول سالم الذي أفرج عنه جيش الاحتلال بعد 8 شهر من إطلاق سراحه: "لم أعلم أن أحد يقوم بتصويري حين قام الجنود بشبحي لساعات طويلة بساحة السجن حتى بعد منتصف الليل، ولكن تفاجأت بانتشار الصورة بعد الإفراج عني من هذا الكابوس".
ويضيف سالم في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "داخل سجن سدي تيمان مارس الجنود والمجندات كل أنواع التعذيب ضدنا بدءًا من التعذيب النفسي وإدخالنا بغرفة بها صوت موسيقى صاخبة ومرتفعة جدًا، والضرب على جميع أنحاء الجسد، والتحرش الجنسي من قبل المجندات، والحرمان من النوم وتناول الطعام".
ويوضح سالم أنه خسر أكثر من نصف وزنه داخل السجن بسبب سوء التغذية وعدم وجود طعام كافي لهم، حيث لا يقدم الجنود إلا بعض الخبز والقليل من الجبن خلال اليوم الواحد داخل السجن، مع تحقيق طويل، وشبح مستمر لساعات طويلة، وتكبيل لليدين والقدمين.
ويلفت إلى أن جيش الاحتلال اعتقله خلال وجوده مصابًا في مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة، في نوفمبر الماضي، خلال هجومه على المستشفى، رغم وجود تقارير طبية معه من قبل الأطباء تؤكد حاجته للعلاج.
ويوجد سجن "سدي تيمان" داخل قاعدة عسكرية بصحراء النقب على بُعد 30 كيلومترا من قطاع غزة في اتجاه مدينة بئر السبع، وأنشأه جيش الاحتلال الإسرائيلي مباشرة بعد بداية عدوانه على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب عملية طوفان الأقصى، ونقل إليه العديد ممن اعتقلهم في غزة، بينهم أطفال وشباب وكبار في السن.
وتقول تقارير حقوقية وإعلامية إن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا في هذا السجن انتهاكات حقوقية فظيعة في حق المعتقلين، وأذاقوهم فيه مختلف أصناف التعذيب والإهانة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023 بدأت أول التقارير عن هذه الانتهاكات تظهر، إذ تحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية آنذاك عن حالات تعذيب للأسرى في هذا المعسكر، ثم تلتها فيما بعد تقارير إعلامية وحقوقية أخرى في السياق نفسه.
واليوم الأربعاء، كشفت القناة "12" العبرية، عن فيديو مسربًا يوثق واقعة اعتداء جنود "إسرائيليين" جنسيًا على أسير فلسطيني من غزة في سدي تيمان.