يرقد الطفل مؤيد راشد على أسرَّة العلاج تحت مراقبة الأطباء في مستشفى أصدقاء المريض بمدينة غزة بعد إصابته بسوء النغذية.
ويعاني مؤيد من ضمور في الدماغ، وتتخوف عائلته من أن يؤدي سوء التغذية إلى مضاعفات خطيرة على حياته.
وقالت والدته عزة راشد لـ"فلسطين أون لاين": إنها تشعر بقلق كبير بعدما أخبرها الأطباء أن المجاعة وما نتج عنها من سوء تغذية قد فاقم الحالة الصحية لابنها.
وأضافت: من ينظر إلى مؤيد لا يعتقد أن عمره الآن (3 أعوام). لقد كان بصحة جيدة قبل المجاعة.
وأدت سياسات جيش الاحتلال في منع وصول أغذية أساسية إلى شمالي قطاع غزة بمجاعة تسببت بارتقاء عشرات الأطفال بعد إصابتهم بسوء التغذية الذي أصاب أيضًا شريحة واسعة من المواطنين في شمالي القطاع بسبب فقدان الأسواق للحوم والفواكه والخضروات.
وتابعت والدة الطفل: أن ابنها لم يتناول هذه الأغذية منذ أشهر طويلة ولذلك أصيب بحالة هزل شديدة في جسده، حيث لم يعد قادرًا على الوقوف على قدميه أو حتى إسناد رأسه لوحده.
وأكملت، أن مؤيد بحاجة ماسة إلى أغذية أساسية لا بد من إدخالها في أقرب وقت حتى لا تتفاقم حالته الصحية.
وأشارت إلى أن مضاعفات الضمور في الدماغ الذي يعاني منه ابنها تظهر واضحة عليه، وذلك بسبب فقدان العلاج الذي يحول دون حدوث تشنجات لديه.
وذكرت أن الأطباء أقروا لها استخدام أدوية بديلة لكنها لم تجدِ نفعا، وتسبب ذلك بمضاعفات في حالته الصحية.
وأوجد فصل جيش الاحتلال قطاع غزة إلى نصفين، وفرض حصار مشدد على القاطع الشمالي منه، تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية.
وكان المدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض د. سعيد صلاح أكد لـ"فلسطين أون لاين" أن فقدان عناصر الغذاء الأساسية سبب رئيسي لارتفاع أعداد المصابين بسوء التغذية في شمالي قطاع غزة.
وأوضح صلاح أن سوء التغذية هذا ناتج عن عدم تناول عناصر غذاء أساسية منها البروتينات والدهنيات.
وأشار إلى أن أسواق شمالي القطاع تحتوي على المعلبات والدقيق، وهذا لا يكفي لإمداد الجسم بالعناصر الأساسية من الغذاء، وقد أدى ذلك إلى انتشار سوء التغذية.
ونبه صلاح إلى أن جميع الفئات العمرية تأثرت بسوء التغذية، لكن الفئة الأكثر تضررًا كانت لدى الأطفال في مرحلة النمو والتطور بعمر يتراوح بين 6 شهور- 5 سنوات.
وأضاف، أن هذه الفئة لديها نمو عقلي وجسدي سريع جدًا، لذلك تتأثر بسوء التغذية أكثر من أي فئة عمرية أخرى.