قائمة الموقع

"بروح مثابرة دون ملل".. عمر أبو عاصي: قصة رجل تطوع في تجميل مراكز الإيواء شمال غزة

2024-08-06T18:12:00+03:00
photo_2024-08-06_19-04-17 (2).jpg

غزة/ محمد حجازي:

في مراكز الإيواء يتطوع المواطن عمر مصباح أبو عاصي (45 عامًا)، منذ بداية العدوان وحرب الإبادة التي يشهدها قطاع غزة منذ ما يزيد عن 300 يوم، بتنظيف مدارس الإيواء في حي الزيتون بشمال غزة يوميًا دون مقابل.

ويقول أبو عاصي، إنه يقضي يومه في عدد من المدارس بمنطقة الزيتون من الـ 8 صباحًا حتى الـ 3 ظهرًا، حاملًا بيديه أدواته البسيطة وعربته المهترئة لينظف بهما ساحات المراكز ودورات المياه بهما في محاولة للمحافظة ونظافة البيئة وعدم نقل الأمراض والعدوى الانتقالية.

ويضيف "أبو عاصي"، لـ "فلسطين أون لاين"، أنه يقوم بهذا العمل كصدقة جارية على روح صديقه وابن عمه أحمد أبو عاصي الملقب "بالهور"، الذي ارتقى منذ بداية العدوان على غزة.

ويشير، إلى الاحترام الكبير الذي يلمسه من النازحين من خلال المعاملة اللطيفة التي تشعره بالمحبة والسعادة.

وتعاني بلدية غزة من نقص كبير في المعدات والأدوات والأيدي العاملة، بعد حالة النزوح إلى جنوب القطاع وتدمير جميع المقدرات والآليات التابعة للبلدية.

ويتابع أبو عاصي: "أقوم بتنظيف مدرسة الفلاح والزيتون والصبرة لكي أصنع الأمل والمستقبل في عيون ونفوس المواطنين في ظل الحرب والعدوان المستمر على غزة الحبيبة".

وأبو عاصي، مواطن بسيط كان يعمل على بسطة لبيع الفلافل وسط مدينة غزة في شارع فهمي بيك، إلا أن ظروف الحرب والعدوان وغلاء الأسعار والحصار ومنع الاحتلال من دخول السلع والمواد الغذائية اللازمة لصناعة الفلافل لشمال غزة حال دونه ودون استمرار عمله.

 ولفت أبو عاصي، إلى أنه "كان يبيع ساندويش الفلافل وبداخله البطاطا المقلية والسلطة بسعر نص شيكل"، مؤكدًا أن البركة كانت حاضرة وأن جيبه كان عامرًا بالمال دائمًا.

وحث أبو عاصي، جميع المواطنين والنازحين للحفاظ على نظافة مراكز الإيواء وإلقاء القمامة في الأماكن المخصصة لها، من أجل صحة وسلامة الأطفال.

من جهته، قال عبد الله السبتي مدير مركز إيواء بنات الصبرة، إن السيد عمر أبو عاصي يعد شخصية مثابرة ومبادرة في مركز الإيواء، حيث يقوم بتنظيف المركز بشكل يومي في محاولة لمنع انتشار الأوبئة والأمراض المنتشرة في المجتمع الفلسطيني من جراء العدوان على غزة.

وأضاف السبتي، لـ "فلسطين أون لاين" أنه تم استقبال "أبو عاصي" في المركز بعد تعرض منزله المستأجر في حي الزيتون للقصف والدمار من الطائرات الحربية الإسرائيلية.

وأشار، إلى أنه من خلال حملات النظافة المستمرة في المدرسة تم التعرف أكثر على شخصية "أبو عاصي"، حيث كان دائمًا أول المبادرين والحاضرين لتنظيف المركز وحوله.

وتابع: "أبو عاصي" شخصية بسيطة يحاول كسب كل من هو حوله بسبب سوء وضعه المادي ولديه شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة".

وأكد السبتي، أن "أبو توفيق" أصبح جزءًا أساسيًا ومهمًا في نظافة المركز والبيئة المحيطة، حيث يتميز بقيامه بنظافة الدرج والممرات ودورات المياه ورفع القمامة ومساعدة العاملين في اللجنة الإغاثية واللجان العاملة بصدر رحب دون كلل أو ملل، داعيًا المؤسسات الأهلية وبلدية غزة بعمل كفالة شهرية لسد احتياجات أسرته البسيطة والتي أصبحت بلا مأوى أو سكن.

من ناحيته، أوضح محمد عزام مدير مراكز الإيواء في منطقة الزيتون، أنه في ظل الظروف الراهنة يحتاج المجتمع إلى عدد كبير من المتطوعين والعاملين في مجال النظافة لمنع انتشار الأمراض المعدية والأوبئة.

وأشار عزام في حديثه لـ "فلسطين أون لاين"، إلى أن المواطن "أبو عاصي" لا يكل ولا يمل في نظافة مراكز الإيواء، حيث يشاهده خلال جوالته الميدانية اليومية لعدد من المدارس والمراكز المنتشرة في المنطقة، مشيدًا بدوره المميز والنظيف.

ودعا، جميع المؤسسات الدولية ومنها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" للوقوف عند مسؤولياتهم للضغط على الاحتلال الإسرائيلي بتوفير الإمكانات والمعدات اللازمة للبلديات ومؤسسات المجتمع المدني لتسهيل عمليات نقل وجمع النفايات وترحيلها في أماكنها المخصصة.

ويشهد قطاع غزة حرب عدوانية شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 304 أيام، راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد و50 ألف إصابة وتدمير البنية التحتية والمنظومة الصحية وانتشار كبير للأمراض والأوبئة.

اخبار ذات صلة