قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، إن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية هو رمز المقاومة الفلسطينية، مشدداً على أن جريمة اغتياله نتاج افلاس إسرائيلي بعد فشل الاحتلال في قطاع غزة.

وأضاف زكي لموقع "فلسطين أون لاين": "إن اغتيال القائد هنية يهدف إلى تغييب بطل أخذ على عاتقه التصدي للتحالف الصهيوأمريكي وضحى بكل ما يملك من أجل القضية الفلسطينية".

وتابع أن الراحل هنية قرر أن يواجه هذا "المعسكر اللعين" وهو يعرف أنه شهيد على طريق القدس وعلى طريق الوحدة الوطنية وتحقيق آمال شعبه بالحرية والعودة وتقرير المصير.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا تقفان على أصابع أرجلهم خوفاً من رد الفعل على الجريمة الإسرائيلية بحق الرجل الراحل العظيم".

وأردف قائلا: "هنية بدأ كبيراً ورحل على طريق العظماء مذهلا للعدو في الحضور وأيضاً في الرحيل"، مشيرًا إلى مشاركة أكثر أربعة ملايين شخص في تشييع جثمانه في العاصمة الإيرانية طهران.

وقال زكي: "من يعرف هنية ويسمع خطاباته ويرى صبره والصمود والإرادة التي تمتع بهما يدرك أننا خسرنا خير وأعز من فينا كما خسرنا ياسر عرفات وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى"، مشدداً على أننا خسرنا رجلًا عظيمًا في ظرف صعب.
وأضاف: "ما كنا نتوقع أن يغادرنا في هذا الرحيل المفاجئ لكن الله أكرمه بهذه الشهادة، وأن يكون العنوان على مدار الساعة منذ رحيله".

وعدّ زكي اغتيال هنية نتاج إفلاس "إسرائيلي" بعد فشله في قطاع غزة، حيث كان يتوقع بهذه الكارثة الإنسانية والتدمير وجرائم الإبادة الجماعية والتجويع بحق أهالي قطاع غزة أن ينتصر بالرعب.

وأوضح أن نتنياهو عندما ذهب إلى الكونغرس حصل على موافقة أمريكية لهذا "الخنجر المسموم في جسد الأمه العربية والإسلامية أن يذبح المقاومة ورمزها فلسطينياً الراحل الكبير إسماعيل هنية".

ولفت إلى أن الأيام ستؤكد أن هنية من الرجالات الذين اندمجوا مع القضية الفلسطينية وحب الشعب الفلسطيني أكثر من حبه لأبنائه وأحفاده الذين قضوا شهداء.

وأكد على أن اغتيال هنية جاء بموافقة من الولايات المتحدة الأمريكية والا ما تجرأت (إسرائيل) على ضرب الضاحية الجنوبية في بيروت وطهران.

وقال: "هذه ضربة استباقية أمريكية وهذا ما تؤكده البوارج الأمريكية التي وصلت إلى البحر المتوسط، إضافة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن ودونالد ترامب التي تقول إن أي جهة سترفع يدها في وجه (اسرائيل) سيتم قطعها".

وحذر زكي من اندلاع حرب مفتوحة في المنطقة مع وجود حكومة الضم والإعدام في دولة الاحتلال التي تريد حسم الصراع عبر إنهاء وجود الفلسطينين على أرضهم وتحويل الضفة الغربية إلى "يهودا والسامرة".

وشدد على أن وضع (إسرائيل) الآن مهزوم ولكن دعم الأنظمة العربية في إطار الولايات المتحدة الأمريكية يطمئنها بعض الشيء، لافتاً إلى أن الفلسطينيين إن وحدوا صفوفهم وقاتلوا وأمنوا أن هذا العدو يمكن ردعه بالصمود والمواجهة سينتصرون. 

ودعا زكي الفلسطينيين للنظر إلى المصلحة العليا لشعبهم خاصة أننا أمام معركة وجود وليس كالمعارك السابقة.

والأربعاء الماضي، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان. 

وجاء اغتيال هنية بينما يشن جيش الاحتلال بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.