قائمة الموقع

عائلة "محمد البلعاوي".. ثلاث أرواح غُيّبتْ من السّجل المدني

2024-08-03T11:49:00+03:00
صورة أرشيفية

لم يكن يخطر ببال عائلة البلعاوي، التي تسكن بالقرب من مفترق الصاروخ بنهاية شارع الجلاء بمدينة غزة، أنها ستكون هدفًا للاحتلال "الإسرائيلي" ويرتقي منها ثلاثة أفراد ويصاب 10 آخرين.

وما أن أشارت الساعة بعقاربها إلى الرابعة من عصر يوم الثلاثاء 30 من الشهر الماضي، أطلقت طائرات الاحتلال صاروخين على الطابق الرابع لمنزل عائلة البلعاوي، دون سابق إنذار، ما أدى إلى استشهاد العشريني "محمد" وزوجته "حنين" وابنتهما "سينيا" ابنة العامين.

وبمجرد استهداف المبنى، انطلقت صرخات الاستغاثة من أفراد العائلة، فهب المواطنون وطواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية إلى المكان لانتشال الشهداء ونقل الجرحى إلى المستشفيات.

وبغضب تساءل إسلام البلعاوي، ابن شقيق الشهيد، عن الذنب الذي ارتكبه "محمد" وزوجته وطفلته ليتم استهدافهم؟، ليجيب: "جميعنا مسالمون ولم نشكل خطرًا في يوم من الأيام على أحد".

وأضاف بحرقة: "ما أن دخل ابن أخي المنزل حتى انهالت عليه صواريخ الاحتلال، مردفًا أن الاحتلال يحاول معاقبتنا لأننا لم نترك منزلنا ونستجيب لدعواته بالتوجه إلى المناطق الآمنة التي يواصل ارتكاب جرائمه فيها".

وتساءل عن موقف الدول العربية تجاه ما يحدث في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، والمجازر التي ترتكب بحق الأطفال والنساء وكبار السن والمدنيين والأبرياء، داعيًا إياهم للاستيقاظ من سباتهم ونصرة شعبنا المظلوم.

ورغم الدمار الذي طال منزل عائلة البلعاوي، انهمك عدد من سكانه والجيران في إزالة أكوام الركام والزجاج المتناثر في المكان وعلى مدخل البناية السكنية المكونة من خمس طبقات، ليعودوا إليها والإقامة بها في ظل عدم توفر أماكن للإيواء وتدمير الأخرى من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" خلال حربه المستمرة على القطاع، ورفض أفراد العائلة مغادرته.

وبالقرب من المنزل المستهدف، يقف الشاب تامر الغوراني، ممسكًا بـ"كريك" ليزيل بعض الحجارة من الشارع ليسمح بتنقل المواطنين.

وقال الغوراني لمراسل "فلسطين أون لاين": "إن غالبية المصابين هم من فئة الأطفال والمارة، فالمنطقة تشهد حركة تجارية نشطة بسبب السوق الشعبي الذي يقيمه بعض الباعة هناك".

وأكد أن جيش الاحتلال يتعمد في استهداف المدنيين والأبرياء العزل في محاولة منه لبث روح الخوف والاستسلام في نفوس الغزيين ودفعهم للرضوخ لمطالبه، مردفًا: "لكننا صامدون وثابتون في أرضنا، ولن ترهبنا لا صواريخ ولا مدافع الاحتلال".

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازر مروعة بحق المدنيين والأبرياء العزل مخلفة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى تدمير المستشفيات والمدارس و المساجد والبنية التحتية.

اخبار ذات صلة