عدّ عضو اللجنة الفلسطينية لمقاطعة (إسرائيل) د. مازن قمصية، خطاب رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي، "حملة إعلامية" لإثبات نفسه كرئيس وزراء مهم وله قيمة في العالم.
وقال قمصية خلال حديثه مع "فلسطين أون لاين": "نتنياهو مجرم حرب وذهب لعقر مجرم الحرب في الولايات المتحدة الأمريكية التي هي رأس المشاكل في العالم، حتى يثبت أنه لا يزال مهم عالمياً؛ لكنه فشل في ذلك".
وأوضح أن الكونغرس أنهى دوره كممثل للشعب الأمريكي وأصبح ممثلاً لحكومة صهيونية متطرفة تخضع لهذا المجرم في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن أكثر من 80% من أعضائه لم يحضروا بما فيهم نائبة الرئيس التي يجب أن تشرف على تلك الجلسات وفق القانون.
ووفق قمصية، فإن نتنياهو أراد من خلال هذا الخطاب إرسال رسالة مفادها تثبيت أنه ليس هناك شيء اسمه فلسطين، حتى أنه لم يذكر اسم فلسطين أو فلسطينيين.
وتابع أن "نتنياهو يريد تطبيع العلاقات مع العالم العربي عبر معاهدات سلام مزعومة، وإنهاء القضية الفلسطينية"، مستدركاً "لكن رسالته لم تصل ولن تصل".
واعتبر قمصية، خطاب نتنياهو "آخر مسرحية قبل انهيار النظام الصهيوني والدعم الأمريكي له".
ورأى أن الرد على نتنياهو يكون بالمقاومة في كل العالم بما فيها انطلاق المظاهرات في الولايات المتحدة بمشاركة الملايين، الذين يعبرون عن رفضهم الأفكار المتطرفة والعنصرية، مشيراً إلى أن هذه المظاهرات آخذة بالتطور والنمو.
في السياق، أكد عضو اللجنة الفلسطينية لمقاطعة الاحتلال، أن حملات المقاطعة لا تزال مستمرة في كافة المحافل الدولية، منوهاً إلى أن هناك أكثر من 6 آلاف شركة انهت استثماراتها في دولة الاحتلال بعد السابع من أكتوبر 2023 الماضي، "وسنشهد المزيد في الأيام القادمة".
وشدد على أن "جرائم الاحتلال في قطاع غزة الحقت به خسارة كبيرة، إذ سحبت كبار الشركات العالمية استثماراتها بملايين الدولارات فيها".
وقال: "لا يمكن وصف حجم الجرائم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق السكان المدنيين في قطاع غزة"، عاداً إياها "من أفظع الجرائم منذ 15 عاماً مضى".
وأوضح أن الاحتلال تعمّد استهداف ما يزيد عن 70% من البنى التحتية في قطاع غزة، وأوقع أكثر من 180 ألف فلسطيني سواء بالقصف أو الأمراض أو الجرحى، فيما أصيب أكثر من 6% من سكان غزة خلال الحرب، "وهذا شيء خرافي لم يحصل عالمياً في مجازر سابقة".
في الأثناء، انتقد قمصية ضعف دور الحكومات العربية تجاه جرائم الاحتلال في قطاع غزة، واصفاً إياه بـ "المتعاون والمتخاذل".
وبيّن أن الدور العربي كان في كثير من الأحيان انقاذ للكيان الصهيوني، عن طريق تطوير خط بري لمدينة حيفا المحتلة لإيصال المساعدات الغربية والشرقية له.
ولا يزال العدوان الإسرائيلي الذي انطلقت شرارته في السابع من أكتوبر 2023، مستمراً منذ أكثر من تسعة أشهر، حيث أسفر عن استشهاد أكثر من 39 ألفاً وإصابة أزيد من 90 ألفاً آخرين- غالبيتهم من النساء والأطفال- كما تسبب في تدمير هائل للبنية التحتية مخلفاً "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لتقارير فلسطينية ودولية.