قائمة الموقع

"بين التَّصفيق والواقع القاتم".. لماذا غَضِب "الإسرائيليُّون" من خطاب نتنياهو أمام "الكونغرس"؟!

2024-07-25T20:44:00+03:00
"بين التصفيق والواقع الداخلي القاتم"... محللون يجيبون: لماذا غضب "الإسرائيليون" من خطاب نتنياهو؟!

انتقد محللون  في الصحف الإسرائيلية اليوم، الخميس،  خطاب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في الكونغرس الأميركي، أمس، مؤكدين على أن التصفيق الحار لا يعكس الواقع الداخلي القاتم.

اتهم المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، نتنياهو بأنه "المسؤول عن أكبر إخفاقات إسرائيل منذ ولادتها، وهو المسؤول عن أنه بعد قرابة عشرة أشهر لم يتم حل أي واحدة من المشاكل التي نزلت علينا منذ 7 أكتوبر".

وانتقد نتنياهو لأنه لم يعتذر للأميركيين "على الضرر الذي ألحقناه من خلال إخفاقنا بقوة أميركا، ولأننا وضعنا عليها أعباء كافة احتياجاتنا العسكرية، والاعتذار على أنه بدلا من تقديم الشكر على ما حصلنا عليه، بقطار جوي مكثف، تذمرنا بسبب القليل (من السلاح) الذي تأخر. وتعين على نتنياهو الاعتذار على أنه تصرفنا كطفل مدلل".

وشدد برنياع على أن "التصفيق العاصف يجب ألا يضللنا. فأميركا تبتعد عنا. والمقاعد الخالية في قاعة الكونغرس كانت رسالة ليست أقل أهمية من المقاعد المليئة. وأدرك نتنياهو أنه ملزم بأن يشمل خطابه رؤية لليوم التالي في غزة والشمال وبخصوص المخطوفين. وللأسف الشديد، لم تكن هناك علاقة بين ما قاله وبين ما يفعله كرئيس حكومة، لا في جبهة غزة، ولا في جبهة الشمال، وبالأساس ليس في صقثة المخطوفين".

وأضاف أنه "لا أذكر رئيس حكومة بقي في دولة أجنبية أسبوعا كاملا في ذروة حرب. وهذا يدل على مدى اختلاف نتنياهو عن نتنياهو في ولاياته السابقة، الذي كان يقطع زيارات بسبب نبأ عن عملية مسلحة".

ولفت المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أنه "كان هناك فرق بين الطابع الاحتفالي الذي حاول مكتب نتنياهو إضفاءه على خطابه في الكونغرس وبين ردود الفعل في إسرائيل والولايات المتحدة. فحسب الاستطلاعات، بالإمكان الاعتقاد أن معظم الجمهور مهتم أكثر بمسألة متى ستنتهي الحرب ومتى سيحرر، أخيرا، المخطوفون من أسر حماس. وبالنسبة للأميركيين، فإن معركة انتخابات الرئاسة العاصفة تهمهم الآن أكثر بكثير من زيارة زعيم دولة صغيرة في الشرق الأوسط".

وأضاف أن "نتنياهو يتقن الخطابة وخاصة باللغة الإنجليزية. لكن السؤال الحقيقي هو إذا كان هذا الإعجاب الكبير به (في الكونغرس)، الذي يمتنع أعضاء الجناح التقدمي في أوسط الديمقراطيين المشاركة فيه، سيترجم لمواصلة التأييد الفعلي لإسرائيل لفترة طويلة".

تحدّثت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مقارنة الإسرائيليين، بين التصفيق الذي حظي به رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في الكونغرس الأميركي أمس، و"الواقع الداخلي القاتم مع استمرار الحرب".

وقالت إنّ مراقبين لاحظوا "الفجوة بين ما صوروه، كمناسبة احتفالية تقريباً في الكونغرس، والشعور الواسع النطاق بفشل الحكومة في إسرائيل مع استمرار الحرب، وتوسع القتال إلى جبهات متعددة، وعدم تقديم القيادة سوى القليل من الرؤية لما سيأتي بعد ذلك".

وأوضحت "نيويورك تايمز"، أنّ ذلك كان واضحاً على الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الخميس، حيث قسّمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على سبيل المثال، صفحتها الأولى أفقياً، فـ"خصصت النصف العلوي لصور 4 أسرى جرى انتشال جثثهم، والنصف السفلي للخطاب"، في إشارة إلى وعود نتنياهو المستمرة بإرجاع الأسرى، بينما هم يموتون في قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي.

وكتب بن درور في "يديعوت أحرونوت"، إنّه "لم يحدث قط أن كانت هناك فجوة كبيرة، بين الكلمات النبيلة والأفعال المتناقضة"، وفق تعبيره.

كذلك، أعلن "منتدى عائلات الأسرى"، في بيان، وجود "أزمة ثقة"، متهماً نتنياهو بعرقلة الاتفاق.

وقال المنتدى إنّ "هذه المماطلة هي تخريب متعمد لفرصة إعادة الأسرى"، مضيفاً أنّ ذلك "يقوض المفاوضات بشكل فعال ويشير إلى فشل أخلاقي خطير".

وفي السياق، انتقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، قائلين إنّه "خلال 45 دقيقة لم يرد ذكر الـ 120 أسيراً الذين لم يعودوا إلى منازلهم منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم".

يأتي ذلك فيما "يريد العديد من الإسرائيليين، أن يوافق نتنياهو على وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يسمح بالإفراج عن الأسرى المتبقين في غزة"، وفق الصحيفة.

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قد انتقدت أيضاً خطاب نتنياهو، متوقفةً عند مضمونه، إذ أشارت إلى أنّ الغرض من رحلة الأخير إلى الولايات المتحدة ومن "إطلالته" أمام الكونغرس، ليس ولم يكن أبداً دفع صفقة من شأنها أن تعيد الأسرى الإسرائيليين وتضع حداً للقتال والمعاناة، إنما لحشد المزيد من الدعم الأميركي لمواصلة نيران الحرب.

وخلُصت "هآرتس" إلى أنّ نتنياهو لم ينجح في تحديث نموذجه السياسي والأمني، الذي أكدت أنّه "فاشل"، مشددةً على أنّ ذلك أوصل "إسرائيل إلى هذا الوضع البائس"، ومذكرةً بـ9 أشهر من حربٍ مستنزِفة مع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى والأسرى والإسرائيليين الذين تمّ إجلاؤهم.

وفي وقتٍ سابق من اليوم، أرسل 17 مسؤولاً إسرائيلياً من بينهم رئيس الموساد السابق تامير باردو، ورئيس الأركان السابق دان حالوتس، ووزير الأمن السابق موشيه يعالون، ورئيس هيئة "الأمن القومي" السابق عوزي أراد، إضافةً إلى مسؤولين كبار آخرين، رسالةً إلى رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون وعدد من النواب الأميركيين، أكدوا فيها أنّ نتنياهو يُشكّل "تهديداً وجودياً على إسرائيل".

 

اخبار ذات صلة