قائمة الموقع

التّكافل الاجتماعي بالحرب.. أهالي خان يونس يتقاسمون المكان والطعام والشراب

2024-07-25T12:20:00+03:00

منذ اللحظة الأولى لخروج عشرات الآلاف من سكان الأحياء الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد تنفيذ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانًا بريًا وجويًا على تلك المناطق، احتضنت العائلات المدمرة بيوتها غرب المدينة الأهالي القادمين من الشرق.

وتقاسم أهالي غرب خان يونس والمواصي المكتظة بمئات الآلاف من النازحين، الهاربين من شرق المدينة، من خلال فتح خيامهم لهم، وتقاسمها بينهم، خاصة مع اكتظاظ الأماكن وعدم وجود مساحة لتشييد خيام جديدة.

وأظهر الفلسطينيون في غرب خان يوسن، التكافل الاجتماعي من خلال استقبال أقاربهم وأهاليهم من شرق المدينة، خاصة في ظل غياب دور المؤسسات الإغاثية والأممية والدولية، ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وفي غرب خان يونس، بدأت عائلة الخطيب بإزالة الركام من منزلها شبه المدمر من القصف الإسرائيلي خلال هجومه السابق على خان يونس في ديسمبر الماضي، من أجل تجهيز مساحة لعائلة نزحت من شرق خان يونس يوم الاثنين الماضي.

وصباح الإثنين 22 يوليو الجاري، نفذ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" هجومًا جويًا ومدفعيًا مفاجئًا على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى.

وشهدت هذه المناطق حركة نزوح واسعة من المواطنين الذين فروا تحت حمم الغارات الإسرائيلية إلى أماكن أخرى بعيدة عن مناطق الاستهداف، سيرا على الأقدام أو باستخدام وسائل نقل بدائية.

وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد صنف المناطق الممتدة من غرب شارع صلاح الدين (شرق المدينة) وحتى البحر في خان يونس، ضمن "المناطق الآمنة"، فيما شملت أوامر الإخلاء عددا من الأحياء في المناطق الشرقية.

يقول أحمد الخطيب لـ"فلسطين": ""الناس خرجت بالآلاف ولم تجد مكانًا لها، والكثير منهم افترشوا الأرض وناموا بالشوارع، وقمنا باستضافة ثلاث عائلات من سكان شرق خان يونس، وشيدنا لهم خيمة في مكان بيتنا الذي قصفه الاحتلال سابقًا".

ويوضح الخطيب، أن عائلته تقاسمت المكان والطعام والشراب مع العائلات الهاربة من شرق خان يونس، لأنه لا مجال لهم إلا للوقوف مع أهل شرق خان يونس كون عدم وجود أي خيار للناس إلا من خلال وقوفهم مع بعضهم البعض.

ويلفت الخطيب، إلى أن عائلته لديها استعداد على استضافة تلك العائلات لشهور طويلة خاصة في ظل هذه الحرب المستمرة، وعدم وجود أي أماكن للناس للإقامة أو الشرب وتناول الطعام.

وفي منطقة المواصي، قام خالد أبو السعيد بفتح أرضه للنازحين الهاربين من شرق خان يونس والسماح لهم بتشييد خيامهم بها لعدم وجود أي أماكن في تلك المنطقة التي احتشد فيها مئات الآلاف من سكان قطاع غزة.

ويقول أبو السعيد في حديثه لـ"فلسطين": "الناس منذ اليوم الأول لخروجهم من شرق خان يونس ناموا في الشوارع، وكان يجب علينا أن نقف مع بعضنا البعض خاصة مع عدم وجود أي دعم عربي أو أحد يخفف على الناس من آثار هذا العدوان المستمر على قطاع غزة".

ويوضح أنه قدم الماء من بئره الزراعي الخاص لأكثر من 8 عائلات نزحت إلى أرضه، وتقاسمه معهم أيضا المكان والطعام.

وأشار إلى أن الفلسطيني معروفٌ بوقوفه إلى جانبه أخيه في ظل الحروب المستمرة، ورغم أن هذا العدوان مستمر وطال أمده إلا أن الناس لم تخرج منها الشهامة، ولا يزالوا يفتحون بيوتهم للنازحين والمحتاجين لمكان للإقامة والعيش.

ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تكلفة تلبية الاحتياجات الإنسانية لـ2.7 مليون شخص في غزة والضفة الغربية بنحو 2.1 مليار دولار.

اخبار ذات صلة