قائمة الموقع

كيف كانت تلك الليَّلة التي فقدت فيها عائلتك؟ .. هكذا روى غزيُّون قصصهم مع الفقد والفراق !

2024-07-24T17:19:00+03:00
كيف كانت تلك الليلة التي فقدت فيها عائلتك؟ .. هكذا تفاعل الغزيون مع صحوة الحنين مع الفقد !

بطريقتها العفوية، طرحت الشابة والكاتبة وعد أبو زاهر سؤالًا عبر منصة الفيسبوك، طرق فيه القلوب الأليمة وأيقظها من سكرات أوجاعها المكتومة، وحول أنينها الخافت لقصة وحكاياتٍ عن الساعات الأخيرة التي جمعتهم مع الغياب، مع العائلة وممن تحولوا بلحظة إلى أشلاءٍ وذكريات وبكاء.

"كيف كانت تلك الليلة التي فقدت فيها عائلتك؟"، بالسؤال القصير، تفاعل أكثر من 4 آلاف غزي، قصصهم ومشاعرهم مع لحظات الفراق الصعبة للحظة تلقيهم خبر استشهاد عائلاتهم.

ولأن آلاء محمد لن تنسى اليوم، روت لحظات فراقها الأبدي مع زوجها من البداية، وتقول: "لقد كنت ارضع صغيرتي التي لم تتجاوز ٥ ايام، تحدتث معه عبر الهاتف وكان اخر ما قاله لي: لا تخافي، حاليا دير بالك على سارة، بعد ساعات خرج إلى بيت عمه، ومن عادتي قبل أن تغفو عيني اقرأ الاخبار، لقد قرأت قصف البيت وكذبت عيني ثم صرخت خوفا، حاولت الاتصال على هاتفه، لكنه لم يرد ولم يرد حتى الآن".


 

أما الطبيب عز الدين لولو على منشور الصحفية أبو زاهر يروي لحظة تلقيه خبر استشهاد عائلته كاتبا " كنتُ محاصرا داخل مستشفى الشفاء بعد تطوعي كطالب طب في قسم الطوارئ".

وخلال الحصار انقطع الاتصال والإنترنت وكل شيء ولم نعلم ما يحصل بالخارج، ومن ثم استقبلت اتصالا من دكتور في مستشفى المعمداني وقال لي "عظّم الله أجركم في أهلك تم قصف منزلكم، والدك وأخوك وزوجته وابنتهم وجدتك وأخوالك وزوجاتهم وأولادهم هم تحت الأنقاض، ووالدتك الناجية الوحيدة مصابة أخرجوها من تحت الأنقاض وهي تحت الرعاية الآن".

"ااااخ يا وجع قلبي.." بهذه العبارة التي يملؤها الألم كتب أبو يوسف قصته بالقول "رأيت الصاروخ وهو نازل عليهم فكنت أفكر أن أختي التي استشهدت وإذا أتفاجأ باستشهاد زوجتي وبناتي وأختي وزوجها وأولادها".


في حين فوثقت أسماء نعيم ما حدث في تلك الليلة، “كنا ١٩ شخصاً في البيت، أنا وأخواتي وأبناءنا ١٢ شخص في غرفة صغيرة، كلنا نيام إحدانا بجانب الأخرى، سماح وطفلتها لارا. شيماء وابنها تيسير، بجانبها بتول، ومقابلها باقي أخواتي، وبقرب الحائط أنا وبناتي ليا وريما في حضني”.

وتخبر أن ليلة الفقد تلك كان قد مر على حرب الإبادة أكثر من ست شهور، “أرى ليلة القصف كل ليلة، أراها في عيناي كلما أغلقتهما، أرى الظلام الحالك، وركام البيت وأكوام الحجارة. أرى اشتعال النار رغم امتلاء عيناي بالتراب والغبار. أرى ابنتاي، ليا وريما، ممددتين أمامي وأنا عاجزة، لا أتحرك ولا أستطيع الوصول إليهن”.

وتزيد بالقول: “أدركت أننا الهدف، أسمع دقات قلبي، يكاد ينفجر، أصرخ بلا وعي، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله. صرخت وفمي مليء بالتراب، صرخت حتى انهارت قواي، لم أعلم ما أفعل غير أن أكررها، علها تكون آخر كلماتي، وتعود طائرة فتلحقني بمن سبقنا عاجلاً”.

أدركت أسماء لحظتها أنها في أصعب اختبار لم يمنعها من الشعور بالذنب، تقول: “بدأت وسط هذه النيران والركام أحدث نفسي بأني ما زلت في الدنيا الدنيّة، لماذا؟ لماذا أنا على قيد الحياة؟ لماذا لم تختارني؟ لماذا رأيت الموت ولم يكتب لي الشهادة معهم؟ هل أنا لوحدي؟ أين هم؟ أين البقية؟ كيف سأخبر أمي؟! (…) ثم يأتيك خبرهم واحداً تلو الآخر، تكاد تسمع تكسر جدار قلبك مع ذكرهم كل اسم فكانت القاسمة، لم تنجُ ابنتي ليا.. لم نجد شيماء، وعرفنا تيسير من بنطاله الأزرق”.


 

 

كان الاتصال مقطوع، تقول سماح شمالي عن لحظاتها مع الفراق، وتضيف "ليلة ٧-١٢ صحيت ساعة ٣ في الليل على رسالة من امي مبارك ابن اخوك “تميم” وحمدلله على سلامة مرت اخوك؛ انبسطت انه ربنا سهلها في هالحرب وهالليل، كنت بدي أبعت الرسالة لأختي الي بشمال غزة كتبتلها انه مرت اخويا ولدت ورجعت محيتها قلت هي في شو وأنا في شو ..مش وقتو!".

وتتابع: "الصبح أخويا الكبير في شمال غزة زف البشرى لأخويا الصغير الي ربنا رزقه بالولد وصحاه الصبح حكاله مبارك ابنك قوم اشتري لحمة بهالمناسبة وميل على “مُنى” هاتها معك هي وبناتها يتغدوا عنا اليوم؛ راح اخويا شرا اللحمة وراح يجيب مُنى لقى البيت مش موجود سأل الناس وين البيت الي كان هنا وين الناس الي كانوا فيه حكوله انقصف الليلة واستشهدوا كلهم!"، مردفةً: "بسرعة راح ع العيادة الي نقلوا عليها الشهدا وللأسف وصل لقاهم صلوا عليهم ودفنوهم!".


 

 

اخبار ذات صلة