في ظل أزمة الوقود الخانقة التي يشهدها قطاع غزة، نتيجة استمرار الحرب "الإسرائيلية" منذ السابع من أكتوبر الماضي، لجأ العديد من سائقي السيارات في مدينة غزة والشمال إلى استخدام زيت الطهي "السيرج" كبديل عن السولار.
وبالقرب من دوار الصاروخ بمدينة غزة، كان السائق أحمد عبد الله منهمكًا في سكب الزيت داخل سيارته كبديل عن الوقود، قائلًا لمراسل "فلسطين أون لاين"، إن "انقطاع السولار منذ تسعة أشهر وعدم إدخاله من قبل سلطات الاحتلال إلى القطاع، واستمرار الحرب، اضطرني إلى تحويل سيارتي لتعمل على زيت الطهي، لكي أتمكن من إعالة أسرتي المكونة من سبعة أفراد".
وأضاف عبد الله، الذي يسكن في مخيم جباليا شمالي القطاع: "لجأت إلى هذه الفكرة مع عدد من السائقين لتجنب الجلوس في المنزل وتوفير أدنى احتياجات عائلتي"، مبينًا أنه اضطر بين عامي 2007 و2008 لاستخدام نفس الفكرة ونجح في ذلك، ما دفعه إلى تكرارها ومواصلة عمله كسائق في ظل غياب السولار.
فيما أشار السائق عبد الله نعيم، إلى أن التأثير السلبي لاستخدام زيت الطعام في تشغيل السيارات على صحة الإنسان، كونه ينبعث منه أدخنة تسبب روائح كريهة تضر بالمواطنين، مردفًا: لكن لا يوجد خيار أمام السائقين لاستمرار عملهم ونقل المواطنين إلى الأماكن التي يرغبون بها.
وأوضح نعيم أن الوضع في مدينة غزة وشمالها صعب جدًا، حيث لا يوجد وقود أو غاز، ولا طعام والأسعار في ارتفاع مستمر، في ظل طلبات أولادي الستة التي لا تتوقف، لذلك اضطررت لتحويل سيارتي لتعمل على الزيت، رغم علمي أنها ستتعطل ولن تكون لها قيمة بعد الحرب، لكن الوضع الحالي يفرض علينا ذلك.
وبدوره، أشار السائق سائد الحج أحمد، إلى أن استخدام زيت الطهي حل أزمة كبيرة، مؤكدًا أنه بدون هذه الفكرة لما وجدت وسيلة مواصلات في ظل الحرب المدمرة على القطاع.
وأضاف الحج أحمد، لمراسل "فلسطين أون لاين": أن هذه الفكرة لها سلبيات، مثل تلوث الهواء وانبعاث روائح كريهة قد تتسبب في إصابة المواطنين بأمراض الجهاز التنفسي أو الربو، لكنها وفرت وسيلة مواصلات ناجحة في ظل الأوضاع الصعبة التي يشهدها القطاع.
وأوضح الحج أحمد، أن سعر لتر واحد من زيت الطهي أرخص بكثير من الأسعار الجنونية للسولار الذي يتوفر بصورة ضئيلة في القطاع، مؤكدًا أنه بمجرد توفر الوقود سيتوقف عن استخدام زيت الطهي لتشغيل سيارته.
ويبلغ سعر اللتر الواحد من زيت الطهي في مدينة غزة وشمالها 50 شيكلًا، بعد أن كان يصل قبل السابع من أكتوبر 2023 إلى 7 شواكل، فيما يبلغ سعر اللتر الواحد من السولار 100 شيكل، بعد أن كان لا يتجاوز ثمنه الستة شواكل قبل الحرب.
وكانت عدد من المؤسسات الحقوقية والصحية، حذرت في سنوات سابقة من التداعيات البيئة والصحية الخطيرة الناتجة عن استخدام السائقين زيت الطعام 'السيرج' لتشغيل مركباتهم، في ظل أزمة الوقود الناتجة عن منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تزويد قطاع غزة بكميات الوقود التي يحتاجها.
