قائمة الموقع

الفلسطيني الجيد بالنسبة لنتنياهو

2024-07-22T11:56:00+03:00

شرع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مؤخرًا، بحملة تطعيمات لجنوده الذين يعيثون فسادًا في قطاع غزة، ضد الإصابة بفيروس شلل الأطفال الذي أُعلن عن اكتشف وجوده في مياه الصرف الصحي، بينما لا يزال يرفض إدخال التطعيمات اللازمة لسكان غزة للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس الخطير الذي قد يؤدي بالإنسان إلى الموت.

هذه الوقائع والحقائق تقودنا إلى حقيقة جديدة، وهي أن هذا الجيش مرتكب جرائم الحرب، يريد تلقيح جنوده في قطاع غزة من أجل منحهم القدرة والقوة الإضافية لممارسة المزيد والمزيد من جرائم قتل الأطفال، في حين يمنع اللقاحات الوقائية عن أولئك الأطفال ليمنحهم سببا إضافيا للموت، في حال نجو من حمم القذائف والقنابل الإسرائيلية التي لم تتوقف عن السقوط على رؤوس الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضي.

انتشار القمامة ومياه الصرف الصحي بين خيام النازحين كسلاح للموت، بعد تدمير كافة إمكانيات وقدرات السلطات المحلية (البلديات)، هو أسلوب "إسرائيلي" قذر يهدف لنشر الأمراض الخطيرة بين الفلسطينيين وخاصة الأمراض التنفسية والهضمية والجلدية.

في المقابل، يمنع هذا الجيش عبر إغلاق المعابر، إدخال الأدوية واللقاحات المهمة إلى قطاع غزة، للوقاية من هذه الأمراض التي أصبحت تتفشى في أوساط النازحين بسبب النزوح المتكرر وازدحام مراكز وتجمعات الإيواء، ويمكن ببساطة لمس مدى عمق هذه الأزمة عند زيارة أي عيادة من عيادات وكالة الأونروا الأممية، إذ لا يتوفر في صيدلياتها معظم الأدوية الرئيسية اللازمة لعلاج الأمراض المنتشرة.

ولتكتمل أركان هذه الجريمة، عمدت دولة الاحتلال وبشكل ممنهج على استهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة تحت حجة سخيفة لم تستطع إثباتها وهي إيواء المقاومة، فدمرت المستشفيات الخاصة والعامة، مثل مستشفى الشفاء الأكبر في القطاع، ولم يكتف جيش التتار الجديد بذلك، بل لاحق المؤسسات الطبية التي حاولت النهوض مجددا وترميم أبنيتها بعد الدمار، مثل مستشفى أصدقاء المريض في حي الرمال في مدينة غزة، الذي تم تدميره على مرتين متتاليتين بعد إجراء عملية ترميم واسعة في أروقته وأقسامه.

40 ألف فلسطيني، هو مجموع ما قتله هذا الكيان الاحتلالي المؤقت، في هذه الحرب الدموية منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى هذه اللحظة، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، فقتل العرب وخاصة الأطفال، يعكس نهجا دينيا وضعه كهنتهم منذ مئات السنين، رغم أن العهد القديم في كتبهم القديمة يأمرهم بشكل واضح بـ"ألا تقتل" باعتبار القتل كبيرة من الكبائر التي لا تغتفر.

أخيرًا، فالواضح أن هذه الحرب يراد منها إبادة سكان قطاع غزة، فردا فردا، سواء كان مسنا أو رضيعا، رجلا أو امرأة، من أهل النزوح في الجنوب أم من جمع الصامدين في الشمال، بغض النظر إن كان مؤيدا للمقاومة المسلحة أو المقاومة بزرع التفاح والليمون، فالفلسطيني الجيد بالنسبة إلى قادة الاحتلال هو الفلسطيني الميت.

اخبار ذات صلة