يقول السكان في شمالي قطاع غزة إنه لم يعد لديهم أي اهتمام بدعوات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ومطالباته المتكررة بالتوجه إلى جنوبي القطاع خاصة مع استمرار جرائمه بحق النازحين هناك.
وأبدى مواطنون خلال حديثهم لـ"فلسطين أون لاين" استعدادهم للوقوف والصمود في وجه تهديدات الاحتلال الرامية إلى إفراغ شمالي القطاع من سكانه.
وارتفعت وتيرة هذا الاستعداد لدى أكثر من نصف مليون مواطن صمدوا في شمالي القطاع رغم القتل والتجويع، مع تصاعد جرائم جيش الاحتلال بحق النازحين في المناطق التي ادعى مسبقًا أنها آمنة وأجبر المواطنين على النزوح إليها جنوبًا.
ويتعرض قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي لحرب إبادة جماعية بدأتها (إسرائيل) يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وراح ضحيتها قرابة 50 ألف شهيدًا بينهم 10 آلاف مفقود تحت ركام المنازل المدمرة.
وقال عماد أبو الخير من سكان مدينة غزة: إن جيش الاحتلال يكذب ويكرر ذلك في كل تصعيد ميداني ضد سكان الشمال.. فلم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة.
وأضاف أبو الخير: أعرف الكثير من المواطنين الذين نزحوا إلى ما يسميه الاحتلال مناطق آمنة وقد استشهدوا فيها جراء عمليات القصف العنيف التي تنفذها الطائرات الحربية "الإسرائيلية".
أما محمد السيد عطية فضَّل "الموت في منزله" بمدينة غزة على النزوح إلى جنوبي القطاع، كما يقول.
وأضاف: لقد نزح بعض أفراد عائلتي إلى غرب محافظة خان يونس، بينما قتل جيش الاحتلال المئات في سلسلة غارات استهدفت خيام تؤوي نازحين.
وتابع: لن أغادر بيتي مهما حصل.
ورصد مراسل "فلسطين أون لاين" شهادات مواطنين استطاعوا تجاوز الحواجز العسكرية التي يتحكم بها جيش الاحتلال على شارعي الرشيد وصلاح الدين.
وتشير هذه الشهادات إلى أن عددًا كبيرًا من المواطنين النازحين إلى جنوبي القطاع حديثًا فقدت آثارهم لدى وصولهم تلك الحواجز، وأن العديد منهم قتلوا برصاص جنود الاحتلال وبقيت جثامينهم ملقاة على الطريق.
كما أظهرت الشهادات الحيَّة أن إطلاق النار على المواطنين النازحين يعتمد على الذكاء الاصطناعي لدى محاولة النازحين عبور الحواجز العسكرية في طريقهم إلى جنوب وادي غزة.
وهذا ما يجعل الشاب عبد الله الأفغاني يخشى التوجه إلى جنوبي القطاع للقاء ما تبقى من أفراد عائلته بعدما استشهدت زوجته وابنه في قصف إسرائيلي شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.
وقال: إن ما يتحدث عنه جيش الاحتلال من نزوح ومناطق آمنة أكذوبة كبيرة، مطالبًا المواطنين بعدم الانصياع لتهديدات جيش الاحتلال ودعواته المتكررة للتوجه إلى جنوبي القطاع.
وكان جهاز الدفاع المدني حذر المواطنين من عبور مفترق دولة على شارع صلاح الدين، أو الاقتراب من مفترق النابلسي، وذلك بسبب فقدان آثار مواطنين اقتربوا من هذه المناطق، وانقطع الاتصال بهم.
وأكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني أن جيش الاحتلال كثف مؤخرًا وسائل الضغط النفسي على المواطنين وبث رسال صوتية عبر الهواتف، مطالبًا إياهم بإخلاء منازلهم في محافظتي غزة وشمال غزة والتوجه إلى محافظات جنوب القطاع.
وأكدت الداخلية في بيان مكتوب، أن الاحتلال يحاول خداع المواطنين عبر بث صور ومشاهد لنازحين يمرون عبر الحواجز والإيهام بعدم وجود تفتيش عبرها.
وحذرت الداخلية من أكاذيب الاحتلال وخداعه، وأكدت أن جنود الاحتلال يمارسون أبشع صور التعذيب والتنكيل بحق النازحين بعيدًا عن عدسات الكاميرات وإعدام العشرات منهم وترك المصابين ينزفون حتى الموت.