بشتاوي: تعبر عن حقيقة ما هو مطلوب من الدول والشعوب العربية
مجلي: الاسم جزء من تاريخنا المرتبط بهويتنا الفلسطينية والعربية
الكمالي: العملية رسالة للشعب الفلسطيني بأنكم لستم وحدكم
حملت الطائرة المسيرة التي أطلقت من اليمن وانفجرت في (تل أبيب) اسم يافا المحتلة الملقبة بـ "عروس البحر" لتدلل على عمق الارتباط بين الشعبين الفلسطيني واليمني، قاطعة مسافة نحو 2000 كيلو متر، ضللت خلالها أنظمة الرصد التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قبل انفجارها.
ومنذ بداية الحرب لعبت المقاومة اليمنية دورًا في اسناد الشعب الفلسطيني عبر استهداف سفن الملاحة التابعة للاحتلال وأمريكا وأقامت حصارًا بحريًا على الاحتلال، استهدفت خلاله عشرات السفن، فكانت "يافا" تحولاً جديدًا فاجأت به الاحتلال بضرب العمق.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي -عبر منصة إكس- أنّ وزن المُسيرة قدر بنحو 10 كيلوغرامات، وقد سارت 10 ساعات تقريبا أثناء رحلتها من اليمن إلى تل أبيب.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنّ تقديرات إسرائيلية تفيد بأنّ المُسيرة سلكت في بعض الأحيان مسارات جديدة مقارنة بالمرات السابقة، لتضليل أنظمة الكشف والرصد التابعة للجيش الإسرائيلي.
انعطاف يهدد الاحتلال
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، أن انفجار المسيرة في (تل أبيب) انعطاف بالمستوى العسكري يهدد الاحتلال الذي يفكر بالانتقام ويتهمون إيران بصناعة الطائرة وليس اليمن رغم انطلاقها من أراضي الأخيرة.
وقال مجلي لموقع "فلسطين أون لاين": إن "دولة الاحتلال تتفاجأ بين الحين والآخر بتطورات ومقدرات عسكرية تملكها فصائل المقاومة الفلسطينية أو بمحور المقاومة، وتحاول أن ترد عليهم".
عن الاسم ومسافة الطيران، أضاف "بالتأكيد يافا ليس اسمًا عاديًا فهو بالنسبة لنا كفلسطينيين يمثل العز والفخر ويذكرنا بتاريخنا كجزء من الأمة العربية وما نحمله من هوية فلسطينية، وهي رسالة قوية لمن صنع الطائرة".
ولفت إلى أن الطائرة تحمل قدرات تكنولوجية متقدمة فاجأت الاحتلال، استطاعت اختراق كل أنظمة الرادار، كما أنها انفجرت قرب السفارة الأمريكية، مشيرا إلى أن التحقيقات لا زالت جارية داخل دولة الاحتلال حول أسباب فشل اسقاط الطائرة قبل انفجارها.
حقيقة ما هو مطلوب
وتعبر العملية النوعية بحسب المحلل السياسي اللبناني حمزة بشتاوي عن حقيقة الفعل اليمني في اسناد الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، بعد تجاوزها ألفي كيلو متر واختراق كل منظومة الرادار الإسرائيلية.
وقال بشتاوي لموقع "فلسطين أون لاين": إن "المسيرة من يريد الوقوف مع فلسطين ومقاومتها يستطيع فعل ذلك، ويعبر عن حقيقة ما هو مطلوب من الدول والشعوب العربية في هذه المعركة المصرية التي يخوضها الشعب الفلسطيني في وجه العدوان وحرب الإبادة".
ويدلل الاسم الذي حملته المسيرة، وفق بشتاوي، أن الشعب اليمني الذي استخدم سلاح الممرات البحرية من أجل دعم الشعب الفلسطيني ويختار الآن سلاح المسيّرات، لإثبات أنه لا يمكن وقف العدوان إلا بالمقاومة والصمود.
وأضاف "عندما تتحدث القوات اليمنية عن حمل المسيرّة لاسم "يافا" تعيد الأمور لمسارها حتى على صعيد المسميات، فكل منطقة ما يسمى (تل أبيب الكبرى) التي ضربتها المسيرة كانت تابعة ليافا قبل النكبة".
وكما هي الأسماء تؤكد المسيرّة، كما تابع، أن الجغرافيا لن تقف حاجزًا أمام من أراد نصرة المظلومين، بعد أن قطعت المسيرة ألفي كيلو متر وتجاوزت كل منظومة الرادار التي سقطت أمام الإرادة والموقف الشجاع.
وعد بشتاوي المسيرّة "عملية نوعية" أدخلت الحرب في مرحلة جديدة، قد تشهد عمليات مماثلة خلال المرحلة المقبلة، عبر جبهتي اليمن ولبنان، مما يساهم في دعم الموقف الفلسطيني بالمفاوضات من خلال تثبيت موقفها الذي يتحدث عن وقف العدوان ورفع الحصار، ويؤكد فاعلية المقاومة ومشروعيتها في الميدان.
فيما يرى الصحفي اليمني أحمد الكمالي أن اليمن تخوض معركة اسناد لغزة منذ منتصف نوفمبر الماضي، انطلاقًا من واجبها الديني والأخلاقي والتزامها بالتضامن والأخوة العربية والإسلامية، هدفها من ذلك الاسهام بوقف العدوان والمجازر بحق شعبنا الفلسطيني، وتثبيت الانتصار الذي أحرزته المقاومة في السابع من أكتوبر المجيد.
وقال الكمالي لموقع "فلسطين أون لاين": إن "العملية "يافا" من الناحية الموضوعية تأتي في إطار تصاعد مراحل التصعيد التي أعلن عنها الجيش اليمني والتي يحكم نسق إيقاعها متغيرات الوضع والميدان في قطاع غزة المحاصر".
وأكد أن العملية رسالة للشعب الفلسطيني بأنكم لستم وحدكم، وأننا في اليمن شعبًا وجيشًا وقيادة ماضيين في عمليات الاسناد والتصعيد في هذه الحرب حتى النهاية، وانه ما من خط أحمر ولا سقف يوقف عمليات اليمن سوى وقف العدوان ورفع الحصار على غزة.
