قائمة الموقع

​بلدة سلوان.. حرب استنزاف مستمرة

2017-10-16T05:56:28+03:00
تسارع وتيرة الاستيطان في مدينة سلوان بالقدس المحتلة (أرشيف)

وحدها أصوات الحفر الليلية وعلامات تصدع الجدران الإسمنتية، تدلل على أن شيئا غير عادي يجري أسفل منزل الحاجة الخمسينية مريم بشير "أم ضياء" بحي وادي حلوة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المحتل وبمحاذاة سور القدس التاريخي.

وتخشى أم ضياء أن تتكرر معها تجرية عام 2010 عندما حضرت جرافات الاحتلال المدعومة بعشرات الجنود وشرعت دون سابق إنذار بدك أعمدة منزل عائلتها الأول، والذي ولدت وترعرعت فيه منذ عام 1967، قبل أن تنتقل للعيش مع أبنائها في وادي حلوة.

وتتعد بلدة سلوان، الملاصقة للأقصى من الحد الجنوبي، هدفا أساسيا للاحتلال الذي لا يدخر وسيلة لتهويدها وتهجير أهلها الذين يخوضون معركة البقاء والدفاع عن الأرض في ظل شح الإمكانيات الداعمة لثباتهم في وجه مخططات التهويد والاستيطان الإسرائيلية.

أنفاق تهويدية

وتقول "أم ضياء" لصحيفة "فلسطين": "تعرضنا قبل سنوات للتشريد بعدما دمر منزلنا المعمر بفعل جرافات الاحتلال، أما اليوم فالخطر قادم من أسفل الأرض وفق مخططات لا نعرف شيء عن تفاصيلها، ولكن نعرف أنها تسعى بشكل أساسي إلى تهجرينا وإحلال المستوطنين والغرباء".

"لا يكاد يمر يوم أو ليلة دون أي نسمع أصوات آلات الحفر القوية وأصوات المستوطنين الذين يعملون أسفل الأرض لإقامة أنقاق تربط الكتل الاستيطانية بالمسجد الأقصى وتسهل عمليات الاقتحام اليومية لباحات القدس"، تضيف أم ضياء.

وتشير الحاجة الخمسينية إلى أن التصدعات عمت جميع أرجاء البيت وتحديدا الطابق السفلي منه والذي يعيش بداخله ستة أفراد، مبينة أن التشققات تزداد حدة مع مرور الوقت دون أن تتمكن من معالجتها خشية إصدار بلدية الاحتلال قرار فوري بالهدم بذريعة البناء دون ترخيص مثلما حدث مع عائلات مقدسية عديدة.

ولا تختلف تفاصيل معاناة عائلة "محمد عيد" عن سابقتها كثيرا، فلقد اضطرت إلى هدم منزلها بحي بئر أيوب ببلدة سلوان بأيادي أبنائها، خشية من دفع غرامات مالية باهظة تزيد عن ألفي دولار، في حال نفذت جرافات الاحتلال قرار الهدم بحجة البناء دون ترخيص.

ولم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بذلك بل راح يلاحق العائلة من منطقة إلى أخرى تحت حجج مختلفة، تسعى إلى طرد العائلة كليا خارج أسوار مدينة القدس المحتلة.

ويقول رب العائلة الحاج صالح "قبل قرابة الشهرين تلقينا قرار بإعادة هدم المنزل مجددا ولكن هذه المرة بواسطة جرافات الاحتلال وهو ما جرى تنفيذه على الفور، وبعدما انتقلنا إلى منزل أخرى للعائلة تلقينا إشعار هدم جديد مع دفع غرامة مالية شهرية بمقدار 700 شيكل كلما تأخرت عملية إخلاء المنزل تمهيدا لهدمه".

ونوه الحاج صالح إلى أن أهالي القدس عموما والمنطقة المحيطة بالمسجد يتعرضون باستمرار ضغوط نفسية واقتصادية وسياسية بهدف دفعهم إلى ترك منازلهم عنوة أو بيعها لسماسرة يهود.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن سلطة الآثار التابعة للاحتلال وبتمويل من جمعية "إلعاد" الاستيطانية تقوم بالحفريات وسط الطريق عند مدخل حي وادي حلوة في بلدة سلوان على طول نحو 25 مترا وعرض عشرة أمتار، بهدف ربط شبكة من الأنفاق أسفل تلك المنطقة يستعملها الاحتلال مسارات سياحية تلمودية لنقل روايته الصهيونية حول الأقصى.

تفريغ القدس

بدوره، أوضح عضو لجنة الدفاع عن أهالي حي سلوان فخري أبو دياب أن الاحتلال شرع منذ احتلاله لمدينة القدس عام 1967 في وضع خطط تفصيلية للمشاريع التهويدية وبعد توقيع اتفاقية أوسلو مع السلطة الفلسطينية، انتقل إلى مرحلة التنفيذ التي شهدت تسارع كبير عقب انطلاق انتفاضة الأقصى 2000.

وذكر أبو دياب خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يستهدف الوجود العربي والفلسطيني في جميع أحياء وبلدات مدينة القدس ضمن حرب استنزاف عامة، ولكن التركيز الأكبر على البلدات المحيطة بالمسجد الأقصى كبلدة سلوان، التي يوجد بها قرابة 5600 وحدة سكنية مهددة بالهدم والإزالة.

وبين أبو دياب أن الغاية الأساسية من وراء استهداف الحضن الفلسطيني المحيط بالأقصى، هي السعي وراء إقامة ما يسمى بـ"الهيكل"، لذلك تسارع جرافات الاحتلال الوقت لإزالة جميع العوائق التي تصطدم بمشاريع التهويد والاستيطان، كالمقابر الإسلامية والمنازل القديمة والأحياء السكنية.

ولفت أبو دياب إلى أساليب الضغط الإسرائيلية على المقدسيين تأخذ أشكال مختلف فبعضها سياسيا واجتماعيا والكثير منها اقتصادي بحت عبر الإغراءات المالية والصفقات المشبوه، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الجمعيات الاستيطانية قطعت شوطاً كبيراً في مشاريعها من خلال بناء ما يعرف بمدينة "داود" التلمودية.

اخبار ذات صلة