تفيد تقارير عبرية، استنادًا لمعطيات رسمية عن مسؤولين، بخشية "جيش" الاحتلال والاستخبارات الإسرائيلية، من عملية "لبننة الميدان" في الضفة الغربية المحتلة، التي تذكّرهم بقتال حزب الله واستخدامه العبوات الناسفة في التسعينيات من القرن الماضي أثناء احتلال "الجيش" الإسرائيلي جنوب لبنان، قبل انسحابه عام 2000 نتيجة عمليات المقاومة.
وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أن تطور العبوات الناسفة بات هاجساً لدى "إسرائيل"، وأن تهديدها في الضفة ازداد خطورة في الفترة الماضية.
وبحسب القناة، فإن بعض العبوات يحتوي على عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة التي يجري تفجيرها عن بُعد، بينما يقوم المقاومون بزراعتها تحت طبقة الأسفلت في الشوارع.
ووفقاً للخبراء تقول القناة الإسرائيلية إن "الجيش" الإسرائيلي يستعين بجرافات مصفحة لتجريف الشوارع قبل اقتحام الآليات الأخرى، وذلك حتى تنفجر هذه العبوات بالجرافات.
وتؤكد القناة الـ"12" الإسرائيلية، أن المقاومة عملت على طمر العبوات بشكل أعمق، تفادياً لكشفها من جرافات الاحتلال، إذ كانت العبوات تطمر على عمق عشرات السنتيمترات ثم تعبّد فوقها الطرقات أو الأرصفة.
وبدأت المقاومة إثر عمليات تجريف سابقة، في طولكرم وجنين ومدن أخرى في الضفة الغربية، بطمر العبوات على عمق متر وأكثر. ونتج من ذلك بحسب القناة، نجاح المقاومة في تفجير عبوات بالجنود الإسرائيليين، رغم مسح قوات الهندسة للطرقات التي انفجرت فيها هذه العبوات.
وأشارت القناة إلى أنه لا يكاد يمر اقتحام إسرائيلي لمدن ومخيمات الضفة الغربية إلا وتستخدم المقاومة فيها العبوات الناسفة التي باتت تشكل "عبئاً عملياتياً". وكان آخرها استهداف المقاومة القوات الإسرائيلية بعبوة ناسفة في محيط مخيم نور شمس في طولكرم في 9 تموز/يوليو الحالي، واعتراف الاحتلال بمقتل الجندي سائق آلية النمر التي دمرها المقاومون في مخيم نور شمس.
وكشفت قناة "كان" الإسرائيلية في الأول من تموز/يوليو الجاري، أن العبوات الناسفة التي استخدمتها المقاومة أسفرت عن مقتل ضابط وجندي وإصابة 17 آخرين في جنين وطولكرم.
ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قرر "الجيش"، بهدف تقليص تعرض قواته للعبوات، تكثيف الهجمات الجوية، وزيادة المراقبة الاستخبارية، وحظر إدخال الأسمدة إلى الضفة الغربية.
وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي في 10 تموز/يوليو، حملةً عسكريةً واسعةً في مدن الضفة الغربية وبلداتها، استهدفت خصوصاً المشاتل الزراعية، ومحال المواد الزراعية، والعيادات البيطرية، وادّعى فيها "الجيش" أنها تسعى لتعطيل العبوات ناسفة وتدمير ورش مواد متفجرة.
وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن "الجيش" الإسرائيلي يشعر بقلق كبير من إدخال "سلاح كاسر للتوازن" إلى الضفة الغربية، عبر المحاولات المستمرة من حركات المقاومة الفلسطينية وإيران.
وفي هذا السياق، نقلت القناة الـ"12" الإسرائيلية عن مسؤول في "الجيش" الإسرائيلي قوله "تطمح حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله لإغراق المنطقة بعبوات ناسفة لاستهداف الجيش الإسرائيلي".
وتخشى قيادة المنطقة الوسطى وفرقة الضفة الغربية في "جيش" الاحتلال، بحسب القناة، من اليوم الذي سينجح فيه "الإيرانيون في إدخال عبوات ناسفة معيارية إلى الضفة ويكون تأثيرها أكثر فتكاً".
وتخاف حكومة الاحتلال وقيادة "الجيش" من تحوّل في الضفة الغربية إلى ما يشبه المقاومة في غزة ولبنان، مع تصاعد العمليات في مدن وقرى ومخيمات الضفة، كمّاً ونوعاً، وتطوّر مسار العمليات العسكرية في الضفة، والأسلحة والقدرات التي يمتلكها المقاومون فيها.
وشهد عمل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تطوراً نوعياً وبارزاً بعد ملحمة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عبر التوسع في استخدام العبوات الناسفة التي باتت تمثل هاجساً للاحتلال، حتى أصبحت العبوات أحد أهم الأسلحة التي تمتلكها المقاومة في مواجهة الاحتلال.