قائمة الموقع

الاحتلال ينشر نتائج تحقيقاته في اقتحام القسام كيبوتس "بئيري".. وهذا أبرز ما أفصح عنه !

2024-07-11T21:36:00+03:00
صورة من الأرشيف

اعترف جيش الاحتلال، اليوم الخميس، لسكان مستوطنة بئيري المحاذية لقطاع غزة بأنه فشل في حمايتهم يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونشر الجيش، مساء اليوم، الخميس، نتائج تحقيقاته في اقتحام مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسيطرتهم على كيبوتس بئيري في "غلاف غزة"، خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وكشف عن سلسلة من الإخفاقات القيادية والعملياتية تؤكد “فشل الجيش في حماية الكيبوتس”.

ويستدل من نتائج التحقيق، أن الجيش الإسرائيلي ترك أهالي الكيبوتس وعناصر "الفرق المتأهبة" وهي قوة حراسة صغيرة، يقودها عسكري مسؤول عن أمن البلدة، وقوات الأمن المحلية، يواجهون مصيرهم لساعات طويلة قبل التدخل العسكري في محاولة لاستعادة السيطرة على الكيبوتس الذي سقط بيد عناصر القسام.

وأفادت صحيفة هآرتس، بأن دانييل هاغاري المتحدث باسم الجيش قدم اعتذاره للسكان برفقة اللواء ميكي إدلشتين، مؤكدًا أن هذا التحقيق عسكري وليس لجنة تحقيق حكومية.

وأشار هاغاري إلى أن الجيش "فشل في حماية الكيبوتس (المستوطنة)"، مشددًا على أن الجيش لم يكن حاضرا في بئيري بأعداد كافيةوكشف التحقيق أن المواطنين وفرق الطوارئ المحلية هم من دافعوا عن الكيبوتس.

وأظهر التحقيق أن الجنود الذين حضروا إلى كيبوتس بئيري في ذلك اليوم قاموا بإنقاذ الجنود المصابين قبل المدنيين ولم يزودوا السكان بأدوات الحماية اللازمة.

ووفقا للتحقيق، فقد أسفرت الأحداث عن مقتل 101 مستوطن مدني و5 من أعضاء فريق الطوارئ، بالإضافة إلى 8 من أفراد الشرطة و18 من أفراد الجيش.

وأشار التحقيق إلى أن قوات مختلفة وصلت إلى كيبوتس بئيري يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها لم تدخل المنطقة بسبب عدم إصدار أوامر، مما أدى إلى زيادة عدد القتلى المدنيين.

تسلسل الأحداث

وبموجب التحقيق، تم تقسيم التسلسل الزمني بناء على مراحل رئيسية:

1) “بداية الهجوم وتنقل المقاومين من غزة إلى كيبوتس بئيري – اعتبارًا من الساعة 06:30 وحتى الساعة 06:45 من صباح 7 تشرين الأول/ أكتوبر”.

2) “بداية الهجوم البري على بئيري – اعتبارًا من الساعة 06:45 وحتى الساعة 09:00 من صباح 7 تشرين الأول/ أكتوبر. في هذه المرحلة تسلل المقاومون الأوائل إلى أرض الكيبوتس من اتجاهين. القتال بأكمله خاضه في هذه المرحلة أفراد وحدة الطوارئ المدنية وسكان الكيبوتس الذين انضموا إلى القتال”.

3. “احتلال الكيبوتس اعتبارًا من الساعة 09:00 صباحًا وحتى الساعة 13:30 ظهرًا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. طيلة هذه المرحلة استمر أفراد وحدة الطوارئ المدنية وسكان بئيري في القتال، وعملوا على تشكيل خط دفاعي لكبح الهجوم.

وبيّن التحقيق أن القوة الأولى التابعة للجيش الإسرائيلي وصلت في هذه المرحلة الزمنية، غير أنها “أصيبت، ونقلت الجرحى، وغادرت البلدة لتتمركز عند مدخل الكيبوتس حيث حاربت المقاومين الذين وصلوا إلى بوابة الدخول. وحتى انتهاء هذه المرحلة يقدم العدو على عمليات الاختطاف (الأسر) من بئيري”.

وجاء في التحقيق انه “في ظل تعدد ساحات الهجوم والصعوبة العملياتية في التنقل عبر المحاور ونقل القوات العضوية، تقرر تعيين قائد رفيع المستوى يتولى قيادة القوات التي وصلت إلى المنطقة وإدارة القتال”، وذلك في المرحلة الزمنية الثالثة – من الساعة 09:00 صباحًا وحتى الساعة 13:30 ظهرًا.

4. “مرحلة كبح العدو – اعتبارًا من الساعة 13:30 ظهرًا وحتى الساعة 22:00 ليلاً في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. في هذه المرحلة بدأ وصول قوات بأعداد أكبر إلى بئيري. عند الساعة 16:15 عصرًا تصل فرقة ‘هبازاك‘ (99) إلى بئيري لتباشر تنظيم القيادة والسيطرة”.

وأوضح التحقيق أنه “قُبيل الساعة 18:00 مساءً خاض حوالي 700 مقاتل تابع للجيش وأجهزة الأمن القتال في منطقة الكيبوتس. اعتبارًا من ساعات ما بعد الظهر بدأ إجلاء السكان”.

5. “استعادة السيطرة العملياتية على أراضي الكيبوتس – اعتبارًا من الساعة 22:00 ليلاً وحتى الساعة 05:00 فجرًا من الليلة بين 7 و8 تشرين الأول/ أكتوبر. في هذه المرحلة تم تنفيذ جل عملية إجلاء السكان والانتهاء من تمشيط معظم أراضي الكيبوتس. وفي نهاية المطاف تم تحقيق السيطرة العملياتية لأجهزة الأمن على بئيري”.

6. “تمشيط واستكمال عملية تطهير الكيبوتس – اعتبارًا من الساعة 05:00 فجرًا وحتى الساعة 15:00 ظهرًا في 8 تشرين الأول/ أكتوبر. في هذه المرحلة تم إعادة تمشيط الكيبوتس فيما استمر القتال في عدة أماكن محدودة”.

خلاصة الاستنتاجات التي وصل إليها التحقيق

وبحسب نتائج التحقيق، "لم يكن الجيش الإسرائيلي مستعدا لسيناريو تسلل واسع النطاق كما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والذي يتضمن مناطق تسلل متعددة لآلاف المخربين، والهجوم في عشرات النقاط المحورية في نفس الوقت، إذ تناول السيناريو الحرب (الذي استعد له الجيش) عمليات تسلل فردية وموضعية".

ووفقا للتحقيق، "تكيفت القوات مع هذا السيناريو وتم تحديد انتشار القوات على أساسه. وبناء على ذلك لم تكن هناك قوات احتياطية إضافية في المنطقة يمكن إرسالها إلى بئيري. وقد تم إرسال كافة تعزيزات الجيش الإسرائيلي إلى القطاع”، وأفاد التحقيق بأنه “سيتم فحص عمل هذه القوات في التحقيق العام، ولا يزال موضوع الاستعدادات وسيناريو الحرب المرجعي قيد الفحص كجزء من تحقيق موسع حول مفهوم الدفاع والاستخبارات".

"تحقيق لا يحمل أحدا المسؤولية"

من جهته، أكد رئيس مجلس أشكول الإقليمي أن التحقيق بشأن أحداث كيبوتس بئيري يوم 7 أكتوبر 2023 لا يسفر عن تحميل أحد المسؤولية أو الذنب، معتبرًا أن هذا الاتجاه يعكس الوضع السائد في "إسرائيل".

وقال رئيس المجلس في تصريحات نقلتها صحيفة (إسرائيل هيوم) إن ما حدث في ذلك اليوم يُعد “أكبر كارثة في تاريخ البلاد”، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية والعسكرية لم تتخذ أي إجراءات فاعلة.

وتحدث أحد سكان المستوطنة، وَفق ما نقلته هآرتس، أن التحقيق كشف عن “إطلاق أكثر من قذيفتي دبابة على منزل كان يتحصن فيه مسلحون من حماس مع رهائن”.

وأكد أن التحقيق ركز على قرارات القادة الميدانيين من المستوى المتوسط دون توضيح دور القيادة العليا.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن أحد المستوطنين قولهم “الجيش الإسرائيلي لم يكن موجودًا وفشل في حماية الكيبوتس”، مشيراً إلى تأخر وصول القوات إلى المنطقة.

وأكدت الهيئة أن نتائج التحقيقات أظهرت فشلًا في الاستخبارات وحماية الحدود، بالإضافة إلى عدم الاستجابة لنداءات السكان للمساعدة.

عدم رضا من سكان "بيئري"

ونقلت هيئة البث العبرية، عن سكان الكيبوتس قولهم إنهم غير راضين عن نتائج التحقيق العسكري، وطالبوا بمراجعة شاملة لسلوك جميع الأطراف المعنية.وأشار السكان إلى أن التحقيق الحالي لم يوضح بشكل كافٍ أسباب تأخر الاستجابة العسكرية وعدم الحماية الفورية، مما أدى إلى استمرارية التهديدات لساعات.

ووجه أعضاء كيبوتس "بئيري" انتقادات شديدة للجيش الإسرائيلي اليوم، الخميس، ووصفوا أداء الجيش بأن كان “رخوا”، بعدما استمعوا إلى تقرير الجيش حول تحقيقه في الأحداث التي دارت في الكيبوتس أثناء هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حركة حماس على “غلاف غزة”، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

واستمع أعضاء الكيبوتس إلى نتائج تحقيق الجيش في فندق في البحر الميت، الذي نقلوا إليه قبل تسعة أشهر. وقدم نتائج التحقيق الجنرال في الاحتياط، ميكي إدلشتاين، والناطق العسكري، دانيال هغاري، ومندوبين آخرين عن الجيش الإسرائيلي.

وذكر موقع “زمان يسرائيل” الإخباري أن أعضاء كيبوتس “بئيري”، الذين أدلى معظمهم بإفادات لتحقيق الجيش واطلع بعضهم على نتائجه، لا يولون أهمية كبيرة لنتائج التحقيق. “فقد تواجدوا في الكيبوتس في 7 أكتوبر وهم يعلمون ما الذي حدث فيه”.

وأضاف الموقع أنه “بالنسبة لأعضاء الكيبوتس، تحقيق الجيش الإسرائيلي يركز على مسائل تكتيكية. لكنه يُبقي الأسئلة الكبيرة مفتوحة: لماذا تخلت دولة إسرائيل بصورة مخزية فعلا عن الدفاع عن مواطنيها وجنودها في صباح ذلك اليوم؟”، وكيف تمكن مقاتلي حماس من التجول لساعات طويلة في الكيبوتس؟.

وفي 7 أكتوبر 2023، شنت فصائل المقاومة الفلسطينية هجومًا مفاجئًا على 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الإسرائيليين، واصفين الحدث بأنه “فشل استخباري وأمني وعسكري”.

اخبار ذات صلة