قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إنّ التوصل لوقف إطلاق نار في غزة، هو السبيل الوحيد كَي يتوقف إطلاق النار من لبنان، حيث رأى أن "الاحتلال الإسرائيلي في مأزق (هناك)، وليس لديه خيارات".
وأضاف نصر الله، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء، خلال تأبين أحد قادة حزب الله، والذي استشهد بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان، إن "ما تقبل به حركة حماس سنقبل به جميعا". ولفت إلى أن "حماس تفاوض بالنيابة عن نفسها وعن الفصائل وعن محور المقاومة، ونحن نرضى بما ترضى به".
وأكّد أنه "إذا توقف إطلاق النار في غزة، سنوقفه بلا نقاش"؛ غير أنه شدّد على أنه "تحضّرنا ونتحضّر بشكل دائم لأسوأ الاحتمالات، ولا نخشى الذهاب للحرب أو أي خيار، وإن كنا نتطلع للإيجابيات".
وذكر نصر الله أن "الاحتلال يخفي إصاباته في شمال إسرائيل"، مشيرا إلى أن "هذه الجبهة ماضية في تحقيق هدفها". كما أضاف: "أشغلنا جزءا كبيرا من قوات العدو، وأبعدناه عن المعركة في غزة، وأكدنا أن الشمال مرتبط بغزة".
وذكر أن "مقتل قادة من حزب الله زاد مدى صواريخ المقاومة التي تصل إلى عمق أراضي العدو"، مضيفا: "العدو استخدم ضدنا كل أسلحته وأجهزته الاستخبارية ولم يستطع اغتيال سوى عدد محدود من مقاتلينا".
وأضاف أن "(رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين) نتنياهو، اعترف ضمنيا بفشل الجيش في قطاع غزة قبل البدء في عملية رفح"، مشيرا إلى أن "نتنياهو لا يدرك ما يقول وإصراره على عملية رفح إقرار بالهزيمة، وعدم تحقيق أي نصر في المعركة".
وذكر أن "عدة ألوية بمساندة الطائرات دخلت رفح، وقال الاحتلال إنه سينهي المعركة خلال 3-4 أسابيع لكنه فشل".
ولفت إلى أن هدف "جبهة الإسناد اللبنانية في طوفان الأقصى هو استنزاف العدو وتفويت الفرصة عليه لحسم المعركة في غزة"، مشيرا إلى أن لدى الحزب "أكثر من 100 ألف ضابط وجندي منذ عشرة أشهر وباقون لمواجهة العدو".
وقال نصر الله إن "الأطراف الدولية تدرك أن وقف إطلاق النار في شمالي إسرائيل مرتبط بوقف العدوان على غزة"، مضيفا: "التزامنا بمعركة طوفان الأقصى كان التزاما بالشكل والمضمون منذ اليوم الأول واعتبرنا أنفسنا جزءا منها".
وتابع: "نحن أمام جيل جديد من قادة الاحتلال النرجسيين المستعدين للتضحية بكل شيء في سبيل بقائهم في السلطة".
وأضاف نصر الله: "بعد 10 أشهر من العدوان الفشل هو عنوان المعركة الإسرائيلية في قطاع غزة".
وأشار إلى أن "الاستنزاف في غزة وفي شمال إسرائيل، يؤدي إلى أزمة اجتماعية لدى العدو، يحتاج معها إلى مزيد من الجنود". وذكر نصر الله أن "إبعاد حزب الله عن الحدود 8 أو 10 كيلو مترات لن يحل مشكلة العدو".
وعَدَّ نصر الله أن "العالم بأسره، سلّم بأن إسرائيل غير قادرة على حسم المعركة في غزة". وشدّد على أن "صمود المقاومة في غزة أمام العدو، هو حماية لكافة جبهات المقاومة وأولها لبنان".
وقال نصر الله إن "لغة التهديد والوعيد الإسرائيلية للبنان تراجعت في الآونة الأخيرة بسبب ردود فعلنا على الاغتيالات"، مضيفا: "أطلقنا بعد 7 أكتوبر صواريخ بمدى 8 كيلومترات وأخرى بمدى 10 كيلومترات تجاه شمال فلسطين المحتلة".