قائمة الموقع

بهاشتاق "مش طالعين" أهالي غزة والشّمال يرفضون الإخلاء وخديعة "الممرات الآمنة"

2024-07-10T14:44:00+03:00

"بالغزاوي مش طالع، بدي أموت في بيتي" الصمود الذي أبداه المواطن نبيل الشوا الذي استشهد في منزله الواقع بحي الشجاعية بمدينة غزة في 27 يونيو/ حزيران الماضي خلال اجتياح الاحتلال رافضا الخروج وكتب تلك الكلمات قبل استشهاده، لم يتغير لدي أهالي غزة وشمال القطاع بعد إلقاء جيش الاحتلال أوامر إخلاء نحو جنوب القطاع.

وأطلق أهالي المدينتين اللتين تعيشان الجوع والفقر وتشهد مدينة غزة تحديدا اجتياحا بريا إسرائيليا في حيي الشجاعية وتل الهوا وهو ذاته الذي شهدته محافظة الشمال قبل نحو شهر، هاشتاج "#مش _طالعين" ردا على دعوات الاحتلال إخلاء مدينة غزة، مؤكدين أن خديعة "الممرات الآمنة" لن تنطلي عليهم كما روجها الاحتلال في موجة النزوح الأولى، والتي عانى خلالها النازحون من ويلات العيش في الخيام بعيدا عن بيوتهم فضلا عن استهدافهم وقتلهم فيها.

ويعيش النازحون جنوب قطاع غزة أوضاعا مأساوية وكارثية، سواء بالتنقل بين المحافظات التي يجتاحها الاحتلال، والعيش في خيام لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، وفي أماكن مكتظة تفتقر لأدنى متطلبات الحياة ويعانون من شح مياه الشرب والغسل.

وأمام منشورات الإخلاء طلب نازحون استجابوا للاحتلال بالنداء الأول بعد تجربتهم المريرة خلال تسعة أشهر من العيش في الخيام لمن بقي بغزة والشمال بعدم الاستجابة لخديعة الاحتلال هذه المرة، فكتب الناشط Abdallah shrsharah "لا أتدخل مطلقا في قرار كل شخص، لكن لو كنت بمدينة غزة وبدون مواربة، لن أنزح، وأنا نادم على قرار نزوحي وأعتقد أنه خطيئة مجتمعية.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الهاشتاق فكتب، الصحفي محمود العوضية على الوسم "إياكم ثم إياكم، على أرواحنا مش طالعين، ما صبرنا هالفترة عشان نطلع. ما جعنا عشان نطلع"، خاتما منشوره بالتأكيد على تجذره في بيته "نحن حراس الشمال والأمل لعودة أهلناوأحبابنا".

أما مراسل قناة الجزيرة في شمال القطاع أنس الشريف فكتب على صفحته على فيسبوك وهو يرتدي درعه الصحفي ويجلس على ركام أحد البيوت أثناء مهمة عمل "هينا قاعدين في الشمال ومش طالعين وين بدنا نروح؟".

وليس بعيدا عن المشهد نشر الناشط عامر أبو القمصان صورة على ركام بيته وعلق عليها "مش طالعين من هاي الأرض مهما طالت الحرب ومهما تجبر العدو ومهما جوعونا وحاصرونا ومهما منعوا عنا الزاد والمال وحنعيدها أجمل مما كانت".

وبذات نبرات الإصرار وتأكيد البقاء في المدينتين كتبت نسمة الدحدوح في صيغة سؤال "يعني النا تسعة أشهر قاعدين وصامدين. تحملنا جوع وعطش وتلوث وخوف وكل المصايب اللي عشنا فيها وما طلعنا بدكم اليوم نطلع؟" لترد على نفسها في نهاية منشورها "لا مش طالعين وهينا قاعدين، باستشهد بداري وببلدي".

"إننا متمسكون بأرضنا كأشجار الزيتون في الأرض نشرب من زيتها ونأكل من أوراقها (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)" يقول المواطن محمد كباجة لموقع "فلسطين أون لاين"، والذي يتواجد بمدينة غزة برفقة زوجته وأولاده.

ورغم عدم وجود أي شيء يعزز صمود الناس في حسابات "الورقة والقلم" كما يصف كباجة من مأكل ومشرب سوى الطحين وبقايا المعلبات التي فتكت بأجساد الناس من سوء التغذية وشبه انعدامها، لكن "الذي وهبنا الحياة هو الذي يطعمنا من جوع بدون حول ولا قوة منا (الناس معظمها راضية محتسبة وهذا قمة الإعجاز لأهل غزة وشمالها)" أضاف.

ويدرك كباجة كغيره من الناس في غزة  أكذوبة "الممرات الآمنة" التي وقع في فخها آلاف النازحين قائلا: "أكاذيب المحتل لا تنطلي علينا فقد جرب شعبنا هذه الأكاذيب وها هو اليوم يتنقل من مخيمات الموت من مكان إلى آخر فكيف لنا أن نصدقها بعد مُضي أكثر من ٩ شهور ؟!، فنحن باقون بإذن الله بصوت واحد ننردد :(ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي ) نفر من قدر الله لقدر الله ".

ورغم اقتراب أصوات القذائف والقصف من بيت نزحت إليه المواطنة ابتسام بمدينة غزة، إلا أنها كانت منهمكة لحظة إلقاء منشور إخلاء المدينة في إعداد الخبز لإطعام أولادها وأحفادها، تختار الصمود داخل جدران وشوارع مدينة غزة وشمالها المدمرة على الذهاب نحو الجنوب.

صايمة التي عاشت الويلات بعد استشهاد ابنتيها وحفيديها في قصف إسرائيلي لمنزلها في 15 يناير/ كانون ثاني وتنقلت بين بيوت عديدة بعد هدم منزلها، ترفض حتى فكرة الخروج من منزلها والانتقال من داخل غزة لشمالها.

 وعن سبب تجذرها في المدينة تقول لموقع "فلسطين أون لاين": "لدي أقارب في جنوب القطاع وأتابع معهم الأوضاع الصعبة هناك، لذلك أفضل البقاء في غزة والصمود والصبر حتى تتوقف هذه الحرب، فنحن لن تنطلي علينا الخديعة مرتين وسنتكئ على عكاكيز الصبر أمام التشريد والتجويع".

اخبار ذات صلة