قائمة الموقع

المسنة "سوسن جاب الله" مفقودة منذ 50 يوماً وعائلتها تناشد لمعرفة مصيرها

2024-07-10T10:51:00+03:00

"أتمنى أشوف شقيقتي وأعرف مكان تواجدها، هل هي شهيدة أم ما زالت على قيد الحياة"، لم يجد المواطن أحمد جاب الله (40 عاماً) سوى تلك الكلمات المؤلمة بعدما فقد الأمل بالعثور على شقيقته سوسن (54 عاماً) المفقودة منذ الاجتياح الإسرائيلي الأخير لمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

بدأت تفاصيل الحكاية في الحادي عشر من شهر مايو/ أيار الماضي، حينما همّ سكان مخيم جباليا شمالي القطاع بالنزوح إلى المناطق الغربية للقطاع، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي نيته شن عملية عسكرية برية في ذلك الوقت.

داهم الخوف منزل "أحمد" الذي يعيش مع عائلته المكونة من 6 أفراد مع شقيقته "سوسن" التي تقطن في بيتها الذي لا يتجاوز 50 متراً والواقع في شارع السكة شرقي مخيم جباليا، فحين همّ بالخروج من المنزل رفضت شقيقته النزوح وأصرّت على البقاء لوحدها، علماً أنها تعاني من أمراض عدّة أبرزها "السُمنة المُفرطة وضغط الدم"، حسبما يروي "أحمد".

محاولاتٍ عدّة أجراها "أحمد" لإقناع شقيقته لكن جميعها باء بالفشل، فاضطر للنزوح مع عائلته إلى منزل أحد أقاربه الواقع في منطقة "الصفطاوي" شمالي مدينة غزة، وظّل القلق يرافقه على شقيقته "سوسن" التي لم تستجب لكل محاولات اقناعها بالنزوح، وفق ما ذكره "أحمد" لمراسل "فلسطين أون لاين".

مرّت تلك الليلة التي أمضاها "أحمد" بلا شقيقته سوسن "صعبة وثقيلة" كونها تمكث في بيتها والجيش الإسرائيلي باشر باجتياح مخيم جباليا، ففي اليوم الذي تلاه (12/ مايو) توجه إلى منزل شقيقته بُغية اقناعها لمغادرته مرّة أخرى لكنه فشل بذلك، حسب "أحمد".

ويحكي أنه استمر بالتواصل مع شقيقته عبر رسائل الهاتف لمدة أربعة أيام فقط، وبعدها انقطع الاتصال معها مُطلقاً، مشيراً إلى أنه لم يستطع التوجه إلى المنزل بسبب قسوة العملية العسكرية الإسرائيلية التي بلغت ذروتها في ذلك الوقت.

وبعدما انتهت العملية العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 20 يوماً، وخلّفت عشرات الشهداء والجرحى، ودماراً هائلاً في المنازل والمرافق العامة، عاد "أحمد" إلى منزل شقيقته فلم يجدها ولا أغراضها الشخصية مثل "الكرسي المتحرك والعكاز الطبي والأدوية الخاصة بها"، يضيف "أحمد".

حالة من القلق سيطرت على أحمد، فأخذ يبحث عنها في أرجاء المنزل والمنازل المجاورة التي أصبح عدداً منها أكواماً من الحجارة ومن بينها منزله نتيجة القصف الإسرائيلي الهمجي، حيث يقول إنه "اضطر للحفر عدة أمتار تحت الركام في سبيل البحث عنها ولم يجدها".

ويتابع أحمد الذي يعاني من مرض السرطان منذ 6 سنوات، إنه منذ ذلك التاريخ وهو يحاول البحث والنبش في منزلها ومنازل الجيران عنها دون جدوى، لافتاً إلى أنه تواصل مع المنظمة الدولية للصليب الأحمر والدفاع المدني والمستشفيات في شمال القطاع وأبلغهم بفقدان شقيقته.

لم يكل "أحمد" أو يمل من البحث عن شقيقته، حيث لا يزال حتى اليوم يواصل الحفر والنبش في المنازل القريبة من منزلها، علّه يجدها أو أي آثار من مقتنياتها الشخصية دون جدوى حتى هذا الوقت، وفق ما يقول.

ويناشد "أحمد" الصليب الأحمر وكل الجهات المعنية بضرورة مساعدته في البحث من أجل معرفة مصير شقيقته المجهول منذ قرابة شهرين.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي، فإن هناك أكثر من 10 آلاف بينهم 3 آلاف امرأة مفقوداً منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

اخبار ذات صلة