قائمة الموقع

صحف عبرية تجيب: ما هو الثمن الذي يخشاه نتنياهو من صفقة مع حماس؟

2024-07-09T18:33:00+03:00
نتنياهو.jpg

تناولت صحف عبرية، ضرورة القبول بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، على الرغم من أنّها "سيئة بالنسبة لإسرائيل"، التي تخوض الحرب منذ 9 أشهر من دون أن تحقق أياً من أهدافها المعلَنة.

وفي مقال للصحافي الإسرائيلي بن درور يميني، أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أنّ "نشاط إسرائيل الحالي لا يؤدي إلى انتصار مطلق في قطاع غزة، بل يؤدي فقط إلى تفاقم الفشل المعروف".

وأمام ذلك، طرحت الصحيفة احتمال أن "يدعم نتنياهو أخيراً مبادرته الخاصة"، موضحةً في هذا الصدد أنّ ما قدّمته حركة حماس "هو رد لا اقتراح"، وما قدّمه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في الـ31 من أيار/مايو الماضي، هو "في الأساس اقتراح إسرائيلي من نتنياهو".

"هل يدعم نتنياهو السياسي مبادرة نتنياهو رئيس الحكومة؟"

"يديعوت أحرونوت" قالت إنّ لدى "إسرائيل" نتنياهو "رئيس الحكومة، الذي قدّم الاقتراح إلى الولايات المتحدة، ونتنياهو ثانياً، وهو السياسي الذي يعارض رئيس الحكومة".

ووفقاً لها، يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كان نتنياهو السياسي يدعم مبادرة رئيس الحكومة.

في هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى اجتماع كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية وفريق المفاوضات، والذي أصدر نتنياهو بعده بياناً عرض فيه النقاط الـ5 التي ينوي الإصرار عليها في الحرب.

ولدى تناولها البيان، وصفته الصحيفة بـ"بيان الإفشال"، مؤكدةً أنّ نتنياهو "لا يريد الصفقة"، ومشيرةً إلى أنّ البند الأول مما أعلنه نتنياهو هو الأهم، ومفاده أنّ "أي اتفاق سيسمح لإسرائيل بالقتال مرةً أخرى، حتى تتحقق جميع أهداف الحرب".

لكن هذا البند يمثّل "تناقضاً صارخاً مع مخطط نتنياهو نفسه، وهو المخطط الذي قدّمه بايدن"، الذي ينصّ على "نهاية دائمة للأعمال القتالية" بعد تنفيذ المراحل الثلاث للاتفاق.

وفي هذا السياق، نقل كاتب المقال في "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول كبير اطّلع على الاقتراح تأكيده أنّ "بايدن لم يخترع أي شيء" فيه. بعبارة أخرى، تم تضمين وقف الأعمال القتالية في الاقتراح الأصلي، على الرغم من نفي نتنياهو، بحسب الصحيفة.

ويكمن ما يعزّز هذه صحة هذه المسألة في رفض نتنياهو الكشف عن اقتراحه، على الرغم من المطالب المتكررة بأن يقوم بذلك، من وزير "الأمن القومي" مثلاً، إيتمار بن غفير.

أما إذا أصرّ نتنياهو على الاختباء، فـ"من المحتمل أن يكون ما قدّمه غير ممكن القبول من اليمين المتطرّف".

"من يتّخذون القرارات مؤمنون بوهم النصر المطلق"

"يديعوت أحرونوت" أكدت أنّ الصفقة "سيئة بالفعل بالنسبة لإسرائيل"، مضيفةً أنّ حماس "ستعلن الانتصار إذا تم تنفيذها في نهاية المطاف".

ورأت الصحيفة أنّ وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن أنّه لن يؤيد الصفقة، "على حق"، إذ وصفها أمس بـ"صورة انتصار" لرئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، بحيث ستؤدي إلى تحرير الآلاف من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وإضافةً إلى الأسرى الذين "سيسبّب الكثير منهم صداعاً لإسرائيل" بعد تحرّرهم، لا تزال مسألة "اليوم التالي" للحرب غامضة، ما يعني أنّ حماس ستواصل السيطرة على القطاع.

وبحسب ما تابعت، فإنّ هذه الصفقة "مستحيلة بالنسبة للذين نمّوا أوهام النصر المطلق"، مضيفةً أنّ "كل من يتّخذ القرارات يؤمن بهذا الوهم".

إزاء ذلك، رأت "يديعوت أحرونوت" أنّه "ينبغي أن نأمل حدوث معجزة، لكن يجب خفض مستوى التفاؤل"، داعيةً في الوقت نفسه إلى "العمل من أجل إبرام الصفقة السيئة، لأنّ البديل منها أسوأ بكثير".

لا نصر مطلق.. ماذا يجب أن يحدث بعد ليوقف نتنياهو الانهيار؟"

أكدت الصحيفة أيضاً أنّ "إسرائيل لن تجني نصراً عادياً ولا نصراً مطلقاً في هذه الحرب". وفي هذا الإطار، عرضت بعض الخسائر التي تعرّض لها كيان الاحتلال من جراء الحرب.

وأوردت الصحيفة أنّ "1200 إسرائيلي قُتلوا في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي"، يوم اندلاع "طوفان الأقصى"، علماً بأنّ الاحتلال تحدّث في الشهر الأول عن مقتل 1400، ليخفض العدد خلال تشرين الثاني/نوفمبر إلى 1200. ومنذ ذلك الحين، قُتل أشخاص آخرون أيضاً.

وتابعت تعداد الخسائر مشيرةً إلى أنّ جنوداً يضافون كل يوم تقريباً إلى قائمة القتلى، وأنّ مستوطنات غلاف غزة "تحوّلت إلى أنقاض".

أما في الشمال، حيث تستمر المواجهات مع حزب الله، فدُمِّرت مئات المنازل، ولا تزال تُدمَّر. كما تم إجلاء مئات الآلاف من منازلهم، ولا يزال عشرات الآلاف "لاجئين"، بحسب الصحيفة.

ويُضاف إلى ذلك إلى انهيار الشركات في "إسرائيل"، وبلوغ مكانتها الدولية الحضيض الأدنى لها منذ إنشائها عام 1948.

وأمام كل ذلك، أكدت "يديعوت أحرونوت" أنّ "قائمة الضربات التي تتلقّاها إسرائيل تزداد فقط، بينما يصبح كل إنجاز تكتيكي لها إنجازاً استراتيجياً لحماس"، متسائلةً: "ما الذي يجب أن يحدث بعد كي يوقف نتنياهو هذا الانهيار؟".

وفي مقابل عجز "إسرائيل" عن تحقيق أهدافها، نجح السنوار  في "وضع القضية الفلسطينية على الطاولة، ورفع مستوى نزع الشرعية عن وجود إسرائيل بحد ذاته. ونجح مرةً أخرى، وأفشل التطبيع مع السعودية"، بحسب ما أكدت الصحيفة.

وشدّدت الصحيفة أيضاً على أنّ السنوار تمكّن أيضاً "من تقويض علاقة إسرائيل بأهم صديقة لها (أي الولايات المتحدة)"، لافتةً إلى مسألة تأخير توريد الذخائر الأميركية إلى "إسرائيل".

لذلك، "لا جدوى إطلاقاً من الاستمرار في الشيء نفسه على نحو يعمّق الفشل الإسرائيلي"، بحسب "يديعوت أحرونوت". وبدلاً من ذلك، "كان من الضروري التوقف منذ فترة طويلة".

وتابعت الصحيفة: "لم تكن هناك حاجة للانتظار 9 أشهر، ولا لضغط أميركي على نتنياهو للموافقة على الاقتراح الإسرائيلي (الذي قدّمه نتنياهو نفسه)، ولا للمزيد والمزيد من العناوين الرئيسية حول رفض إسرائيل لوقف إطلاق النار".

وختمت مؤكدةً: "لم تكن هناك حاجة للكثير من الضرر الذاتي".

الثمن الذي يخشاه نتنياهو: حل الائتلاف الحكومي !

فيما تقدر مصادر إسرائيلية، أن الخطوط العريضة المتفق عليها للصفقة قد يمكن إحراز تقدم بها، ولكن الثمن سيكون حل الائتلاف الحكومي.

بحسب مصادر أجنبية مطلعة على المفاوضات تحدثت لصحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الولايات المتحدة والدول الوسيطة تولي "أهمية بالغة" لاجتماع القمة الذي سيعقد غداً الأربعاء في قطر.

حيث سيشارك فيه رئيس الموساد دافيد بارنياع، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

وفقاً للصحيفة، فإن الوسطاء ينتظرون أن يسمعوا من رئيس الموساد مجالات المناورة لإسرائيل في البنود المتنازع عليها، وما إذا كان لديها الآن أي مقترحات عملية للسماح بالمضي قدماً في الصفقة بظل ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي.

نقاط الخلاف الرئيسية

ويتعلق الخلاف الرئيس هو مطلب حركة حماس بوقف كامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وما إذا كانت إسرائيل ستضع "فيتو" بهذا الشأن، وكذلك منع مرور المسلحين من جنوب القطاع إلى شماله.

فيما أشارت المصادر الإسرائيلية، إلى أن "المشكلة هي عدم القدرة على التوصل إلى مخطط تفصيلي متفق عليه في الوقت الحالي بشأن الصفقة، والسبب في ذلك، أن نتنياهو يدرك أنه لن يكون لديه حكومة بعد ذلك إذا ذهب للاتفاق".

بحسب الصحيفة، فإن تصريحات نتنياهو لم تساعد على دفع الاتصالات قدماً، بل على العكس من ذلك، فقد عمقت انعدام الثقة بين الطرفين، وجعلت من الصعب على الأطراف التقدم بالاتصالات بشأن المفاوضات.

والأحد، قال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه: "الخطة التي وافقنا عليها ورحب بها (الرئيس الأمريكي جو) بايدن ستسمح لإسرائيل بإعادة الرهائن دون المساس بالأهداف الأخرى للحرب".

وأضاف: "أي اتفاق (مع الفصائل الفلسطينية) سيسمح لإسرائيل باستئناف القتال (لاحقاً) حتى تحقيق جميع أهداف الحرب".

مباحثات إسرائيلية مصرية بالقاهرة

في غضون ذلك، ترأس رئيس الشاباك رونان بار أمس الإثنين، وفداً أمنياً زار القاهرة، للتعامل مع تداعيات الاتفاق، ومطلب حماس بانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من معبر رفح ومحور فيلادلفيا.

بحسب الصحيفة، فإن "إسرائيل تبحث مع مصر كيفية تشغيل معبر رفح، على ما يبدو من خلال مسؤولين لا ينتمون إلى حماس أو السلطة الفلسطينية، وكيف سيكون من الممكن مراقبة عدم عودة محور فيلادلفيا لاستخدامه كطريق تهريب للأسلحة إلى قطاع غزة".

كما يدرس الجانبان المصري والإسرائيلي بناء حاجز تحت أرضي، ووضع أجهزة استشعار من شأنها منع حفر الأنفاق أو تهريب الأسلحة.

 

 

اخبار ذات صلة