فلسطين أون لاين

خلال اجتياح مخيم جباليا الأخير

أسير محرر يروي لـ "فلسطين أون لاين" تفاصيل استخدامه درعًا بشريًا لقوات الاحتلال

...
أسير يروي لـ "فلسطين أون لاين" تفاصيل استخدامه من الاحتلال درعاً بشرياً شمال القطاع
غزة/ نور الدين صالح:

لم تنتهِ حكايات الوجع التي خلّفها الاحتلال الإسرائيلي، خلال اجتياحه الأخير لمخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، في 11 مايو/ أيار الماضي، والتي طالت آلاف المواطنين، لاسيّما النازحين في المدارس.

فقد التقى مراسل "فلسطين أون لاين" مع الأسير المحرر عطالله شبات (28 عاماً) الذي يسرد تفاصيل مرّوعة عن اعتقاله من قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها لمدرسة حلب قرب المستشفى الاندونيسي التي نزح إليها من بلدة بيت حانون شمالي القطاع.

ويروي شبات، إنه بعد مرور أربعة أيام على اجتياح مخيم جباليا، اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة حلب، واعتقلته واقتادته نحو آلياتها ودباباتها العسكرية التي حاصرت المدرسة من جميع الاتجاهات.

ويقول إن قوات الاحتلال استخدمته كـ "درع بشري"، إذ طلبت منه تفتيش كل الصفوف داخل المدرسة التي نزح إليها والمدارس الثلاث المحيطة بها، مضيفاً "الجيش حكى لي ما بدنا نلاقي أي شخص في المدارس وإذا وجدنا أي شخص سنقتله وستكون روحه في رقبتك".

ولم يكن أمام "شبات" خياراً سوى تنفيذ أوامر جيش الاحتلال وإلا سيتم قتله، وفق قوله، متابعاً "دخلت على كل صف وأبلغت النازحين المتواجدين فيه بضرورة الإخلاء لأن الجيش سيقوم بتفتيش المدارس وسيقتل كل شخص موجود".

وبعدما انتهى "شبات" الذي كانت ترافقه طائرة "كواد كابتر" من تفتيش المدارس الثلاثة وإخلاء جميع من فيها، اعتقلته قوات الاحتلال واقتادته إلى سجن "ديسكو" المخصص لتعذيب الأسرى، وفق وصفه.

ويؤكد "شبات" إنه تعرض للضرب المبرح وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين خلال اقتياده إلى السجن، حيث كان معه عدد كبير من الشبان الذي اعتقلهم الاحتلال من المدارس وغيرها من المناطق المجاورة.

ويوضح أنه وجميع الأسرى تعرضوا للضرب بالهروات والأسلحة من جيش الاحتلال والشتائم بألفاظ بذيئة بصورة تفوق الخيال، عدا عن التحقيق مرّات عدة خلال وجوده في السجن.

ووفق شبات، فإن الاحتلال وضعه في سجن يتواجد فيه أسرى ممن تعرضوا للتعذيب المبرح وأصيبوا بأمراض نفسية وعقلية، مشيراً إلى أن الاحتلال أمرّه بضرورة تقديم الخدمة والاعتناء بهم.

ويروي "شبات" تفاصيل قاسية عن أسير كان يتواجد في السجن يُدعى "بدر دحلان" حيث كان جالساً على ركبتيه وهو مكبل اليدين والقدمين ومعصوب العينين، دون أي مراعاة لإصابته في قدميه.

ويُكمل أن "بدر" كان يشعر بالتعب الشديد فيسقط أرضاً يميناً أو يساراً، وحينها يأتي جنود من جيش الاحتلال ويقتادوه إلى خارج السجن، وينهالوا عليه بالضرب المبرح في جميع أنحاء جسده حتى وأُصيب بمرض نفسي أفقده جزءاً من ذاكرته.

ويذكر "شبات" أنه كان يساعد ويعتني بعشرة أسرى ممن جرى تعذيبهم من جيش الاحتلال عبر تقديم الطعام والشراب لهم وتغسيل أجسادهم كونهم مكبلين على مدار الساعة.

ويشير إلى أن جميع الأسرى كانوا يعانون من الإهمال الطبي، حيث لا يتم نقلهم إلى تلقى العلاج، رغم أوضاعهم الصحية الخطيرة.

وبعد أن أمضى "شبات" 25 يوماً داخل سجون الاحتلال ذاق خلالها أصناف العذاب، لم يكن يعلم أنه جاء موعد الإفراج عنه، حسبما يقول، متابعاً "اقتادنا الاحتلال ولم نكن نعلم أننا عائدون إلى قطاع غزة لأننا كنا معصوبي الأعين".

وأكمل "عندما وصلنا إلى حاجز بيت حانون "إيرز" فك الاحتلال العصبة عن عيوننا وأطلق سراحنا وقال لنا أنتم الان في غزة وعليكم التوجه نحو بيت لاهيا".

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكد أنه تلقى شهادات قاسية من معتقلين مُفرج عنهم، تؤكد الدور الوحشي وغير الإنساني والمخالف للقوانين الدولية في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين الذين جرى اعتقالهم من قطاع غزة.