فلسطين أون لاين

حاخام يبعث رسالة "تنديد" إلى السفارة

غضب بـ "إسرائيل" من صحفية يابانية نفت حدوث "جرائم اغتصاب" خلال 7 أكتوبر

...
صورة تعبيرية
غزة/ فلسطين أون لاين:

أثارت تصريحات لصحفية يابانية نفت فيها حدوث عمليات اعتداء جنسي خلال هجوم طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 2023.

وقالت الصحفية أوتاكا  في الفيديو إن "إسرائيل" استخدمت قنابل اليورانيوم المنضب للقضاء على الحياة في قطاع غزة، التي أصبح ترابها ملوثا بفعل مخلفات القنابل المدمرة، وهو ما يتسبب في انتشار السرطان وأمراض تنفسية خطيرة.

كما أكدت أوتاكا أن "إسرائيل" تدفع مبالغ مالية هائلة لتنشيط أعمال اللوبي الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة وأوروبا لحماية مصالح إسرائيل، فضلا عن أنهم يسيطرون على وسائل الإعلام.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن مركز سيمون فيزنتال ومقره الولايات المتحدة دعا الحكومة اليابانية للتنديد علنًا بإنكار حدوث جرائم اغتصاب لإسرائيليات خلال هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مثلما ورد في فيديو الصحفية اليابانية ميكي أوتاكا.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن الحاخام أبراهام كوبر، وهو مسؤول كبير بمركز فيزنتال، بعث برسالة إلى السفير الياباني يامادا، يندد فيها بمقطع الفيديو الذي تحدثت فيه أوتاكا عما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وتحدث الحاخام كوبر في رسالته عما أسماه حالات "معاداة السامية" باليابان، وبينها حالة إلغاء حجز فندق في كيوتو لسائح إسرائيلي، إلى جانب قرار مدينة ناغازاكي دعوة مبعوث فلسطيني لحضور حفل السلام السنوي الذي يقام بالتاسع من أغسطس/آب إحياء لذكرى إلقاء القنبلة النووية الأميركية على المدينة، لكنها حتى الآن لم تدع إسرائيل.

قناعة الصحفية اليابنانية لم تكن وحدها التي تغيّرت، فمؤخرًا بدأ الكثيرون من المجتمعات الأجنبية في تكذيب الروايات "الإسرائيلية" التي روجت عن يوم السابع من أكتوبر، في ظل عدم وجود آدلة واقعية،  وكان أبرزها ما أثبتته وكالة أمريكية بارزة من "كذب" قصص تم تداولها وأخذت تعاطفًا عالميًا قبل أن يكتشف أنها "ملفقة".

وفي 22 مايو الماضي، كشفت  وكالة أسوشيتد برس الأميركية للأنباء، أن الروايات التي تحدثت عن ارتكاب حركة حماس عنفًا جنسيًا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول تبين أنها ملفقة وليست صحيحة، وذلك بعد تراجع "إسرائيلي" عن روايته والتي أخذت انتشارًا واسعًا وتعاطفًا غربيًا.

ونقلت الوكالة عن المستوطن يدعى حاييم أوتمازجين الذي اتهم حماس بارتكاب عنف جنسي قوله: "إن الأمر ليس أنني اخترعت قصة، لكن اتضح أن الأمر مختلف، وقمت بتصحيحه".

وأضاف أوتمازجين أنه لم ينشر أي دليل مقنع لدعم ادعاءات ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

من جانبها، قالت أسوشيتد برس إن ما رواه حاييم أوتمازجين بشأن عنف جنسي في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتردد في أنحاء العالم، اتضح أنه لم يحدث.

رواية الاغتصاب الجنسي

وكان أوتمازجين، الذي عمل متطوعا مع منظمة “زاكا” الإسرائيلية في مستوطنة بغلاف غزة، قال لوسائل الإعلام إنه رأى “جثة مراهقة تعرضت لإطلاق النار، ومنفصلة عن عائلتها في غرفة مختلفة، وسروالها مسحوب أسفل خصرها” وهو ما اعتبره دليلا على تعرضها لعنف جنسي.

وسرعان ما تواصل أوتمازجين مع وسائل الإعلام، وظهر وهو يبكي في جلسة أمام البرلمان الإسرائيلي، تم بثها تلفزيونيًا، وهو يتحدث عن العنف الجنسي الذي تعرضت له الفتاة الإسرائيلية، وسرعان ما انتشرت روايته حول العالم.

غير أنه اتضح أن كل رواية أوتمازجين عن العنف الجنسي اثناء هجمات 7 أكتوبر لم تقع أصلًا، كما أكدت أسوشيتدبرس.

وقال أوتمازجين في مقابلة مع الأسوشيتدبرس “لم أختلق القصة لكن لم أفكر في أي خيار آخر وقتها غير تعرض المراهقة للإعتداء الجنسي”، موضحًا أنه “في النهاية كان الأمر مختلفًا وكان لابد من أصحح شهادتي”.

غير أن اعتراف أوتمازجين بأن روايته لم تقع “متأخر جدًا”، حسب ما قالت أسوشيتدبرس، حيث قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إن لديه أسباب للاعتقاد بوقوع “اغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي باعتبارها جرائم ضد الإنسانية”، أثناء الهجمات التي قامت بها حماس.

وذكرت الوكالة أنه على الرغم من أن عدد الهجمات التي قيل إن إسرائيليين تعرضوا لها في 7 أكتوبر غير معروف، إلا أن “الروايات المفضوحة، مثل رواية أوتمازجين، شجعت الشكوك وأثارت نقاشًا مشحونًا للغاية حول نطاق ما حدث في 7 أكتوبر”.

يذكر أن منظمة “زاكا” الإسرائيلية، التي يعمل معها أوتمازجين متطوعا، هي أول منظمة إسرائيلية تصل لمقر الهجمات، وقدم المتطوعون بها الكثير من الصور والمعلومات عما حدث لوسائل الإعلام.

ولا تقوم منظمة “زاكا” بأعمال الطب الشرعي، منذ أن تأسست عام 1995، وتتمثل مهمتها المحددة في جمع الجثث بما يتماشى مع الشريعة اليهودية.

لكن الفحص الذي قامت به الأسوشيتد برس للطريقة التي تعاملت بها منظمة “زاكا” مع القصص، عن تفاصيل ما حدث خلال الهجمات، يظهر أن المعلومات التي قدمتها يمكن “أن تكون غامضة ومشوهة في فوضى الصراع”.

وساعدت المعلومات التي قدمها المتطوعون في منظمة “زاكا” الصحفيين ومحققي الأمم المتحدة في رسم صورة عما حدث خلال هجوم فصائل المقاومة في 7 أكتوبر الماضي.

أجندات سياسية

وقالت الأسوشيتد برس إنه على الرغم من دور “زاكا في تكوين صورة مفضوحة عما حدث خلال الهجمات، استغرق شهورا لكي تعترف بأن المعلومات كانت خاطئة، مما سمح لها بالانتشار، كما جرى توظيف موضوع العنف الجنسي لخدمة أجندات سياسية”.

ومضى التقرير إلى أن إسرائيل استخدمت مزاعم العنف الجنسي لتسليط الضوء على ماوصفته “بوحشية حماس”، ولتبرير هدفها المعلن في العدوان على غزة.

وعلاوة على كل ما سبق، اتهمت إسرائيل المجتمع الدولي “بتجاهل أو التقليل من شأن الأدلة على مزاعم العنف الجنسي”، مدعية أن “هناك تحيزا ضد إسرائيل”.

ومرارًا، نفت حماس أن تكون قواتها قد ارتكبت أعمال عنف جنسي خلال هجوم 7 أكتوبر، مؤكدة أنها مجرد روايات إسرائيلية مفبركة لحشد الدعم الدولي والتعاطف معها.

وهذه ليست المرة الأولى التي تثبت فيها تقارير عبرية وعالمية "أكذوبة" العنف الجنسي وقتل الاطفال، على يد المقاومة الفلسطينية في أحداث هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

"زاكا" وتلفيق القصص من أجل المال والتبرعات

وقبل أشهر، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن عددًا من السياسيين والضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك المتطوعين في منظمة زاكا الدينية (تحديد ضحايا الكوارث)، أسهموا في انتشار قصص غير صحيحة حول أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومنها قضية قطع رؤوس الأطفال.

وأفاد تحقيق جديد للصحيفة العبرية، أن منظمة "زكا" الدينية التي منحت مهمة جمع رفات قتلى عملية الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، نشرت روايات كاذبة عن فظائع لم تحدث بهدف جمع تبرعات بمبررات زائفة.

وتابعت "هآرتس"، أن "زكا" وأعضاؤها المتطرفون أطلقوا دعايات مزيفة عن رفات القتلى للتخلص من ديون أثقلت المنظمة لسنوات.

وسرد التحقيق المطول، قصصًا عن استغلال أعضاء المنظمة تواجدهم في مواقع الهجمات للتصوير والحصول على التبرعات.

ونقل التحقيق عن "شهود عيان" أن أعضاء من "زكا" كانوا يجرون مكالمات فيديو ويصورون جثثًا موضوعة في أكياس بلاستيكية، وأنه تم ترتيب المكان بشكل خاص لإثارة مشاعر المتبرعين.

وأشار التحقيق إلى، إنه تم توجيه بعض أنشطة المنظمة -التي كانت، عشية الحرب، متورطة في ديون ملايين الشواكل- نحو جمع التبرعات والعلاقات العامة والمقابلات الإعلامية والجولات للجهات المانحة.

وفي تقرير سابق، قالت الصحيفة إنه بعد مرور أشهر، على عملية طوفان الأقصى، فإن "الشرطة" ما تزال تواجه مصاعب في العثور على أدلة على وقوع "اعتداءات جنسية" خلال الهجوم، كذلك صعوبة في تحديد مكان الضحايا المزعومين، ولا تستطيع ربط الأدلة الموجودة بمن قالت إنهم ضحايا موصفون.

ودعت حركة حماس، في مارس/آذار الماضي، إلى تشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في مزاعم بارتكاب عناصرها انتهاكات جنسية خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مجددة رفضها تلك المزاعم.

وكان بيان صحفي صادر عن مكتب المبعوثة الأممية الخاصة للعنف الجنسي بمناطق النزاع براميلا باتن قال إن فريقا أمميا زار إسرائيل والضفة الغربية وجد أسبابا معقولة للاعتقاد بأن عنفا جنسيا مرتبطا بالصراع وقع في عدة مواقع أثناء تلك هجمات، وهو ما كذبته حماس.

وقالت حماس في بيان وقتها إن التقرير جاء "بعد محاولات صهيونية فاشلة لإثبات تلك التهم الباطلة التي تأكّد أنه لا أساس لها من الصحة، وتستند إلى قصص مفبركة من قبل عناصر معروفة بارتباطها بالمؤسسة الأمنية الصهيونية".

وذكر بيان حماس أن باتن (المبعوثة الأممية الخاصة للعنف الجنسي بمناطق النزاع) نفسها تؤكد أنها لم تجرِ تحقيقا مهنيا، ولكنها كانت في مهمة جمع معلومات واستقصاء.