فلسطين أون لاين

بعد حملة سياسية وإعلامية ضده..

مرصد حقوقي: نحمل (إسرائيل) المسؤولية الكاملة عن حياة الدكتور أبو سلمية

...
غزة/ فلسطين أون لاين:

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، أن التحريض الإسرائيلي على الطبيب "محمد أبو سلمية" مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة عقب الإفراج عنه بعد اعتقال دام 7 أشهر يثير مخاوف جدية على حياته.

وحذّر المرصد الحقوقي، في بيانٍ مقتضب، من احتمال إعادة اعتقال الطبيب أو سلمية أو استهدافه وقتله بشكل مباشر ومتعمد، على أثر حملة التحريض التي أطلقها كبار المسؤولين الإسرائيليين ضد إطلاق سراحه.

وأوضح، أن إطلاق سلطات الاحتلال سراح الطبيب أبو سلمية اليوم مع عدد من الكوادر الطبية من دون توجيه أي اتهامات ضده يضيف دليلًا آخر على أن الذرائع التي ساقها الجيش لاقتحام ومحاصرة مجمع الشفاء وتدميره كانت حججًا واهية لا أساس لها من الصحة وملفقة على الإطلاق.

كما ويؤكد، بحسب الأورومتوسطي، ذلك أن الهدف الحقيقي من وراء اقتحام مجمع الشفاء واعتقال الأطباء والمسؤولين فيه هو تدمير أحد أبرز مكونات القطاع الصحي في غزة لحرمان الفلسطينيين من أية فرصة للعلاج والنجاة وحتى الإيواء. 

وحمل المرصد الحقوقي، "إسرائيل" المسؤولية الكاملة عن حياة الطبيب أبو سلمية، ونؤكد أن أي مساس بحريته وسلامته الشخصية أو تعريضه لأي خطر تتحمل مسؤوليته السلطات الإسرائيلية كافة التي تشن حملة سياسية وإعلامية واسعة ضد الطبيب الفلسطيني وضد قرار الإفراج عنه.

وأشار إلى، أن  "إسرائيل" ما زالت تعتقل آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة وتُخضعهم للتعذيب وسوء المعاملة بمن في ذلك أطباء وكوادر طبية.

غضب إسرائيلي

تسبب إطلاق سراح الدكتور محمد أبو سلمية من السجون الإسرائيلية بغضب وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو.
وبرزت مطالبات بإقالة رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار واستبدال قادة الأجهزة الأمنية بعد القرار الذي شمل أكثر من 50 معتقلا فلسطينيا من غزة.

واعتبر ما يسمى وزير الشتات، عميحاي شيكلي في منشور على منصة “إكس”، أن إطلاق سراح أبو سلمية دون مقابل “أمر لا يطاق”.
وقال: “هذا القرار لم يمرر لا في الحكومة ولا مجلس الوزراء المصغر، ومن يقف وراءه يجب أن يحاسب على هذا القرار المهمل والمضر بأمن إسرائيل”.

وأضاف: “هذا من أغبى القرارات التي اتخذت هنا منذ بداية الحرب، ومن وافق عليه يجب أن يعود إلى منزله الآن”.

ونشرت وسائل إعلام عبرية،بما فيها هيئة البث الرسمية صورة لنقاشات وزراء على مجموعة “واتساب” حكومية.

وكتبت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك: “لا يعقل أن يتم مثل هذا الأمر دون اجتماع للحكومة!”، وأضافت: “أطالب بوقف كل شيء وعقد اجتماع للحكومة”.

بدوره كتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: “لقد حان الوقت لإعادة رئيس جهاز الأمن العام الشاباك (رونين بار) إلى منزله. إنه يفعل ما يريد. و(وزير الدفاع يوآف) غالانت معه على أكمل وجه”.

وأضاف في إشارة إلى أوضاع السجون حيث يعتقل آلاف الفلسطينيين: “صحيح أنها مكتظة، ليس جيدا لهم، لكن هل من المفترض أن تعتني بأحوالهم؟”، وهي دعوة صريحة لعدم الاكتراث بالأحوال الإنسانية للمعتقلين وهي مخالفة واضحة للقوانين الدولية.

أما وزير الاتصالات موشيه قرعي فكتب: “إسرائيل بحاجة إلى قيادة أمنية جديدة.. قيادة تلتزم بروح وبسالة الجنود كما يلتزم بها رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو). وكلما كان ذلك أسرع كلما كان أفضل”.

ونقلت هيئة البث عن مكتب وزير الدفاع يوآف غالانت: “وزير الدفاع لم يكن على علم بقرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء”.

ونقلت الهيئة عن أقارب أسرى إسرائيليين في غزة قولهم في بيان: “بينما يتم احتجاز أحبائنا من قبل حماس، أطلقت إسرائيل سراح القاتل والمتعاون مع حماس، مدير مستشفى الشفاء، الذي أخفى أعشاش حماس، بما في ذلك الأسلحة والمخابئ”، وفق زعمها.

وأضافت: “بدلا من استخدامه كورقة مساومة، تطلق إسرائيل سراحه مع عشرات غير المتورطين الآخرين”، بحسب تعبيرها.

أما صحيفة “هآرتس” فقالت: “قبل حوالي ثلاثة أسابيع، أبلغت الدولة المحكمة العليا الإسرائيلية أن جميع السجناء الفلسطينيين المحتجزين في مركز اعتقال سدي تيمان (جنوب إسرائيل) إما سيتم نقلهم إلى مرافق احتجاز أخرى أو إعادتهم إلى قطاع غزة”.

وكانت تقارير فلسطينية وإسرائيلية ودولية تحدثت عن انتهاكات واسعة بحق المعتقلين في سجن “سدي تيمان” حيث يعتقل مئات من فلسطينيي قطاع غزة، فيما تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدمته مؤسسات طالبت فيه بإغلاق السجن.

نتنياهو يوعز بتحقيق فوري

من جانبه، أوعز رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بفتح تحقيق فوري بقرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء في غزة الدكتور محمد أبو سلمية بعد اعتقال دام 8 أشهر.

وقال مكتب نتنياهو في تصريح مكتوب: "جاء قرار إطلاق سراح السجناء بعد مناقشات في المحكمة العليا بشأن التماس ضد احتجاز السجناء في سجن مركز سدي تيمان جنوبي إسرائيل".

وأضاف: "يتم تحديد هوية السجناء المفرج عنهم بشكل مستقل من قبل مسؤولي الأمن بناءً على اعتباراتهم المهنية".

وفي 14 نوفمبر، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة للمرة الأولى بعد حصاره لعدة أيام.

وبعد عدة أيام أجبر جيش الاحتلال الموجودين في المستشفى من الجرحى والمرضى والكوادر الطبية على إخلائه إلى مناطق جنوب القطاع قبل أن يقوم بعمليات تدمير واسعة في المستشفى.

وأبو سلمية طبيب أطفال فلسطيني من مواليد عام 1973، تولى منصب المدير الطبي لمستشفى النصر للأطفال في مدينة غزة عام 2007، ثم تولى إدارة مستشفى الرنتيسي للأطفال في المدينة نفسها عام 2015، وبعدها أصبح مديرا لمستشفى الشفاء عام 2019.

وكان يرأس مؤتمرات طب الأطفال التي تعقد في قطاع غزة، وكان يشارك في مؤتمرات طبية خارج القطاع، آخرها مؤتمر علمي يجمع وزارة الصحة في غزة والضفة الغربية في القاهرة عام 2023، وكان برعاية المكتب الإقليمي لشرق البحر المتوسط.

وعمل أبو سلمية على تطوير مستشفى الشفاء من خلال ترميم المباني القديمة وإعادة تأهيلها وجلب أجهزة طبية حديثة إليها بتمويل من مؤسسات دولية ومحلية.