قائمة الموقع

بدعوة من البنتاغون.. مراسلون أجانب يزورون الرصيف الأمريكي بغزَّة ويكشفون حقائق جديدة

2024-06-27T16:19:00+03:00
صورة تعبيرية

في الوقت الذي  تهدد المجاعة  حياة عشرات الآلاف  بقطاع  غزة في ظل القيود الإسرائيلية الشديدة على إدخال الإمدادات الإنسانية، يثبت مشروع الرصيف البحري الأمريكي فشله في إحداث أي تأثير يذكر.

وفي الواقع لم يعمل الرصيف الأمريكي بكامل طاقته إلا لمدة 16 يومًا فقط منذ افتتاحه لأول مرة لمساعدة الشحنات، في وقت ما كان الطقس السيئ على الشاطئ.

بعد عدة محاولات باءت معظمها بالفشل، عاد رصيف المساعدات البحري الذي بنته الولايات المتحدة أمام ساحل غزة بتكلفة 230 مليون دولار إلى العمل.

واستأنف الجيش الأمريكي قبل أيام إيصال المساعدات إلى القطاع المنكوب مجددا، بعد أن دفع ما يقال إنه "سوء الأحوال الجوية" الجيش إلى فصل الرصيف للمرة الرابعة عن الشاطئ منذ بنائه في 17 أيار/ مايو الماضي.

ودعا الجيش الأمريكي الصحفيين إلى جولة في المكان يوم الثلاثاء، في أول مرة تشهد فيه وسائل الإعلام العالمية عملياته بشكل مباشر.

وتابع الصحفيون السفن الأمريكية المحملة بالمساعدات الإنسانية، التي تم شحنها عبر البحر الأبيض المتوسط ​​من قبرص، وهي ترسو قبالة الرصيف.

من جهتها،  أبرزت شبكة (cbsnews)تحذيرات وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من وجود "خطر كبير بحدوث مجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة" إذا استمرت حرب الإبادة الإسرائيلية ولم يتم تكثيف عمليات تسليم المساعدات.

وذكرت الشبكة أنها كانت أولى وسائل الإعلام التي دعاها الجيش الأمريكي للسفر عبر شرق البحر الأبيض المتوسط ​​على متن سفينة عسكرية لرؤية الرصيف الذي شيدته القوات الأمريكية قبالة ساحل قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

ومن خلال المنصة العائمة، تمكن فريق الشبكة من رؤية أحياء بأكملها في حالة خراب، لكن الدمار داخل قطاع غزة الصغير ذات الكثافة السكانية العالية كان محظورًا تمامًا على الصحفيين.

فيما نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريراً عن الرصيف الأمريكي العائم الذي أقامه الجيش الأمريكي بكلفة 230 مليون دولار قبالة ساحل غزة، متسائلة هل هو مفيد أم فاشل؟

وروى مراسلها زيارة الرصيف عبر غزة، وسط الدمار والأرض اليباب، حيث مرّ من معبر نتساريم، الذي قطع القطاع إلى قسمين.

وجاء في التقرير: "على مدى الطريق الممتد على ستة كيلومترات من الأرض المقفرة، بدون أي إشارة للحياة المدنية، يقسم معبر نتساريم، كما يطلق الإسرائيليون عليه خاصرة غزة الضيقة من "حدود إسرائيل" إلى شاطئها على البحر المتوسط.

وتم تحويل البنايات على جانبي الممر إلى أنقاض. وفي الوقت الذي مضت فيه القافلة التي سافر فيها مراسل الصحيفة، لم يظهر أي فلسطيني على مدى النظر، فقط جنود إسرائيليون وعربات عسكرية، وصوت الحصى تحت عجلات العربات.

ثم ظهر الأزرق المبهر، حيث ينتهي الممر في البحر والرصيف الفولاذي الضخم، الذي أنفقت الولايات المتحدة عليه 230 مليون دولار لتركيبه على شاطئ غزة.

وعندما زارت المجلة الرصيف، في 25 حزيران/يونيو، وكان مراسلها الأول الذي يصفه ويراه من داخل غزة، كان يعمل مرة ثانية.

وشاهدَ طائرتي شحن تقومان بإنزال حمولتهما في ساعة تقريباً. وسارت الشاحنات من القوارب إلى الممر العائم، ونقلت بالات في منطقة التجميع، وهي منطقة واسعة من الشاطئ التي جرفها الجيش الإسرائيلي، وأحاطها بالسواتر الرملية والحواجز الخرسانية.

وأشارت المجلة الأمريكية، إلى  قول وزارة الدفاع الأمريكية بإن الرصيف نقل أكثر من 6,200 طن متري من المساعدات منذ اكتماله، أي ما يساوي حمولة 25- 30 شاحنة، لكنه أقل من حمولة 150 شاحنة يومياً، كما وعدت أمريكا، لكن الرصيف هو قطعة واحدة من العملية، فالإمدادات تدخل من خلال معبر كرم أبو سالم، الذي يعتبر المعبر التجاري الرئيسي في الجنوب، وخلال ثلاثة معابر رئيسية في الشمال.

وفي الربيع، قال عمال الإغاثة إن الأمور تتحسّن، لكن هذا التفاؤل كان قصير الأمد.

وفي آذار/مارس، قالت منظمة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهي منظمة تقيس مستويات الجوع، إن مئات الآلاف من الناس في شمال غزة سيواجهون المجاعة في غضون شهرين. إلا أن آخر دراسة لها نشرت في 25 حزيران/يونيو وجدت إنه تم تجنب المجاعة، ولو مؤقتاً، بسبب زيادة الإمدادات في آذار/مارس.

ولمنطقة التجميع قرب الرصيف الأمريكي العائم بوابتان، واحدة في الجانب الغربي قرب البحر من أجل تخزين الشحنات، أما البوابة الشرقية فهي لسائقي الشاحنات الفلسطينيين الذين ينقلون المساعدات.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا شيء دخل أو خرج من هاتين البوابتين خلال الأسبوعين الماضيين، أو هناك حوالي 7,000 بالة معظمها من الطعام متراكمة في منطقة التجميع.

وشاهد مراسل المجلة صفاً طويلاً من الشاحنات كلّها تحمل شعار برنامج الغذاء العالمي، حيث يصل الغذاء لغزة، ولا أحد يوزعه.

وقال ماثيو هولينغوورث، من برنامج الغذاء العالمي: "علينا طلب الضوء الأخضر  لتحريك شاحنة فارغة، ثم الحصول على ضوء أخضر لتحريكها إلى نقطة ثانية"، و"لا تحصل إلا على ساعة عمل من 12 ساعة عمل".

وتشير المجلة إلى أن الكثير من الفلسطينيين يتشكّكون بالرصيف العائم، ففي 8 حزيران/يونيو، حررت القوات الإسرائيلية أربعة محتجزين، وكشف شريط فيديو عن أن الجنود المشاركين أنزلتهم مروحية قرب الرصيف العائم، ثم أجلتهم من غزة. وقد أثارت العملية الكثير من النظريات، وهي أن الأمريكيين بنوا الرصيف لأغراض عسكرية وليس لنقل المساعدات.

ومثل رصيفه العائم، خطط بايدن الدبلوماسية تتحطّم على أرض الواقع.

وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قد نشرت تقريرا في وقت سابق يسلط الضوء على أسباب فشل الرصيف الأمريكي العائم في توفير المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة،

وذكر التقرير أن "مستقبل الرصيف العائم أصبح مشكوكًا فيه، حيث لم يتم استخدامه سوى لمدة 12 يومًا منذ بدء تشغيله في مايو".

وأوضح أن "المساعدات كانت تُرمى على الشاطئ، نظرًا لعدم وجود شاحنات لنقلها إلى المخازن داخل القطاع بسبب غياب الأمن".

وأشار التقرير إلى أن المشروع لم يحقق النتائج المرجوة، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن عند الإعلان عنه، حيث توقع أن يسهم في "زيادة كبيرة" في حجم المساعدات الإنسانية إلى غزة يوميًا.

استغرق بناء الرصيف شهرين، وشارك في إنشائه حوالي ألف جندي أمريكي. ومع ذلك، خلال فترة تشغيله القصيرة، لم ينقل الرصيف إلى غزة سوى حمولة 250 شاحنة، وهو نصف ما يصل برا إلى غزة في يوم واحد.

اخبار ذات صلة