عانى الرياضيون في غزة كغيرهم من أبناء شعبهم من الاعتقال والتشريد والقتل المتعمد برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، في حرب الإبادة التي تشنها على القطاع المحاصر منذ 9 أشهر، دون وجود رادع من الجهات الدولية المسئولة.
واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني العشرات من الرياضيين على حاجز " نتساريم" الفاصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه، أو خلال اقتحامها للمدن والمحافظات، دون أن تكترث أنهم يحملون بطاقات يوجد عليها شعارات اتحادات رياضية دولية من المفترض أن تحميهم.
ولم يضغط الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " بالشكل المطلوب على قوات الاحتلال للكشف عن مصير المعتقلين الرياضيين الفلسطينين أو الإفراج عنهم، رغم المراسلات العديدة والمتكررة الموجهة من قبل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
وأكد عدد من الأسرى المفرج عنهم مؤخرا، أن عددا من الرياضيين يقبعون خلف القضبان في السجون الإسرائيلية، وتم التعرف عليهم خلال فترة التواجد في المعتقلات.
وكشف أحد الأسرى المفرج عنهم عن مكان تواجد اعتقال حارس مرمى نادي الزيتون محمود مطر في سجن نفحة الصحراوي، وكذلك المدير الإداري لفريق نادي الصداقة مصلح أبو عميرة، بالاضافة للاعب نادي خدمات الشاطئ السابق ناصر لبد، ورئيس نادي الوفاق الرياضي يوسف المنسي، ولاعب نادي بيت لاهيا كرم البدي وجميعهم تم اعتقالهم من مدينة غزة وشمالها قبل نهاية العام الماضي.
وأسرت قوات الاحتلال خلال اجتياحها لمدينة خانيونس مدرب فريق اتحاد خانيونس محمد النجار، ولاعب فريق كرة القدم بنادي أهلي النصيرات محمد أبو جويد، بالاضافة لعضو لجنة الحكام باتحاد كرة القدم الكابتن فريد الأشقر وأفرج عن الأخير مؤخرا.
ويقول الأشقر لـ"فلسطين أون لاين"، أن قوات الاحتلال لم تأبه لكونه رياضي وذات منصب، رغم تعريفه بنفسه لهم، واعتقلته وحققت معه وتعرض للتعذيب والتنكيل.
وأضاف الأشقر، الاحتلال لا يعترف بالاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، ويضرب جميع القوانين الدولية بعرض الحائط، وتم الإفراج عني بعد التحقيق معي عدة مرات، وعدم وجود أي تهمة ضدي، بينما بقي نجلي الأكبر أحمد خلفي في السجن.
وأفرجت سلطات الاحتلال عن لاعب النادي الأهلي الفلسطيني شادي الشريف بعد اعتقال دام أكثر من 60 يوما تذوق خلالها جميع أنواع العذاب.
وأكد الشريف، أنه أبلغ الضباط الصهاينة أنه لاعب كرة قدم ويحمل بطاقة تؤكد صحة قوله، لكن ذلك لم يشفع له وأصروا على اعتقاله، كما أن الضرب كان شديدا على القدمين التي يمارس بها هوايته، كانتقام منه كونه فلسطيني من غزة فقط.
وتشير آخر إحصاءات آثار العدوان الحالي على قطاع غزة، إلى استشهاد ما يقارب 200 رياضياً فلسطينياً، وتدمير أكثر من 50 منشأة رياضيّة، منذ السابع من شهر أكتوبر 2023، حسب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بينما لا تمتلك المؤسسات الرسميّة الإحصاء الدقيق حول عدد المعتقلين الرياضيين كون أسرائيل لا تكشف عنهم أي معلومة أو عن أماكن إحتجازهم خلف القضبان، في حين أن منهم بات في عداد المفقودين.