تفيد المعلومات الوارد من دولة الكيان الصهيوني، أن 550 ألف مستوطن يهودي هربوا من أرض فلسطين إلى دول أوروبا منذ معركة طوفان الأقصى، وأن عدد القادمين إلى دولة العدو انخفض بشكل غير مسبوق، إذا لم يتجاوز عدد القادمين 2400 يهودي في الشهر، هذه الأرقام المفزعة للعدو، والمفرحة للشعب الفلسطيني، لم تأت من فراغ، بل هي إحدى ثمار معركة طوفان الأقصى، وما رافقها من معارك بين حزب الله والصهاينة في شمال فلسطين، والتي أسفرت حتى اليوم عن ترحيل 200 ألف يهودي من الشمال إلى الجنوب والوسط، وأسفرت عن رعب يسكن حياة 250 ألف صهيوني، يعيشون عند بوابات الملاجئ، فإذا أضيف لكل ما سبق، إغلاق البحر الأحمر في وجه التجارة الإسرائيلية، والتهديد المتواصل من العراق، فإننا نصل إلى مشهد مرعب بالنسبة لمستقبل الكيان الصهيوني.
هذه الحالة من الانحطاط النفسي والمعنوي التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي جراء معركة طوفان الأقصى، لا يلاحظها المواطن العربي، ولا يراها المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، وهو ينزح من مكان إلى مكان، وهو يتعرض للجوع والقتل والتدمير على مدار الوقت، ولكنه يحس بها بروحه، ويشعر بها بقلبه، وهو يمتلئ ثقة بالغد الذي يحمل هل البشائر.
حالة الوهن التي أصابت المجتمع الإسرائيلي، الذي فقد الثقة بجيشه، واقتنع أن وجوده على هذه الأرض محدود، ومحكوم بزمن الصمود الفلسطيني، كشف عنها موقع “واللا” العبري حين اعترف أنّ الحُكومة الكنديّة، وبضَغطٍ من اللّوبي اليهودي القوي، عرضت على الإسرائيليين، خاصَّةً في شِمال فِلسطين المُحتلّة، تأشيرة هجرة، سواءً للعمل أو الدّراسة لمُدّة ثلاث سنوات، والسبب يرجع إلى تدهور الأوضاع الأمنيّة، وإطلاق حزب الله أكثر من 5000 صاروخ مُنذ بداية الحرب في الشمال.
وهذا ما ذكره موقع إلكتروني كندي أسّسته سيّدة إسرائيليّة هاجرت إلى كندا عام 2019 لمُساعدة أبناء جِلدتها على الهجرة إلى كندا، لقد أكد هذا الموقع على هجرة مِئات الآلاف من الإسرائيليين مُنذ “طُوفان الأقصى” في السّابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت: أن الشباب اليهودي في إسرائيل، بدأ يدرس اللغة الإنجليزية، وعزف عن تعلم اللغة العبرية، والسبب يرجع إلى عدم الاطمئنان للعيش في هذه البلاد، وخوفهم من تكرار 7 أكتوبر، وبشكل أوسع، فالعيش فوق أرض فلسطين محفوف بالمخاطر، والهجرة إلى أوروبا تستوجب دراسة اللغة الإنجليزية.
لقد بدأت العدو الإسرائيلي هجومه على أهل غزة تحت عنوان طرد السكان إلى الدول العربية، وتهجير أهل غزة إلى أوروبا، وتفريغ قطاع غزة من سكانه، وبعد تسعة أشهر من صمود أهل غزة، وبعد تسعة أشهر من البطولات الاستثنائية لرجال المقاومة، ظل أهل غزة في مدنهم وقراهم ومخيماتهم صامدين، وانهارت جبهة الأعداء، وبدأوا يرحلون، وينزحون، ويهجرون هذا البلاد التي بارك الله حولها.