طالبت أم أحمد الرنتيسي زوجة الطبيب ورئيس قسم النساء والتوليد في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجهات الدولية التدخل من أجل إعادة جثمان زوجها الذي قتل داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت الرنتيسي لـ"فلسطين أون لاين"، أن الجيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل زوجها في العاشر من نوفمبر الماضي عبر حاجز نتساريم خلال مروره برفقة أبنائه ووالدته المسنة إلى جنوب قطاع غزة، وانقطعت منذ تلك المدة أي أخبار حوله.
وقالت الرنتيسي: "يوم خروجنا من شمال قطاع غزة كان زوجي على رأس عمله في غرفة العمليات داخل مستشفى كمال عدوان، وكان الأوضاع غاية بالصعوبة، حيث كثف الاحتلال قصفه على شمال القطاع، لذلك قرر زوجي النزوح إلى الجنوب".
وأضافت: "عند وصولنا إلى حاجز نتساريم كان زوجي يرتدي بدلة العمليات الخضراء، وهنا طلب جيش الاحتلال منا التوقف، وقام بالمناداة على زوجي، وطلبه منه الجلوس على ركبتيه، وهنا أسودت الدنيا في وجوهنا، لأن زوجي طبيب ومهمته معروفة وهي إنفاذ حياة الناس".
وأوضحت، أنها برفقة أبنائها تحركوا تجاه الجنوب دون أن يشاهدوا والدهم أو حتى وداعه بسبب تهديد جنود الاحتلال للجميع بعدم النظر للوراء.
وأشارت زوجة الطبيب الرنتيسي إلى، أنها توجهت إلى جنوب قطاع غزة، وتم إخبارها من قبل القادمين من شمال قطاع غزة أن الطبيب إياد تم اعتقاله عبر الحاجز من قبل الجنود.
وأكدت أن الاتصال بزوجها انقطع منذ اعتقاله في نوفمبر الماضي، وقامت ابنتها بالتوجه إلى الصليب الأحمر وقدموا لهم كل البيانات الشخصية حوله ولكن لم يصل أي خبر حوله.
وذكرت أن العائلة وصل لها خبر استشهاد زوجها داخل سجون الاحتلال من خلال وسائل الإعلام العبرية والعربية ولم يتواصل مع العائلة أي جهة حقوقية.
ودعت زوجة الطبيب إياد بضرورة إجراء لجنة تحقيق أممية للوقوف على سبب استشهاد زوجها داخل سجون الاحتلال، واستعادة جثمانه من أجل إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه من قبل أبنائه ودفنه في مقابر المسلمين.
وقبل 5 أيامٍ، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، استشهاد مدير قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان بيت لاهيا شمالي قطاع غزة د. إياد الرنتيسي بعد أسبوع من اعتقاله في نوفمبر الماضي داخل مركز تحقيق الشاباك في عسقلان.
وبحسب الصحيفة "العبرية"، فإن الدكتور إياد الرنتيسي، (53 عاماً)، يدير قسم النساء والولادة التابع لمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تم اعتقاله في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) وتم إعلان وفاته بعد ستة أيام في سجن شيكما، في عسقلان المحتلة، وهو موقع منشأة تحقيق تابعة للشاباك.
وتدعي "هآرتس"، أنه بعد وفاة الرنتيسي، أصدرت ما تسمى محكمة الصلح في عسقلان أمر حظر نشر لمدة ستة أشهر يحظر نشر جميع تفاصيل القضية، بما في ذلك وجود أمر حظر النشر. وانتهى أمر المحكمة في مايو/أيار.
وتعليقًا على ذلك، قال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية لصحيفة "هآرتس" إنه لم يتلق هو أو عائلة الرنتيسي أي معلومات عن مصيره.
ووفقًا للطبيب أبو صفية، فقد تم اعتقال الرنتيسي عند نقطة تفتيش للجيش أثناء محاولته العبور من شمال غزة إلى جنوبه، في أعقاب أوامر الجيش الإسرائيلي للسكان المدنيين بالإخلاء في بداية الحرب.
من جهته، قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني في بيانٍ صحفيّ مشترك، أنه لا توجد أي تأكيدات حول ما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، حول نبأ يفيد باستشهاد المعتقل د. إياد أحمد محمد الرنتيسي
وأضافت المؤسستان، أن عائلة الدكتور إياد الرنتيسي لم تُبلغ من أي جهة كانت حتى اليوم حول مصير نجلها المعتقل، وأكدت أنه لم يكن يعاني قبل اعتقاله من أية أمراض أو مشاكل صحيّة
وأشار البيان المشترك، إلى أن الاحتلال اعتقل الدكتور الرنتيسي على أحد الحواجز العسكرية خلال الاجتياح البري لغزة، وله شقيق آخر معتقل أيضاً
وذكر أيضًا، أن الاحتلال فرض سياسة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة، ويرفض حتّى اليوم الإفصاح عن هويات الشهداء بين صفوف معتقلي غزة وظروف استشهادهم
المرصد الأورومتوسطي تلقى قبل أشهر شهادات عن تعرض د. إياد أحمد الرنتيسي (أبو أحمد) لتعذيب شديد.
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) June 18, 2024
هآرتس كشفت أن إسرائيل قتلته في نوفمبر الماضي أثناء تحقيق الشاباك معه.
د. الرنتيسي كان رئيس قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان، ويعمل أيضاً في قسم الولادة في مستشفى أصدقاء المريض. تم… pic.twitter.com/jJREGtEVTb
والرنتيسي هو ثاني طبيب من غزة يموت في السجون الإسرائيلية أثناء الحرب على غزة، سبقه الدكتور عدنان البرش، 53 عاماً، وهو جراح كان يرأس قسم العظام في مستشفى الشفاء بمدينة غزة. توفي الأب لستة أطفال في 19 أبريل/نيسان في سجن عوفر بالضفة الغربية. واعتقل في خان يونس في ديسمبر/كانون الأول.