يهدد شح الطاقة والنقص الحاد بالوقود في غزة توفير خدمات أساسية، بما فيها الرعاية الصحية ومعالجة مياه الصرف الصحي وإمدادات المياه النقية وغيرها، خصوصًا في شمال القطاع.
وتعاني المديرية العامة للدفاع المدني من شح الإمكانيات في حرب إبادة يتعرض لها المجتمع الفلسطيني وانعدام الإمكانيات التى تكافئ هذه الحرب العدوانية.
وقالت إدارة الدفاع المدني بغزة، إن الاحتلال الاسرائيلي يحاصر أجهزة التدخل الإنساني مما تسبب في توقف 50% من المركبات بسبب نقص الوقود وعطل جزء كبير منها لعدم توفر قطع غبار واستهداف ورش الصيانة كل ذلك اثر بشكل مباشر على تدخلاتنا والاستجابة العاجلة وقد تسببت هذه الأعطال بنقل المصابين والشهداء بمركبات الإطفاء بمحافظتي رفح والوسطى
وحمَّلت الإدارة، وكالة الغوث والأمم المتحدة المسئولية الكاملة عن عدم إمداد الدفاع المدني بالوقود اللازم لاستكمال مهامنا بشكل يخالف القوانين الدولية التى تلزم هيئات الأمم المتحدة بالتعامل مع اجهزة التدخل الإنساني لحماية الأرواح والممتلكات وانقاذ الروح وحماية الحق في الحياة.
وطالبت، الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة العمل على إلزام وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين لتوفير كميات الوقود لتشغيل مركبات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والتدخل السريع وتدويل حصار الرفاع المدني في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما وطالبت رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالضغط على المؤسسات الدولية ذات العلاقة والاحتلال بإدخال الاحتياجات العاجلة المنفذة للحياة لاستكمال تقديم خدمات الاستغاثة العاجلة والتدخل الطارئ نتيجة العدوان الاسرائيلي المستمر على القطاع منذ 9 شهور
وعلى صعيد المنظومة الصحية ومشافي القطاع العاملة، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، إن الاحتلال دمر المنظومة الطبية في القطاع، وإن هناك نقصًا حادًا في الوقود والإمدادات خاصة في المستشفيات.
وتعتمد المستشفيات والمراكز والمنشآت الصحية على المشتقات النفطية اعتمادًا كليًا في تزويدها بالطاقة لتشغيل الأجهزة الطبية والتشخيصية والعلاجية وسيارات الإسعاف والطوارئ، ونقل الأطباء والمسعفين والعاملين الصحيين.
وأدى نفاد الوقود إلى خروج أغلبية مستشفيات القطاع عن الخدمة، بل حتى تلك التي تعمل، بما فيها مستشفى كمال عدوان الذي حذّرت وزارة الصحة من أنّه قد يخرج عن الخدمة مرة أخرى.
ويعمل هذا المستشفى بالحد الأدنى للوقود، إذ اضطر الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية دقيقة على ضوء شاشات الهواتف، كما تم وقف استخدام غرف العناية المركّزة ببعض المستشفيات توفيرًا للوقود.
مجاعة وعطش
وفي سياق متصل، كان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد قال إن منع الاحتلال إدخال الوقود إلى القطاع أدى إلى توقف أكثر من 98% من مخابز قطاع غزة عن العمل بسبب انعدام غاز الطهي.
كذلك توقف أكثر من 700 بئر للمياه عن العمل بسبب الاستهداف ومنع إدخال الوقود، مما يُعزز فرص تعميق المجاعة والعطش ضد المدنيين وخاصة ضد الأطفال والنساء.
من جهته، يوضح المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدنان أبو حسنة، أن القطاع يحتاج يوميًا إلى 200 ألف ليتر من الوقود لتشغيل المناطق الحيوية مثل مضخات تحلية المياه والصرف الصحي والبلديات وعمليات الأونروا وعربات المنظمات غير الحكومية والأممية التي تقدّر أعدادها بالمئات، مؤكدًا أن ما يدخل إلى القطاع يمثل 29% من هذه الكمية.
أزمة قرار سياسي
ويشرح أبو حسنة أن الوقود يدخل إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، حيث تتسلمه الأونروا بالاشتراك مع منظمات أخرى كمنظمة الصحة العالمية واليونيسف، ثم يتم توزيعه داخل القطاع.
ويشير أبو حسنة إلى أن جميع المنظمات الدولية تنسق مع الاحتلال، لافتًا إلى أن المشكلة ليست في التنسيق بل في "القرار السياسي وإرادة إسرائيل".
ويقول: "لو أرادت إسرائيل لأدخلت نصف مليون ليتر يوميًا من الوقود إلى غزة"، مؤكدًا أن حاجات القطاع معلومة لدى الاحتلال والإدارة الأميركية. وأشار إلى عدم وجود نظام يجبر إسرائيل على إدخال كميات محددة من الوقود.