فلسطين أون لاين

لماذا لن تساعد الجيوش العربية الولايات المتحدة في تأمين غزة بعد الحرب؟

...
photo_2024-06-21_17-43-05.jpg
ترجمة خاصة/ فلسطين أون لاين

قبل أيامٍ، التقى قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي بنظرائه من خمسة جيوش عربية في البحرين الأسبوع الماضي، وفقًا لتقرير صادر عن موقع أكسيوس. وعقد اللقاء بحضور القيادة المركزية الأمريكية ، وسط محاولات واشنطن وضع خطة لمستقبل ما بعد الحرب في غزة.

ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يكون هناك أي شيء قابل للتطبيق من الاجتماع، الذي عقد سرا وضم جنرالات الجيش من البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر. وفق رأي الكاتب فراس أبو هلال بمقاله عبر موقع "ميدل ايست آي" البريطاني.

وأضاف الكاتب، أن مثل هذا التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لا يحظى بشعبية بين الشعوب العربية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الغالبية العظمى من العرب ( 92%) تقول إن القضية الفلسطينية تعني العرب جميعا، وليس الفلسطينيين فقط.

كما يصف معظم العرب الولايات المتحدة بأنها منحازة لإسرائيل، قائلين إن سياسة واشنطن ستضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة

ويرى أبو هلال، في مقاله عبر "ميدل ايست آي"، أن مثل هذه الاستطلاعات تسلط الضوء على الفجوة بين الشعوب العربية وحكوماتها فيما يتعلق بفلسطين والدور الأمريكي في حرب غزة . كما أنها تظهر أن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط واهمة لتجاهلها هذه الفجوة.

لعقود من الزمن، تجاهلت الولايات المتحدة حقوق الشعب الفلسطيني ومصالحه. ولم تساعد سياستها التي تركز على إسرائيل واشنطن على تحقيق أهدافها المعلنة في الشرق الأوسط: إنهاء الصراع، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم الوطنية، وحماية "سلامة" حليفتها الأساسية، إسرائيل. هذه الأهداف غير متوافقة.

وأكد، أنه وإذا دفعت الولايات المتحدة حلفاءها العرب إلى التعاون مع إسرائيل من دون النظر إلى الموقف الفلسطيني، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى تأجيج الصراع في غزة وفي مختلف أنحاء المنطقة برمتها.

وأوضح، أن الدول العربية تدرك أن إرسال قوات إلى غزة سيكون خطأً فادحاً. وقد رفضت الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة هذه الفكرة علناً. وذهبت الإمارات إلى أبعد من ذلك، حيث انتقدت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاقتراحه أن أبوظبي ستساعد في حكم غزة بعد الحرب .

وقد أكدت الدول العربية في مناسبات مختلفة أنها لن تلعب أي دور في حكم غزة دون حل سياسي شامل يقوم على مفهوم الدولتين. علاوة على ذلك، تساءل العديد من المحللين عما إذا كانت السلطة الفلسطينية أو غيرها من الدول العربية قادرة على السيطرة على غزة دون القضاء على حماس.

وبعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب الوحشية التي شنتها "إسرائيل" على غزة، يبدو هذا الاحتمال غير مرجح على نحو متزايد. لقد تحمل المدنيون وطأة الصراع، في حين فشلت الولايات المتحدة في تقديم حل سياسي قابل للتطبيق. ومع رفض إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإن أي خطط للسيطرة على غزة من خلال القوات العسكرية العربية سوف تفشل.

ويتعين على الولايات المتحدة أن تدرك أنها لن تتمكن من تحقيق أي من أهدافها في الشرق الأوسط ما لم تحترم الرأي العام العربي وتعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مستقبله.