أفاد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن عددًا من الأسر في جنوب قطاع غزة تتناول وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة، في حين تعتمد أسر أخرى على تقاسم الطعام بعضها مع بعض وتقنين المخزونات.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة، أن مئات آلاف النازحين جنوبي غزة يعانون من ضعف الوصول إلى المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه والصرف الصحي.
وأضاف أنه في الفترة من 7 إلى 14 من يونيو/حزيران الجاري، قام المكتب بتقييمات إنسانية في مواقع النزوح بدير البلح وخان يونس ومنطقة المواصي برفح، ووجد أن الناس يعيشون في خيام بملاجئ مؤقتة ومكتظة.
وأشار إلى أن تلك الملاجئ في حاجة ماسة إلى الإصلاح، ولا توفر أي حماية من الحرارة الشديدة.
وأوضح أيضًا أن الوصول إلى المياه منخفض للغاية، وأن الناس يضطرون إلى الوقوف في طوابير ساعات طويلة للحصول عليها، ويجبرون على اعتماد مياه البحر للاستخدام المنزلي.
وذكر المكتب الأممي أن هناك انتشارًا مستمرًّا للأمراض المعدية في ظل فيضان مياه الصرف الصحي، وانتشار الحشرات والقوارض والثعابين، والافتقار شبه الكامل إلى مواد النظافة ومرافق الصرف الصحي.
وفي سياق متصل، أوضح الطبيب ريتشارد بيبركورن مسؤول الأراضي الفلسطينية المحتلة في منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن “الهدنة التكتيكية” اليومية التي أعلنتها إسرائيل في جنوب غزة “لم يكن لها أي تأثير” في وصول المساعدات الإنسانية.
وقال المسؤول خلال مؤتمر صحفي للأمم المتحدة في جنيف "نحن كأمم متحدة يمكننا القول إننا لم نلاحظ أي تأثير في وصول المساعدات الإنسانية منذ هذا الإعلان الأحادي الجانب عن هذه الهدنة الفنية. هذا هو التقييم العام".
وقال ينس لايركه الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق حالات الطوارئ، إن المساعدات الإنسانية “كانت قليلة جدًّا”، وشدد على أن العاملين في المجال الإنساني “لا يمكنهم التوجه إلى معبر كرم أبو سالم (لمرور البضائع من إسرائيل) وتسلم المساعدة الإنسانية بأمان تام بسبب غياب الأمن”.
لكنه أشار إلى أن الوقود دخل بكميات محدودة. والوقود حيوي لإنتاج الكهرباء الضرورية للمستشفيات والمخابز خصوصًا.
وأعلن جيش الاحتلال نهاية الأسبوع الماضي هدنة “إنسانية تكتيكية” يوميًّا ساعات محددة، على طريق رئيسي في شرق رفح، إلا أن ناطقا باسم الأمم المتحدة قال بعدها بأيام “إن ذلك لم ينعكس بعدُ على وصول المساعدات بكميات أكبر إلى الناس التي تحتاج إليها”.
"غزة بها أكثر من مليوني قصة خسارة"
كما قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، إن نحو 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "حرمت السكان كليا من الأمن الغذائي والمأوى والصحة وسبل العيش".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته غيموند، الجمعة، بمقر الأمم المتحدة في جنيف، عقب إكمالها مهمة إلى داخل قطاع غزة استمرت أسبوعا.
وقالت غيموند: "ما رأيته (في غزة) يفوق الوصف، ففي اللحظة التي تدخل فيها من معبر كرم أبو سالم (جنوب)، ويُغلق السياج خلفك، تشعر بأنك محبوس في عالم من الدمار".
وأضافت: "هدمت المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات ومراكز الرعاية. وبينما تتحرك نحو المنطقة الوسطى، ترى حشودا من الناس، رجالا ونساء وأطفالا، في خيام مؤقتة".
وأوضحت المسؤولة الأممية أن "أكثر من مليون شخص في غزة في حالة نزوح مستمر، ولا مكان آمن للنساء والفتيات في غزة، حيث نزح العديد منهن عدة مرات".
وشددت على أنه "بعد قرابة تسعة أشهر من الحرب أصبح السكان محرومين كليا من الوسائل اللازمة لضمان الأمن الغذائي والمأوى والصحة وسبل العيش".
وقالت غيموند إن "الناس ينتقلون إلى أي مساحة مفتوحة متاحة، بما في ذلك الطرقات والأراضي الزراعية والمباني المتضررة، وينزحون إلى مناطق أصغر غير مجهزة لدعمهم".
وأردفت: "كانت النساء تسألني: متى يمكننا العودة إلى منازلنا؟"، مؤكدة أن "كل نزوح جلب المزيد من الخسارة والخوف".
وتابعت: "غزة بها أكثر من مليوني قصة خسارة".
وخلفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بدعم أمريكي مطلق قرابة 123 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها "فورا"، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.