فلسطين أون لاين

خبير عسكري يكشف: لهذه الأسباب سيؤثر "كمين عرفة" على معنويات جيش الاحتلال

...
صورة تعبيرية
غزة/ فلسطين أون لاين

كبّد كمين كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم السبت، خسائر فادحة أقر بها جيش الاحتلال، بمقتل 8 من جنوده وضباطه، واستدعائه مقاتلين لحراسة باقي الجثث المتفحمة العالقة بالآلية المدمرة.

وفي قراءة عسكرية، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن العملية التي نفذتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تل السلطان غربي رفح، تشير إلى تخطيط دقيق وحرفية عالية مدروسة من قبل فصائل المقاومة.

وأضاف -خلال التحليل العسكري للحرب في غزة- أن هذا التكتيك الذي اعتمدته المقاومة منذ فترة طويلة زاد من خسائر الاحتلال واستنزافه.

ووفقا للفلاحي فإن هذا العدد الكبير من القتلى الذي بلغ 8 جنود يعود إلى أن المركبة التي استهدفتها المقاومة بقذيفة الياسين تتبع للواء الهندسة، مما يعني أنها كانت محملة بالكثير من المتفجرات ومعدات التفجير لأن لواء الهندسة هو المسؤول عن تفجير المربعات السكنية وفقا لرأيه، موضحا أن الجيش الإسرائيلي لم يعلن عن الجرحى حتى هذه اللحظة.

وكشف الخبير أن العملية كانت نوعية ومركبة استهدفت في الأول جرافة من طراز دي 9 وتلاها استهداف مركبة النمر التي حاولت إنقاذ من كانوا داخل الجرافة. مشيرا إلى أن المنطقة سبق أن شهدت مواجهات أدت إلى تدمير دبابات من طراز ميركافا 4، مما يشير إلى تصاعد عمليات المقاومة خلال الفترة الماضية.

ولتمهيد دخول القوة الإسرائيلية إلى المنطقة أوضح أن جيش الاحتلال نفذ قصفا مركزا صباح اليوم على المنطقة، تلاه إدخال الجرافات لفتح الطرق وتجريفها، ولكن المقاومة كانت جاهزة واستهدفت القوة.

وبحسب الفلاحي قام الاحتلال بـ"تعمية" المنطقة بقنابل الدخان الكثيف لإجلاء الجرحى والقتلى، وأعقبها بقصف جوي ومدفعي وبحري بعد خروج قواته، مما يشير إلى مواجهة الاحتلال لإطلاق نار كثيف وعنيف من قبل المقاومة استمر أكثر من ساعتين للوصول إلى موقع جنوده القتلى والجرحى.

مواصفات النمر

وبالحديث عن مدرعة النمر الإسرائيلية، قال الفلاحي إن سعرها يصل إلى 3 ملايين دولار، وتتميز بـ3 دروع متتالية تزيدها متانة وحصانة، وتحمل 3 جنود في المقصورة و8 جنود في مقاعدها الأخرى، ولكن يمكنها أن تحمل 14 جنديا في حالات خاصة.

وأضاف أن وزنها يصل إلى 10 أطنان وتبلغ سرعتها 60 كيلومترا في الساعة، وهي مزودة بكاميرات تنقل الصورة المحيطة بالناقلة، كما تتيح استخدام الأسلحة والقناصات وتوجيهها بدقة، كما أنها مزودة بـ3 رشاشات من عيارات 12 و30 و40 مليمترا، وبإمكانها -يضيف الفلاحي- حمل العديد من المعدات والأدوات التي يمكن استخدامها في عمليات التفجير .

استنزاف متواصل

وفيما يتعلق بحديث الاحتلال المستمر حول استخلاصه للعبر من عمليات المقاومة المتكررة باستهداف جنوده يرى الخبير الفلاحي أن كل عملية عسكرية ترتبط بظروف معينة من حيث الجغرافيا والتفاصيل الأخرى المحيطة بها، إضافة إلى اختلاف المقدرات والقوة القتالية للمقاومة التي تخلف من منطقة لأخرى ومن عملية لأخرى.

وأوضح أن هذا الحديث يشير إلى قلة الخبرة الميدانية والإستراتيجية لدى قادة جيش الاحتلال وضعف الأداء الميداني لعناصره العسكرية في ميادين القتال، رغم امتلاكهم لأسلحة ذات قدرات عالية.

كما أكد الخبير قلة الدراية بأساليب القتالات الخاصة وحرب العصابات والمناطق المبنية وسط جنود الاحتلال مما يجعل خسائر الاحتلال ترتفع باستمرار.

وفيما يتعلق بإعلان الجيش الإسرائيلي استمرار تواجده في منطقة العملية يرى الفلاحي أن الأمر لا يعدو كونه محاولة لإظهار عدم تأثر قواته بها، وأوضح أن التوغل لا يعني السيطرة على المنطقة.

وتوقع الخبير أن تؤثر العملية على معنويات جيش الاحتلال التي تأثرت أصلا بعملية استنزاف متواصلة موضحا أن جيش الاحتلال يعاني من نقص كبير في عدد القوات.

أقرّ جيش الاحتلال، مساء اليوم السبت، بمقتل 8 جنود نتيجة انفجار لغم في ناقلة جند بتل السلطان في رفح، تزامنًا مع إعلان كتائب القسام عن "كمين مركب" أوقع عدد من قتلى الاحتلال في المعارك الدائرة جنوبي قطاع غزة.

وقال جيش الاحتلال في تصريحات مقتضبة، إن 8 عسكريين قتلوا في تفجير ناقلة جند خلال معارك رفح. منوهًا إلى أنه من بين القتلى نائب قائد سرية في لواء الهندسة 601.

وفي تفاصيل جديدة، قالت القناة الـ 13 العبرية، إنه في نهاية الهجوم الذي شنته قوات الجيش الإسرائيلي الليلة في حي تل السلطان شمال رفح، انفجرت ناقلة جنود مدرعة هندسية محدثة انفجارًا قويًا و قُتل المقاتلون الثمانية الذين كانوا على متن الناقلة نظرًا لأنها كانت ناقلة جنود مدرعة من طراز Plesim حيث تم تركيب المتفجرات والألغام في المقصورات الخارجية فقد تسبب الانفجار الشديد في انفجارات فرعية بحيث احترقت الناقلة لعدة دقائق.

 ويقدر الجيش الإسرائيلي، بحسب القناة، أن الناقلة أصيبت بذخيرة الياسين 105، ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي من سحب ناقلة الجنود المدرعة المتضررة إلى منطقة آمنة إلا بعد ساعتين حيث تفحم الجنود ، وتقوم قوات الجيش الإسرائيلي بعمليات تفتيش واسعة النطاق منذ ساعات الصباح.

وأشارت القناة العبرية، إلى استدعاء جيش الاحتلال لمقاتلين جوا وبرا بهدف منع اختطاف جثث العسكريين القتلى في تفجير مدرعة رفح

وفي وقت سابق، قالت كتائب القسام في بلاغ عسكري، "مع صبيحة يوم عرفة نفذ مجاهدونا كمين مركب ضد آليات العدو المتوغلة في منطقة الحي السعودي بتل السلطان غرب مدينة رفح  حيث تم استهداف برج جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "الياسين 105"، ما أدى إلى اشتعاله وإيقاع طاقم الجرافة بين قتيل وجريح".

وتابعت، "وفور وصول قوة الإنقاذ تم استهداف ناقلة جند من نوع "نمر" بقذيفة "الياسين 105" ما أدى إلى تدميرها ومقتل جميع أفرادها".

وقال موقع "حدشوت بزمان" العبري، "في حوالي الساعة 5:00 فجراً في غزة، أطلقت المقاومة الفلسطينية صاروخ مضاد على عربة مدرعة بها 8 جنود وضباط، فانفجرت على الفور واشتعلت النيران بشكل كامل في جميع المقاتلين النائمين بداخلها، وقُتل الثمانية على الفور واحترقوا داخل المركبة".

وأفادت مصادر عبرية بأن ناقلة الجند المستهدفة التي انفجرت واحترقت بمن فيها كانت تقل 8 جنود وضباط من وحدة الهندسة الذين يعتمد عملهم على نسف المنازل وحرقها.

وأكد موقع حدشوت بزمان، أنه تم إبلاغ 8 عائلات "إسرائيلية" بمقتل أولادهم في معارك قطاع غزة بعد إصابة آليتهم بصاروخ مضاد للدروع.

وأوضح أن عددًا من مروحيات الإخلاء هبطت في مستشفيات "شعاري تسيدك" و"بلينسون" بعد نقلها جنودًأ قتلى ومصابين من رفح.

ومن جهتها، قالت إذاعة جيش الاحتلال، إن عددًا من الجنود أُصيبوا بعد صعود آلية عسكرية إسرائيلية على عبوة ناسفة في قطاع غزة.

المصدر / الجزيرة