يبحث كثيرًا عن يديه وقدميه، يشعرأمير بأنه مختلف عن الأطفال، ويطلب من والدته يد مثل باقي الأطفال، ولد بـ "تشوهات خلقية" جراء استنشاق والدته غازًا أطلقه الاحتلال في إحدى حروبه على غزة، وخلال الحرب الحالية، نجا الصغير من الموت خلال الحرب، وتم إخراجه من تحت الأنقاض.
منذ نعومة أظافره واجه الطفل أمير الحناوي 5 أعوام، أهوال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بدون أطرافه الأربعة، فهو مولود عقب تصعيد عسكري بغزة عام 2018 بتشوهات خلقية إثر استنشاق والدته غاز ألقاه جيش الاحتلال على المنطقة القريبة من منزلهم بمخيم جباليا، تتمنى والدته لو أن تراه مثل جميع الأطفال ولو بأطراف صناعية.
في ظل حرب الإبادة المتواصلة، تزداد معاناة أمير يوماً بعد يوماً خاصة في ظل الوضع الصعب والمعاناة التي نعيشها في غزة، كما أنه يريد احتياجات معينة، علاوة على أننا نرغب في أن يحظى بفرصة للسفر إلى خارج القطاع لتوفير الأطراف الملائمة له وكل احتياجاته. تقول والدته
وأكدت أن “البيئة التي نزحوا إليها بسبب الحرب غير ملائمة لأمير، ولا يوجد بها أي مقومات ترفيهية، خاصة أنه يريد احتياجات خاصة توفر له الراحة النفسية”، متابعةً “أتمنى أن أوفر له حياة نظيفة وبيئة بعيدة عن الجراثيم لكن لا يوجد أي إمكانيات”.
وبينت الحناوي، أن “المتنفس الوحيد لطفلها أمير هو البحر، حيث يذهب مع جده يومياً إلى هناك ليقضي أغلب وقته”، قائلةً “يخفف ذلك من الآلام التي يشعر بها أمير بسبب الحرب على غزة”.
وفي وقت سابق، قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن أكثر من 3,500 طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الموت التدريجي في قطاع غزة بسبب اتباع الاحتلال "الإسرائيلي" لسياسات تجويع الأطفال، ونقص الحليب والغذاء، وانعدام المكملات الغذائية، وحرمانهم من التطعيمات، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للأسبوع الرابع على التوالي وسط صمت دولي فظيع.
وأوضح المكتب الحكومي في تصريح صحافي، أن الأطفال يعانون من سوء التغذية بدرجة متقدمة أثَّرت على بنية أجسادهم، وهو ما يعرضهم -فعلياً- إلى خطر الإصابة بالأمراض المعدية التي تفتك بحياتهم، وتؤخّر نموّهم، وتهدد بقائهم على قيد الحياة.
وأشار إلى أن الأطفال يفتقرون إلى الوصول للخدمات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والمتابعة الطبية الدورية، كما أن حالاتهم تتفاقم وتزداد صعوبة في ظل حرمانهم من التطعيمات والجرعات الدوائية المخصصة لهم في بدء سنوات حياتهم.
وأضاف، "إن الأطفال في قطاع غزة يحتاجون إلى معالجة جذرية وفورية لكل الأزمات التي يتعرضون لها بشكل ممنهج من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" وفي مقدمة ذلك توفير الغذاء والرعاية الصحية والمكملات الغذائية والتطعيمات والأغذية المخصصة للأطفال.
ولفت إلى أن فئة الأطفال -خصوصاً- بحاجة إلى رعاية نفسية متقدمة بالتزامن مع هول ما عايشوه، فالأطفال قتل منهم خلال حرب الإبادة الجماعية (15,438) طفلاً شهيداً، كما أصيب منهم عشرات الآلاف، وبات أكثر من (17,000) منهم يعيشون دون أحد والديهم أو كلاهما.